حوارات

حرمة الله: 80% من مشاريع البنية التحتية بالداخلة أُنْجزَت ونعيش زخماً تنموياً

حرمة الله: 80% من مشاريع البنية التحتية بالداخلة أُنْجزَت ونعيش زخماً تنموياً

قال الراغب حرمة الله، رئيس المجلس الجماعي لمدينة الداخلة، إن 80 في المئة من برامج إعادة تأهيل البينات التحتية على مستوى جماعة الداخلة تمت بشكل كامل، مُؤكداً أن هذه المشاريع تهم شبكة الصرف الصحي ومشاريع محطات معالجة المياه العادمة وأيضا إعادة تهيئة شبكة الماء الصالح للشرب وشبكة الإنارة العمومية.

وأضاف حرمة الله، في حوار مع جريدة “مدار21” الإلكترونية، أن ميناء الداخلة هو مشروع يفتح الجهة على العالم من خلال المحيط الأطلسي، خصوصاً أننا نتحدث عن مجموعة من الخطوط البحرية التي سيتم فتحها لا مع أوروبا ولا أيضا مع القارات الأمريكية والعمق الإفريقي، وهو ما يؤكد الزخم التنموي الذي تعيشه الجهة.

وفي ما يتعلق بالدينامية الإقتصادية والتنموية التي تعرفها الجهات الجنوبية للملكة بعد توالي الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، أوضح المسؤول الجماعي أن زيارة السفير الفرنسي لجهة الداخلة وادي الذهب واكبتها زيارة أكثر من 60 شركة فرنسية، مؤكداً أن هذا ما يدعم المسار الاقتصادي والتنموي للجهة.

 وفي ما يلي نص الحوار كاملاً:

الزائر لمدينة الداخلة يلاحظ أنها مفتوحة على أوراش تنموية متعددة، ونحن تقريبا في نصف الولاية الجماعية، أين وصلت دينامية تنزيل البرامج والمخططات التي أشرفتم على إطلاقها أو مواكبتها؟.. وأي طموح لما تبقى من عمر الولاية؟  

 بعد الانتخابات التشريعية والجماعية في 8 من شتنبر 2021 قمنا كمجلس جماعي بمدينة الداخلة بعمل برنامج عمل والذي يأتي في إطار القوانين التنظيمية للجماعة الترابية والتي تفرض عليها أن تقوم بإنجاز برنامج عمل الذي سيسطر برنامجها على مدى المدة الانتدابية من عام 2021 حتى عام 2027، يعني على طول المدة الانتدابية للمجلس الجماعي.

هذا البرنامج عمل يتناول بالدرجة الأولى المشاكل التي تعاني منها الجماعة بشكل عام والأمور ذات الأولوية التي يجب أن تتطور وتعاد هيكلتها بشكل عام, وفي هذا الصدد قمنا بعمل مجموعة من البرامج الكبيرة التي تهم بداية كل ما يتعلق بشبكات الصرف الصحي إعادة استعمال المياه العادمة وأيضا إعادة تهيئة شبكة الماء الصالح للشرب وأيضا شبكة الإنارة العمومية. 

هذا برنامج كبير كانت جماعة الداخلة في حاجة كبيرة له والذي تم إلى حدود اليوم إنجاز 80 في المئة المشاريع المرتبطة به على أرض الواقع، بشراكة مع القطاعات الوصية والتي ساهمت معنا لنقوم بتنزيل هذا الورش الكبير وهو ما يدخل  أيضا يدخل في إطار تحسين البنيات التحتية لمدينة الداخلية.

المشروع الآخر له علاقة  بأسواق القرب والذي اشتغلنا عليه بعد الانتخابات التي بوأتنا رئاسة المجلس وبشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري خصوصاً في ما يتعلق بتمويل إنجاز مشاريع جماعة الداخلية. وهذا المشروع يتضمن خمسة أسواق القرب في جميع أحياء المدينة بالإضافة إلى مشروع كبير ومهم وهو إعادة تهيئة وتأهيل سوق الجملة للخضر والفواكه والذي سيكون لديه تأثير جد إيجابي على القدرة الشرائية للساكنة من خلال خلق جودة التنافسية الاقتصادية بين تجار الخضر والفواكه بمدينة الداخلة.

