سياسة

كاتب إسباني يصحح المغالطات “العسكرية” لمؤرخي بلده حول المسيرة الخضراء

كاتب إسباني يصحح المغالطات “العسكرية” لمؤرخي بلده حول المسيرة الخضراء

قال الكاتب والإعلامي الإسباني، خوسي مانويل ليزونديا، إن صحافة ومؤرخي بلده مصرون على تمرير مغالطات عدة حول المسيرة الخضراء وظروف نشأتها، مشددا على أنها في الحقيقة “معجزة حقيقية” وخير دليل على عدالة القضية الوطنية للمملكة التي يفترض أن تجد حلا في أقرب وقت.

ليزونديا، وخلال استضافته مساء أمس الثلاثاء بمقر مجلس المستشارين لتقديم كتابه “الصحراء أفول الشمولية” الذي استغرقت كتابته ثلاث سنوات، قال إنه عمد إلى تصحيح مجموعة من المفاهيم والمغالطات التاريخية التي مرّرها الكُتّاب والصحافيون الإسبان خلال تأريخهم للمرحلة، وعلى رأسها اتهامهم الملك الراحل الحسن الثاني بـ”ابتزاز” ما يناهز 350 ألف مغربي مشارك في المسيرة الخضراء المظفرة.

وشدد المحامي والكاتب الإسباني على أن معظم الكتب التي أرخت للمرحلة هي من كتابة عساكر أو أبنائهم، بحيث أن “88 بالمئة من هذه الكتابات خُطّت وفق هذا المنطق العسكري وقد تحولت 68 من هذه المخطوطات لدراسات و22 منها تحولت إلى أطروحات دكتوراه لم تخرج عن نسق النظرية العسكرية” يقول المتحدث، مضيفا: “وعليه فالكتابات العسكرية تحولت إلى تقارير ودراسات أكاديمية استلهمت منها الصحف الإسبانية تلك المعلومات التي لا تمث للواقع وللحقائق بصلة”.

وكذّب المتحدث ما ورد على لسان هؤلاء المؤرخين الإسبان بخصوص ظروف نشأة المسيرة الخضراء التي دعا إليها عاهل البلاد وقتها الملك الحسن الثاني، مشدّدا على أن ما حرّك 350 ألف نسمة هو الوطنية وتقديسهم لتراب أراضيهم المسلوبة.

وتابع المحامي الإسباني بالقول: “كتابي هو جواب على أبناء بلدي ممن يعتبرون المغاربة المشاركين طواعية في المسيرة الخضراء منقادون وجرى استقدامهم وتحريكهم عن طريق الابتزاز من طرف أعلى سلطة في البلاد وقتها، فهؤلاء لم يحركهم أي ابتزاز مادي أو ديني أو غيره، بل انتفضوا في سبيل أرضهم ولأسباب وطنية لا غير” مضيفا: “الإحساس بالوطنية يكون أكبر وهو محرك الشعوب، وهؤلاء المغاربة محقون بالخروج “.

وتفنيدا لمزاعم أبناء بلده، قال ليزونديا إن “الملك لو كان يتوفر على قدرة لتحريك الشعب بهذه الطريقة، وبهذا الحدث التاريخي والحجم الكبير، لكان فعلها في ظروف أخرى سلفا وفي ظروف سابقة كانت مواتية، أو كان ليعيدها مرة أخرى في ظروف أخرى كانت مواتية غير المسيرة الخضراء”.

وتطرق الكاتب الإسباني، كذلك للجمعيات الإسبانية التي تتبنى أطروحة البوليساريو و”تتوفر على ميزانيات طائلة، وتستخدم أموال دافعي الضرائب الإسبان لأهداف سياسية وإيديولوجية”، مشيرا إلى أن “السياق والظروف التي نشأت فيها البوليساريو قد انتفت ولم تعد موجودة، ما أفرغ هذا النزاع من كل معنى واستوجب ضرورة حلحلة هذا الملف”.

وفي سياق حديثه، اعتبر المحامي الإسباني أنه “لا يوجد أي حل آخر لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية عدا مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب والذي يسمح لساكنة الأقاليم الجنوبية بإدارة شؤونهم بأنفسهم”، مشيرا إلى أن “السكان المحتجزين في مخيمات تندوف يعانون كثيرا ومحرومون من أبسط حقوقهم في وقت مسلسل التنمية مستمر في الطرف الآخير غير البعيد منهم في المغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News