محلل مصري: ودّيات الوداد لا تعكس مستواه وقد يفاجئ العالم بالمونديال

يعيش نادي الوداد الرياضي فترة دقيقة وحساسة بعد تلقيه خسارتين متتاليتين في مباراتيه الوديتين الأخيرتين على أرضه وبين جماهيره، وذلك أمام ناديَي إشبيلية الإسباني وبورتو البرتغالي، بنتيجة واحدة في كلا اللقاءين: هدف دون رد.

هاتان المباراتان شكّلتا آخر بروفة للفريق الأحمر قبل دخوله منافسات كأس العالم للأندية 2025، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر يونيو الجاري، مما زاد من حدة التساؤلات والقلق داخل الأوساط الرياضية والجماهيرية المغربية.

وفي هذا الصدد، يرى المحلل والناقد الرياضي المصري، محمد الأسيوطي، أن هذه المباريات الودية لا يُفترض أن تكون معيارًا للحكم على جاهزية الفريق أو توقع نتائجه المستقبلية، لأن الهدف الأساسي منها يتمثل في اختبار اللاعبين وتجريب الخطط التكتيكية، لا حصد الانتصارات.

وأكد محمد الأسيوطي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن مواجهة إشبيلية لم تكن مجرد مباراة تجريبية عادية، بل حملت طابعًا احتفاليًا تكريميًا للحارس المغربي ياسين بونو، الذي نشأ في صفوف الوداد وتألق في الملاعب الأوروبية قبل انتقاله مؤخرًا إلى الهلال السعودي، وهو ما جعل اللقاء خاليًا من الشد العصبي والتنافسية العالية.

وتابع المحلل والناقد الرياضي المصري أن مباراة بورتو البرتغالي كانت هي الأخرى فرصة للمدرب بنهاشم لمعرفة مكامن الضعف والقوة في تشكيلته، مشيرًا إلى أن الهدف الوحيد الذي تلقاه الفريق جاء نتيجة خطأ دفاعي ارتكبه اللاعب أيوب بوشتة واستغله مهاجم بورتو سامو بكفاءة عالية، تمامًا كما حدث أمام إشبيلية عندما سجل الفريق الإسباني هدفه إثر هفوة للحارس.

رغم ذلك، يوضح الأسيوطي أن الوداد أظهر محاولات هجومية لا بأس بها، خاصة من خلال تحركات اللاعبين إسماعيل المترجي وصامويل أوبينغ، اللذين كانا قريبين من هز الشباك لولا تألق الحارسين المنافسين.

وشدد المحلل المصري على أن أكبر ما ينقص الوداد في هذه المرحلة هو الانسجام الجماعي والجاهزية البدنية، خاصة أن البطولة المرتقبة تتطلب مواجهة أندية من طراز عالمي، تملك خبرة عميقة ومهارات فردية وجماعية عالية.

ولفت إلى أن مثل هذه الإشكالات لا تُحل فقط عبر التدريبات، بل تحتاج كذلك إلى صفقات وازنة تُعطي دفعة نوعية للفريق، وهو ما يبدو أن إدارة الوداد تنتبه إليه جيدًا، خصوصًا مع استمرار الأخبار التي تربط النادي بمفاوضات مع نجوم عالميين، في مقدمتهم كريستيانو رونالدو وبول بوغبا، بجانب صفقات أخرى.

كما أشار الأسيوطي إلى الدور المحوري الذي تلعبه جماهير الوداد، المعروفة بشغفها الكبير ودعمها اللا مشروط، مشددًا على أن غياب هذه الجماهير عن المدرجات خلال البطولة في الولايات المتحدة قد يكون له وقع سلبي على معنويات اللاعبين.

“ومع ذلك، يعوّل الفريق على حضور الجالية المغربية والعربية المقيمة في أمريكا، والتي يُتوقع أن تسانده بقوة، ما قد يعوض إلى حد ما عن غياب الأجواء الجماهيرية المعتادة في مركب محمد الخامس” على حد تعبيره.

واعتبر الأسيوطي أن أي مواجهة منتظرة مع فرق عملاقة، مثل مانشستر سيتي الإنجليزي، ستتطلب من الوداد اللعب بحذر شديد واعتماد خطة دفاعية متماسكة في البداية، مع محاولة استغلال أي هفوة دفاعية أو فرصة سانحة من أجل صنع المفاجأة.

وأضاف أن هذه البطولة لا تُقاس فقط بالألقاب، بل كذلك بمدى قدرة الفريق على تقديم صورة مشرفة تُليق بتاريخ النادي وبكرة القدم المغربية والعربية.

واختتم الأسيوطي تصريحاته بالتأكيد بأن الأنظار العربية كلها ستتجه إلى الوداد خلال مشاركته في كأس العالم للأندية، مشيدًا بالروح القتالية للفريق وتاريخه المشرّف، ومعتبرًا أن بإمكانه كتابة صفحة جديدة في سجل إنجازاته، إذا ما نجح في تجاوز العقبات الفنية والذهنية في الوقت المناسب.