أشبال الأطلس يخسرون نهائي إفريقيا أمام “البافانا بافانا” ويُهدرون التتويج

فشل المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة في الظفر بلقب كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه، بعد تتويجه الأول عام 1997، عقب خسارته بهدف نظيف أمام منتخب جنوب أفريقيا في نهائي البطولة الذي أقيم مساء الأحد على أرضية ستاد القاهرة الدولي.
وشهد الشوط الأول من اللقاء ندية كبيرة وتنافسا محموما، انتهى دون أهداف رغم تعدد الفرص السانحة، خصوصا من الجانب المغربي.
وبادر “أشبال الأطلس” إلى تهديد مرمى الخصم مبكرا، حيث كاد الزهواني أن يمنح منتخب المغرب هدف التقدم في الدقيقة السابعة، بعد توغل خطير داخل منطقة الجزاء إثر عرضية دقيقة من البومسعودي، غير أن تدخل الدفاع حال دون ترجمتها لهدف.
ولم يتأخر رد المنتخب الجنوب إفريقي، إذ بدأ لاعبوه في تنظيم هجمات مضادة سريعة انطلاقا من الدقيقة العاشرة، مستغلين تراجع الدفاع المغربي المؤقت، دون أن ينجحوا في بلوغ شباك بن شاوش.
المحاولات المغربية تواصلت بإصرار، إذ ضاعت فرصة جديدة في الدقيقة 12 بعد مراوغة وتسديدة من البومسعودي، تصدى لها الدفاع الجنوب إفريقي وأبعدها إلى الركنية.
ومع مرور ربع ساعة، بدت كتيبة الناخب الوطني محمد وهبي الطرف الأكثر استحواذا على الكرة، في حين ظل منتخب جنوب إفريقيا خطيرا في المرتدات.
ورغم الضغط الكبير الذي مارسه رفاق القائد معاد ضحاك، خصوصا في الدقيقة العشرين، غابت النجاعة الهجومية أمام المرمى، حيث بدا المهاجمون متسرعين في إنهاء الهجمات.
وكاد البومسعودي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 22، بعد توغل وتسديدة قوية تصدى لها الحارس ببراعة، قبل أن يرد الخصم بمحاولة سريعة كادت أن تهز الشباك لولا يقظة بن شاوش.
وفي الدقيقة 24، أهدر الضحاك فرصة جديدة بعدما استغل خطأ دفاعيا وانفرد بالحارس، لكنه فشل في التسجيل.
الضغط المغربي استمر إلى حدود الدقيقة 35، حيث تنوعت الهجمات دون نتيجة تذكر، في وقت رد فيه شباب جنوب إفريقيا بمحاولات محتشمة.
وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق، تحملت دفاعات الفريقين عبء المواجهة، وسط إصرار متبادل على هز الشباك، لكن صافرة الحكم أعلنت نهاية النصف الأول من المباراة بالتعادل السلبي، مؤجلة الحسم إلى الشوط الثاني.
وانطلق الشوط الثاني من النهائي القاري بوتيرة سريعة، حيث بادر منتخب “البافانا بافانا” للشباب، بالهجوم منذ الدقائق الأولى، محاولًا مباغتة الدفاع المغربي والوصول إلى شباك الحارس يانيس بن شاوش، غير أن الخط الخلفي لـ”أشبال الأطلس” ظل متماسكًا، ونجح في امتصاص الضغط المبكر.
وكاد المنتخب المغربي في الدقيقة الثانية والخمسين، أن يفتتح التسجيل بعد هجمة منظمة، حين استلم عبد اللاوي عرضية دقيقة داخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية، إلا أن الحارس الجنوب إفريقي تدخل ببراعة وأبعد الخطر عن مرماه.
ورد منتخب “البافانا بافانا” سريعًا بمرتدة خطيرة بعد دقيقتين فقط، حينما توغل اللاعب إيبرل داخل منطقة العمليات، لكن فؤاد الزهواني تألق في التدخل الدفاعي وأنقذ الموقف في الوقت المناسب، ليُبقي النتيجة على حالها.
ومع تقدم دقائق المباراة، كثف منتخب جنوب إفريقيا للشباب من هجماته، ليُثمر الضغط في الدقيقة الثانية والسبعين عن هدف أول، حمل توقيع اللاعب كي كانا.
الحكم لجأ إلى تقنية “الفار” للتأكد من مشروعية الهدف، قبل أن يصادق عليه، معلنًا تقدم منتخب “أمجيتا” في نهائي البطولة.
هدف أشعل المواجهة، وأدخل المنتخب المغربي في سباق مع الزمن للعودة في النتيجة، بينما اكتسب منتخب جنوب أفريقيا دفعة معنوية قوية لمحاولة تأمين التتويج الأول منذ سنوات.
وخلال ربع الساعة الأخيرة من عمر النهائي، دخل المنتخب المغربي وهو يضغط بكل ثقله في محاولة لتدارك التأخر، بعد أن سجل منتخب جنوب أفريقيا للشباب، “أمجيتا”، هدف التقدم عند الدقيقة 72.
وسعى “أشبال الأطلس” إلى استعادة التوازن سريعًا، لكن الدفاع الجنوب أفريقي بدا صلبًا، ونجح في امتصاص الزخم المغربي.
في الدقيقة 81، كاد منتخب “أمجيتا” أن يُجهز على آمال المغرب، حين استغل ملانغو خطأ في التمرير، فتقدم وسدد كرة قوية من داخل منطقة الجزاء، إلا أن الحظ عانده، ومرت الكرة بمحاذاة المرمى.
رد المنتخب المغربي جاء سريعًا، ففي الدقيقة 83، وصلت عرضية دقيقة إلى رأس عثمان معما، الذي ارتقى دون رقابة، لكن رأسيته افتقدت للتركيز ومرت خارج الإطار، لتضيع واحدة من أخطر فرص التعادل.
ولم تهدأ وتيرة اللقاء، إذ عاد المنتخب الجنوب إفريقي ليهدد مرمى بن شاوش مجددًا في الدقيقة 88، عبر انطلاقة قوية من ابريل، الذي سدد كرة قوية تصدى لها الحارس المغربي ببراعة، منقذًا منتخبه من هدف ثانٍ كان سيقضي على آمال العودة.