في ما يتعلق بسوق المواشي، الذي يعتبر هو الآخر سوق مهمة، والذي ستنطلق فيه الأشغال في القريب العاجل والذي سيكون داخل المشاريع السوسيو اقتصادية التي تساهم دائما في تخفيض تكلفة السلع والمواد الغذائية على المواطنين.

وهذا مشروع جد مهم اشتغلنا فيه على أساس ضمان التنمية المجالية داخل جميع أحياء المدينة بدون تمييز وسيكون لجميع أحياء المدينة أسواق القرب مزودة بالمشتريات بشكل يومي. 

في موضوع متصل بالعرض الفلاحي، يطرح دائماً سؤال هنا بالداخلة حول إشكالية الماء، هل يمكن لمشروع تحلية ماء البحر أن يجيب عن هذه التخوفات التي تؤرق بال المواطنين؟ 

 بالطبع، مدينة الداخلة كانت تعتمد على المياه الجوفية. وفي نفس الوقت، كانت هناك مشكلة شبكات التوزيع على مستوى المدينة التي بفضل برنامج الجماعة بخصوص الماء الصالح للشرب، الذي تم إنجاز 80 في المئة من مراحله  تجاوزنا مشكل الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب على الساكنة، والتي لم تعد قائمة اليوم بتوفر ساكنة الداخلة على المياه الصالح للشرب 24 ساعة على 24 ساعة.

في مدينة الداخلة، التطور العمراني وتزايد عدد الساكنة ضاعف من الطلب على الماء الصالح للشرب. وفي نفس الوقت هناك محطة تحلية مياه البحر والتي تعتبر من بين المشاريع الاستراتيجية ذات الأهمية القصوى  من خلال الرهان عليها في تزويد الموارد الكافية من أجل سقي 5 آلاف هكتاراً من المساحات المزروعة.

ومن خلال محطة تحلية المياه سيتم تزويد مدينة الداخلة وحتى المراكز الصاعدة المجاورة لها بالموارد المائي التي تكفيها، والتي وصلت فيها الأِشغال إلى مستوى متقدم بشكل كبير، حيث سيتم توزيع هذه الموارد من خلال محطة ضخ مياه صالحة للشرب للساكنة والتي أعطى الملك محمد السادس إنطلاقة أشغالها  سنة 2017.

والمشكلة التي كانت تعاني منها جهة الداخلة وادي الذهب هو توفرها على  أراضي صالحة للزراعة وأراضي فلاحية بامتياز. وهو ما يؤكده توفر هذه المدينة على 14 ضيعة فلاحية بإنتاج كبير لدرجة أن المنتجات الفلاحية لمدينة الداخلة أصبحت ذات سمعة عالمية من ناحية الجودة، بما في ذلك الطماطم والبطيخ الأصفر لمدينة الداخلة وغيرها من المنتوجات الفلاحية التي أصبحت ذات سمعة كبيرة على الصعيد العالمي.

بشكل أدق، فالمشكل كان مطروحا على مستوى المياه الصالحة للشرب، بحكم أن أخر تقارير الحوض المائية حول الفرشة المائية أكدت أن جميع ضيعات فلاحية تعتمد على الفرشة المائية والفرشات الجوفية لكي يتم سقي هذه المساحات المزروعة، ولكن اليوم سيصبح هذا المشروع الكيبر للتحلية هو المزود الأساسي من مياه السقي لهذه الضيعات الفلاحية، والتي سيكون لها دور كبير في سقي الأراضي الفلاحية الكبيرة، خصوصاً أننا نتحدث عن مشروع مندمج كبير يسع 5 آلاف هكتاراً مسقية من محطة تحلية الماء.

وهذه المحطة مزودة أيضا بالطاقة الكهربائية النظيفة من خلال محطة للطاقة الريحية التي ستكون مزودة بالطاقة الكهربائية النظيفة لهذه المحطة لتحلية ماء البحر، التي سيتم من خلالها سقي المساحات الزراعية والضيعات الفلاحية وتزويد مدينة الداخلية والقرى والجماعات الصاعدة 

بالنظر إلى كل ما تحدثتم حوله من مشاريع تنموية وأوراش كبيرة في مجال الماء الصالح للشرب ومياه السقي، هل يمكن أن نعتبر أن الداخلة تحولت إلى منصة لتصدير الخضر والفواكه خصوصاً للدول الإفريقية وبشكل أخص لموريتانيا؟

إن الموقع الجغرافي  والجيوـ استراتيجي لجهة الداخلة واد الذهب وفي إطار الاستراتيجية الملكية المبنية على منطق جنوب جنوب، وفي  إطار الانفتاح الاقتصادي للمملكة المغربية على عمقها الإفريقي من خلال المعبر الحدودي بالكركارات، لكونه المعبر الوحيد الذي يوفر الانسيابية وحركية السلع والمواد الغذائية لا من أوروبا في اتجاه البلدان الإفريقية جنوب الصحراء ولا أيضا المنتوجات المصنوعة في المملكة المغربية.

