مكناس.. مدينة عريقة تواجه “التهميش” بروح التطوع

في قلب مدينة مكناس العريقة، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر، يقف شباب متحدين ضد تهميش فضاءات مدينتهم. بمبادرات تطوعية ذاتية، انطلقوا في حملة لتنظيف وصباغة بعض الشوارع والأحياء، معبرين عن حبهم لمكناس ورغبتهم في رؤية مدينتهم في أبهى حلة.
وتحدث أحد المتطوعين بحماس عن دافعه ورفاقه لهذه المبادرات، مشيرًا إلى أن مدينة مكناس معروفة عالميًا بتاريخها وحضارتها، ولكن واقع الحال يجعلها تبدو وكأنها ما زالت عالقة في القرن العشرين. “نريد لمدينتنا أن تبدو جميلة، تعكس عراقتها وتاريخها، وليس كما هي الآن، مهمشة وباهتة”.
في ظل غياب الدعم الرسمي، قرر المتطوعون الاعتماد على إمكانياتهم البسيطة، إذ جمعوا تبرعات صغيرة من أبناء الحي، اشتروا بها الجير والطلاء، وانطلقوا في عملية تنظيف وصباغة الأرصفة والجدران، “نحاول إيصال رسالة للمسؤولين، بأننا رغم قلة الإمكانيات، نطمح لبيئة أفضل”، يقول أحدهم بحسرة، متمنيًا من السلطات المحلية تقديم الدعم.
رغم المحاولات المتكررة لتنشيط الحي وإعادة الحياة إلى مرافقه، إلا أن المتطوعين يجدون أنفسهم في مواجهة عقبات عديدة، أبرزها غياب البنية التحتية الأساسية، إذ أن المساحات التي كان من المفترض أن تكون حدائق ومتنفسات تحولت إلى مواقع مهملة، في حين يضطر كبار السن إلى الجلوس على الأرض بسبب انعدام المقاعد.
ويؤكد الشباب المتطوعون، الذين التقتهم “مدار21” أنهم لا يطلبون الكثير، فقط الالتفات إلى هذه الأحياء المهملة ودعم المبادرات الشعبية. “نريد من السلطات أن تلقي نظرة على واقعنا، وتعترف بمجهوداتنا.. مكناس تستحق الاهتمام، فهي ليست مجرد مدينة، بل رمز تاريخي وحضاري”، يقول أحد المتطوعين.