نهضة بركان يُسقط سيمبا بثنائية ويقترب من لقبه الإفريقي الثالث

اقترب نهضة بركان لقبه الثالث في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عقب فوزه الثمين على ضيفه سيمبا التنزاني بنتيجة (2-0)، في المباراة التي جمعتهما مساء اليوم السبت على أرضية الملعب البلدي ببركان، لحساب ذهاب نهائي المسابقة.
وقدم الفريق البركاني أداء قويا أمام مدرجات امتلأت عن آخرها بمناصريه، وفرض سيطرته على أغلب فترات المواجهة، ونجح في ترجمة تفوقه إلى هدفين حملا توقيع كل من ممادو كامارا (د8) وأسامة لمليوي (د14)، ليمنحا “فارس مدينة الليمون” أفضلية قبل موقعة الإياب.
وأظهر لاعبو نهضة بركان تركيزا عاليا وانضباطا تكتيكيا كبيرا، ولم يمنحوا الفريق التنزاني فرصا حقيقية لتهديد مرمى الحارس منير المحمدي. في المقابل، بدا سيمبا عاجزا عن مجاراة نسق أصحاب الأرض.
وشهدت المباراة جدلا تحكيميا بعدما تغاضى الحكم الغابوني بيير أتشو عن احتساب ضربتي جزاء لنهضة بركان خلال الشوط الثاني رغم مطالبته من طرف لاعبي الفريق المغربي بالعودة إلى تقنية الفيديو “الفار”.
ودخل البرتقالي الشوط الأول، كما كان متوقعا، باندفاع هجومي لمباغتة ضيفه التنزاني، الذي رصّ دفاعاته لإغلاق كل المنافذ نحو مرمى موسى كامارا.
وكسر متوسط الميدان السنغالي مامادو كامارا شِيفرة دفاع سيمبا مبكرا برأسية قوية اهتز لها الملعب البلدي ببركان، واضعا ممثل الكرة المغربية في المقدمة (1-0).
وتواصل الضغط البركاني بتسديدة قوية داخل منطقة الجزاء لأسامة لمليوي مرت قريبة من العارضة في الدقيقة الـ12.
وعزز البرتقالي تقدمه بهدف ثانٍ في الدقيقة الـ14، مستفيدا من ارتباك في تشتيت الكرة من علي كاغوما، ليتوغل لمليوي ويسدد بسهولة في الشباك التنزانية (2-0).
ودخل سيمبا في أجواء المباراة بعد الهدف البركاني الثاني، فسدد أتيبا كرة قريبة مرت بجانب القائم الأيمن لمرمى منير المحمدي في الدقيقة الـ24.
دقيقة بعد ذلك، تألق الحارس موسى كامارا في التصدي لهدف ثالث لأصحاب الأرض في الدقيقة الـ25، بتصديه لتسديدة من انفراد لأيوب خيري.
وأعاد المدرب الجنوب إفريقي فادلو ديفيدز ترتيب أوراقه خلال الجولة الثانية، وبدا فريقه أكثر تنظيما فوق أرضية الملعب، لينجح في إيقاف المد الهجومي للفريق البرتقالي.
ورغم استفاقة سيبما، استمرت المناورات البركانية بحثا عن أهداف أخرى تُيسِّر المهمة في مباراة الإياب، فنجح يوسف ميهري في هز الشباك للمرة الثالثة، قبل أن تتدخل غرفة “الفار” لإلغاء الهدف بداعي التسلل في الدقيقة الـ64.
وتواصل احتكار زملاء يوسوفو دايو للكرة في وسط الملعب، لكن دون حلول هجومية ومنافذ نحو الشباك في ظل الدفاع المتقدم الضاغط للاعبي سيمبا.
وسارع معين الشعباني إلى ضخ دماء جديدة في الخط الأمامي بعد تراجع المردود البدني لبعض اللاعبين، فأشرك الثنائي محمد مورابيط ويوسف الزغودي مكان الرياحي وخيري في الدقيقة الـ75.
وأعطت تغييرات المدرب التونسي مفعولا عكسيا، إذ أصبح الضيف التنزاني أكثر جرأة على المرمى، وكاد أن يباغت الحارس البركاني في الدقيقة الـ84 بتسديدة كانت متجهة إلى الشباك، قبل أن ترتطم بعادل تاحيف وتمر بجانب القائم الأيسر.
وأجرى الشعبياني تغييرا اضطراريا في الدقيقة الـ78 بعد إصابة البديل مورابيط، وأشرك مكانه ماتيوس سانتوس، قبل أن يرمي بآخر أوراقه في الوقت بدل الضائع بإدخال حجي وآلو مكان البحيري ولمليوي.
ولم يترك البركانيون مجالا للاعبي سيمبا للبحث عن هدف تذليل الفارق، وضغطوا على مرمى موسى كامارا حتى الثانية الأخيرة من المواجهة، ليسدل ستار المباراة بفوز ثمين لممثل الكرة المغربية (2-0).
بهذا الفوز، أضحى نهضة بركان، الفائز باللقب في نسختي 2020 و2022، في وضع مريح نسبيا قبل خوض مباراة الإياب المقررة الأحد المقبل على أرضية ملعب “أمان” بجزيرة زنجبار، إذ يكفيه التعادل أو حتى الخسارة بحصة أقل من نتيجة الذهاب لضمان التتويج باللقب القاري للمرة الثالثة في تاريخه.
ويأمل المدرب التونسي معين الشعباني أن يحافظ على الروح القتالية والتركيز العالي خلال مباراة العودة، لتأكيد أحقية الفريق في رفع الكأس، وتتويج المسار المتميز الذي بصم عليه “البركانيون” منذ انطلاق النسخة الحالية من البطولة لمعادلة الرقم القياسي المسجل باسم الصفاقسي التونسي، المتوج ثلاث مرات (2007 و2008 و2013).
وبدنوه من إحراز لقب كأس الكونفدرالية، فتح نهضة بركان المجال أمام إمكانية إحراز ثلاثية تاريخية، إذ توج بلقب الدوري المغربي للمرة الأولى في تاريخه، وما تزال رحلته في كأس العرش مستمرة، وسيواجه في ثمن النهائي العائد إلى دوري الدرجة الأولى، الكوكب المراكشي.