ثقافة

هشام العسري يكسر قواعد الأدب في “لنين، استيقظ، لقد أصبحوا مجانين”

هشام العسري يكسر قواعد الأدب في “لنين، استيقظ، لقد أصبحوا مجانين”

يواصل الكاتب والروائي هشام العسري في روايته الجديدة “لنين، استيقظ، لقد أصبحوا مجانين”، خوض تجربة الكتابة من داخل عوالم الخيال العلمي، في محاولة للخروج من الأدب الواقعي، الذي يرى أنه يكرس صورة الضحية ويعيد اجترار الماضي، موظفا الإرهاب بحبكة تمزج بين الغرائبي، والرمزي والواقعي، ضمن محاولة جديدة لتشريح الواقع من زاوية مختلفة.

وفي هذا الصدد، يوضح العسري أنه اختار الاعتماد في روايته على الخيال العلمي مجددا، كخيار إبداعي للهروب من نمطية الأدب السوداوي المهيمن، الذي ينشغل بالماضي ويكرس صورة الإنسان كضحية، إذ انتقد ما يعرض في المعرض الدولي للنشر والكتاب، مشيرا إلى أن العديد من الكتب تفتقر إلى الأثر الحقيقي، وتكتفي بنقل الواقع كما هو، دون ابتكار.

ويرى هشام العسري أن عددا من الكتب المعروضة في دورات المعرض الدولي للنشر والكتاب تفتقر إلى القيمة الفنية، معتبرًا أنها تعيد إنتاج الواقع دون إبداع يذكر، مؤكدا أن اختياره للخيال العلمي يمنحه مساحة للتحرر من هذا النمط، والانفتاح على عوالم متخيلة تنبع من الثقافة المغربية نفسها، حيث تتداخل مفاهيم مثل “الجن” و”بويا عمر”، وتتقاطع فيها الأبعاد المرئية واللامرئية، والظاهر والباطن.

وأشار العسري إلى أنه يحمل نوعا من الحساسية تجاه الأدب المغربي عموما، عادّا أن ما ينتج منه، سواء من حيث المضمون الفكري أو الشكل الأدبي، لا يزال ضعيفا ولم يرقَ بعد إلى مستوى رفيع، إذ يرى أن أغلب هذه الأعمال تظل في حدود الحكايات السردية البسيطة، دون أن تمتلك القوة التعبيرية أو الأدبية القادرة على إحداث أثر فعلي.

ويؤكد العسري أن طريقة الكتابة تعد أمرا مهما في العملية الإبداعية، لأنها لا تكتفي بسرد الوقائع الظاهرة، بل تمتد لتوصيف ما هو غير مذكور وما لا يُرى، مما يجعله يُفضل الابتعاد عن الواقعية المباشرة، ويتجه نحو المجاز والعوالم المختلة والغرائبية، التي تتيح له بناء سردية مختلفة تحكي عن واقع الإنسان المغربي في هذه المرحلة الزمنية.

ويحتفظ العسري في روايته بإيحاءات من الماضي، من خلال استحضار رموز تاريخية مثل لينين والملك الحسن الثاني، بحسب ما جاء في تصريحه للجريدة.

وينطلق هشام العسري في روايته من ظاهرة الإرهاب، كمدخل لطرح قضايا أعمق، التي يرى أنها لا تُشكل إلا مطية للحديث عن أشياء غير مفهومة والتي عادة تتعلق بالجريمة، إذ يميز بين مفهوم الإرهاب في السبعينيات، الذي كان في نظره مرتبطا بالدفاع عن قضايا كبرى كالقضية الفلسطينية، وبين ما أصبح عليه بعد عام 2001، إذ يرى أنه تحول إلى فعل عبثي ومشين يمارس دون قضية واضحة.

ومن وجهة نظر الروائي هشام العسري فقد تم إنتاج صراع مفتعل بين المجتمعات المشرقية والغربية، من خلال خلق وحوش كما أسامة بلادن وداعش، وغيرهما.

ويؤكد هشام العسري أن الدفاع عن النفس في العصر الحالي لم يعد يخاض بالسلاح، بل من خلال أدوات ناعمة كالفكر، والاقتصاد، والتراث الثقافي، لكنه يرى أن المغرب لم يستوعب بعد هذا التحول، وما يزال يعتقد أن كرة القدم وحدها التي تنقل إلى العالمية.

ويضيف أنه يتم تهميش دور الأدب والموسيقى والسينما، رغم أنها أصبحت الوسائل الأساسية لخوض “حروب العصر” التي تدار اليوم عبر الثقافة، بحسبه.

ويواصل العسري من خلال هذه الراوية الجديدة التي تنتمي إلى صنف الخيال العلمي، تشريح المجتمع المغربي، مستندا إلى إحصاءات عن مؤشر السعادة، عبر قصة جادة على نحو غامض ومتحررة بالكامل عن رجل يحرك الخيوط الخاطئة، مما يجعله يتعلم قيمة المعاناة وثبات المقاومة الناعمة من خلال خلط ذكرياته الحقيقية والخيالية، بحسب الورقة التعريفية الخاصة بالفيلم.

وتُعد هذه الرواية، السابعة لهشام العسري، والتي تنضاف إلى رواياته من خيال علمي مع احتكاكات صوفية حول شكل من أشكال الخداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News