وفي هذا الصدد، يمكن أن نتكلم عن منتوجات مثل الحليب ومشتقاته والأرز وجميع المنتجات الغذائية التي يمكن أن تصدر نحو الأسواق الإفريقية، بالإضافة إلى الأسماك من سواحل  الداخلة التي يتم عبرها تزويد مجموعة من البلدان الإفريقية.

واليوم، ووفق آخر الإحصائيات، كانت تقريبا 45 ألف شاحنة توجهت نحو الأسواق الإفريقية عبر المركز الحدودي الكركرات، وهو ما يعطي نظرة واضحة حول انسيابية المواد الغذائية بشكل عام وانتقال الخضر الفواكه إلى الدول الإفريقية. 

وبهذه الـ5 آلاف هكتاراً من خلال خلق هذه المساحات الزراعية الكبيرة ستتم المساهمة في ضمان الأمن الغذائي للبلدان الإفريقية، وحتى بفضل المبادرة الأطلسية التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس من خلال الانفتاح على البلدان الإفريقية عن طريق ميناء الداخلة الأطلسي، والذي سيكون لديه دور كبير وجد هام في إطار انفتاح المملكة المغربية وجهة الداخل والذهب على عمقها الإفريقي.

بالعودة إلى حديثنا عن مشاريع البنيات التحتية، يمكن أن نتحدث عن مشروع ضخم يجعل من الداخلة محوراً تجارياً ليس فقط على المستوى الإقليمي أو الإفريقي فقط، وإنما على المستوى العالمي، وأتحدث هنا عن ميناء الداخلة، ما الذي يمكن أن تقدمه كمعطيات عن هذا المشروع الاستراتيجي؟

المشروع الكبير للميناء الداخلة الأطلسي هو مشروع ملكي كبير أعطى انطلاقه الملك محمد السادس بكلفة مليار و200 مليون دولار والتي تساوي 12 مليار دولار درهم، وهو مبلغ كبير لمشروع ضخم اختار الملك أن يتم على مستوى جهة الداخل واد الذهب، الشيء الذي يبين  الدور الاستراتيجي والكبير والمكانة الخاصة الذي يوليها الملك لهذه الجهة من الأقاليم الجنوبية.

ميناء الداخلة هو مشروع  جد هام سيفتح الجهة على العالم من خلال المحيط الأطلسي، خصوصاً أننا نتحدث عن مجموعة من الخطوط البحرية التي سيتم فتحها لا مع أوروبا ولا أيضا مع القارات الأمريكية ولا أيضا مع العمق الإفريقي من خلال مجموعة من الموانئ الإفريقية. وهنا نعود مجددا لنتحدث عن مبادرة الملكية الأطلسية التي من خلالها سيتم ربط المحيط الأطلسي مع مجموعة من الدول المتواجدة في الساحل والتي لا تتوفر على واجهة بحرية على الأطلسي وفي مقدمتها النيجر ومالي وبوركينافاسو وتشاد ومجموعة من الدول الإفريقية. 

وهذا يبين أيضا الدور الكبير الذي يقوم به الملك محمد السادس ولاستراتيجية التعاون جنوب جنوب، وذلك من خلال التأكيد أنه حتى التنمية الاقتصادية ليست فقط للمملكة المغربية وحدها، ولكن أيضا تعاون مع إخواننا في الدول الافريقية بحكم أن تنميهم اقتصادياً أو مساعدتهم من خلال هذا ما يتيحه هذا الميناء من خدمات. 

وهذا المشروع الكبير سيساهم أيضا في نحقيق تنمية اقتصادية لمعظم البلدان الإفريقية، كما أنه سيبدل الوجه العام لجهة الداخلة واد الذهب من خلال خلقه لفرص شغل كبيرة وجذب استثمارات بشكل هام، بحكم توفر هذا الميناء على منطقة لوجيستيكية بـ1600 هكتار والذي نتوصل بطلبات شركات عالمية من أجل الاستثمار فيه وفي الجماعات المجاورة، وهو ما يأتي في إطار الدينامية التنموية والاستثمارية الكبيرة، وهو ما ستدعمه مضامين الميثاق الوطني من أجل الاستثمار.

هذا الزخم التنموي يأتي في سياق توالي الاعترافات بمغربية الصحراء، أتحدث هنا بشكل أدق عن فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية. هل انعكست هذه الدينامية الدبلوماسية على مستوى الاستثمارات بجهة الداخلة وادي الذهب؟ 

جهة الداخلة وادي الذهب هي من الجهات التي تتوفر على مجموعة من الموارد الطبيعية التي جعلتها تكون ذات جاذبية خاصة للاستثمار وخاصة في كل ما هو بحري فلاحي وطاقي وحتى في السياحة والصناعة. واليوم لدينا مجموعة من الشركات المختلفة الجنسيات التي لديها استثمارات في جهة الداخلة وادي الذهب. 

اليوم نتحدث عن مستثمرين فرنسيين وإسبانيين، بالإضافة إلى شركات دولية متعددة الجنسيات والتي أظهرت اهتمامها بجهة الداخلة وادي الذهب. 

وفي وقت قريب، كانت زيارة السفير الفرنسي لجهة الداخلة وادي الذهب قد واكبتها زيارة  أكثر من 60 شركة فرنسية التي جاءت إلى المدينة الداخلة عقب زيارة إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية للمملكة المغربية واستقباله من طرف الملك، ما دعم المسار الاقتصادي والتنموي الذي كان في جهة الداخلة وادي الذهب، وهذه الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على كامل التراب الوطني والدعم المتواصل لمخطط للحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع المفتعل هو أيضاً فرصة بيد هذه الدول من أجل الانفتاح على استثمار أموالها على مستوى الجهة. 

والأكيد أن الموقع الاستراتيجي لميناء جهة الداخل وادي الذهب من خلال قدرته على  الربط بين أوروبا والمملكة المغربية وعمقها الإفريقي بالإضافة إلى معبر الكركرات، يجعلها تلعب دور جدا مهماً في إنجاح المبادرات الملكية وعلى رأسها المبادرة الملكية الأطلسية وأيضا مبادرة التعاون جنوب جنوب وتطوير البنية التحتية الاقتصادية والاستثمارية لجهة الداخلة وادي الذهب بشكل يجعلها قطب اقتصادي كبير ومهم.

بما أننا نتحدث عن البينة التحتية، هناك أيضا مطار الداخلة الذي يعتبر من المنشآت المهمة على مستوى الجهة. هل يمكن أن نعتبر أننا أمام تحويل المدينة إلى مركز جاذب ليس فقط للسياح وإنما أيضا للمستثمرين؟

بالطبع، إذ لا يستقيم الحديث عن تنمية لأي جهة دون مطارات أو موانئ  أو طريق سريع، وهذا ما تتوفر فيه جهة الداخلة على برامج الكبيرة، والتي تدخل في إطار برامج تنمية الأقاليم الجنوبية الذي يتضمن الطريق السريع تزنيت/ الداخلة  وتوسيع فضاءات مطار الداخلة وحتى ميناء الداخل الأطلسي.

مطار الداخلة الدولي، هو اليوم من بين المطارات الدولية المهمة جدا، بحكم  توفره على  رحلتين يوميتين في تجاه الدار البيضاء وخمس رحلات أسبوعية لأكادير ورحلتين للرباط و3 رحلات مباشرة لباريس وفرنسا ورحلتين مباشرتين لمدريد ورحلتين مباشرتين للاس بالماس ولجزر الكاناريا.

وهناك أيضا طلب كبير من أجل الانفتاح على مجموعة من الوجهات العالمية والدولية، وهو ما أستطيع أن أؤكد لكم أن هناك استراتيجيات لدعم هذه الخطوط الجوية التي ستفتح وستكون فرصة إيجابية للمستثمرين خصوصا بين البلدان الأوروبية.

دائما في المجال السياحي، تشتهر الداخلة بكونها وجهة سياحية، ما يجرنا للتساءل حول كفاية بنية الاستقبال لاستيعاب العدد المتزايد للسياح الوافدين على الداخلة؟ وماذا عن استراتيجية توفير خدمات سياحية بأثمنة محفزة؟

مطار الداخلة الدولي هو الداعم والمحرك الأساسي للنشاط السياحي في جهة الداخلة وادي الذهب، حيث إن الداخلة من المدن السياحية التي أصبح عليها إقبال على المستوى الدولي حيث تنظم تظاهرات رياضية كبرى وفي مقدمتها بطولة مولاي الحسن لـ”السورف” و و”الكايتير” التي يتم تنظيمها من طرف الجامعة الملكية للرياضات البحرية، وهناك مجموعة من التظاهرات الرياضية التي يتم تنظيمها الجهة الداخلية وادي الذهب، نتيجة النقل الجوي أولا الذي جعلها وجهة محفزة للسياح بالإضافة إلى البنية التحتية السياحية التي توجد في مدينة الداخلية اليوم مثل الفنادق والمخيمات السياحية وسط المدينة.

ونحن دائما نطمح لبنيات سياحية أكثر، لأنه يتم إضافة مجموعة من الوحدات الفندقية التي لابد من تشجيع مشاريع المستثمرين الذين يعملون في إطار بناء وحدات فندقية تنضاف للوحدات الفندقية ذات جودة عالية التي تتوفر عليها جهة الداخلة وادي الذهب.

 بالعودة إلى رهان جهة الداخلة وادي الذهب على الموارد الطاقية لإنجاح عدد من المشاريع التنموية. من هذا المنطلق يمكن أن نطرح سؤالاً حول الجانب الإيكولوجي ودور المجلس الجماعي للحفاظ على التوازن الإيكولوجي، خصوصاً أننا نتكلم على صناعات متعددة.

بكل صراحة، هناك عدد من الإكراهات البيئية التي تعاني منها مدينة الداخلة، لكننا نشتغل على إعادة تأهيل جميع البنيات التحتية وخصوصا شبكات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب وإعادة استعمال المياه العادمة.

وفي هذا الصدد، لدينا هنا في مدينة الداخلة دفاتر تحملات مفروضة على مجموعة من الوحدات الفندقية، وخصوصا التي تتواجد بالقرب من خليج الداخلة ولا أيضا الوحدات الصناعية التي توجد في المدينة.

وتتوفر مدينة الداخل أيضا على محطات معالجة المياه العادمة التي دشنها الملك محمد السادس سنة 2016، وهي من المحطات المهمة التي تجعلنا اليوم كجماعة مدينة الداخلة نقوم بإعادة استعمال المياه العادمة في سقي المساحات الخضراء والتي أيضا تعالج مخلفات مياه الصرف الصحي لكي تتم إزالة جميع المواد التي تؤثر على البيئة.

يوجد مشروع آخر مشروع محطة معالجة المياه العادمة الناتجة عن نشاط الوحدات الصناعية التي تتعلق بالسمك، خصوصا الصناعة الغذائية. وهي مخطة في طور الإنجاز ستعالج المياه المستخرجة من هذه الوحدات الصناعية،  وهي كلها إجراءات تأتي في إطار المحافظة على البيئة وخصوصا أننا لدينا، الذي  يعتبر من أجمل الخلجان على الصعيد العالمي. 

سؤالنا الأخير، حول تثمين الثروة الثقافية الصحراوية والحسانية لمدينة الداخلة. كيف يمكن أن نحافظ ونطور في نفس الوقت هذا الكنز الثقافي بهذه المدينة الجميلة؟ 

بالنسبة لكل ما له علاقة بالتراث الحساني والصناعة التقليدية المحلية، هناك مجموعة من المبادرات الشبابية هنا في جهة الداخلة وادي اللذهب من طرف  أبناء المدينة اذلين أسسوا وحدات فندقية ومشاريع صغرى التي تصون الثقافة الحسانية ويمكن للسائح أن يأتي ويتعرف عليها, 

وفي هذا الباب، هناك أيضاً مجموعة من المطاعم داخل المدينة التي تقوم بتحضير الأطباق الأصيلة بالإضافة إلى مركب الصناعة التقليدية وهي منشأة جد مهمة من أجل تثمين الصناعة التقليدية المحلية، والتي يمارس فيها مجموعة من الصناع التقليديين حرفاتهم ويوفر لهم نقطة البيع.

وهناك مشروع أيضا دار الصانع الذي تسيره إبنة مدينة الداخلة، وهي دار لها دور كبير في التعريف بالتراث الحساني وتراث جهة الداخلية بشكل عام والذي يمكن للزوار أن يأتوا لزيارته، سواء السياح الأجانب أو المغاربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News