ثقافة

في مواجهة فكر الإقصاء.. بشاري يقدم قراءة نقدية لحديث “الفرقة الناجية”

في مواجهة فكر الإقصاء.. بشاري يقدم قراءة نقدية لحديث “الفرقة الناجية”

يفكك محمد بشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة – أبو ظبي، في كتابه “الفرقة الناجية: وهم الاصطفاء.. مدخل إلى تفكيك وهم تصارع المفاهيم”، الخطاب الديني التقليدي المرتبط بحديث “افتراق الأمة”، اعتماداً على منهج علمي نقدي يزاوج بين التحليل النصي والمقاربة التاريخية والسوسيولوجية.

وكانت هذه الأطروحات محور فعالية قراءة في كتاب “الفرقة الناجية.. وهم الاصطفاء”، التي احتضنها رواق مؤسسة دار الحديث الحسنية، أمس الجمعة، ضمن افتتاح الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، والتي ستمتد فعالياتها ما بين 18 و27 أبريل الجاري.

وفي هذا السياق، اعتبر الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة – أبو ظبي، محمد بشاري أن الحديث الشائع “كلها في النار إلا واحدة” تم توظيفه تاريخيًا لإقصاء المختلف وتوزيع صكوك النجاة، مؤكدًا أنه لا ينسجم مع روح الإسلام وسعة رحمة الله التي تشمل كل من نطق بالشهادتين.

وشدد محمد بشاري، في تصريح لجريدة “مدار21″، على أن هذا التأويل الحرفي للحديث أسهم في ترسيخ فكر الإقصاء والانغلاق، مما أنتج بيئات حاضنة للتطرف والعنف، لا سيما في صفوف الشباب المسلم، الذين يظلون الأكثر عرضة للوقوع في شراك الجماعات المتشددة.

وأكد أن كتابه “الفرقة الناجية.. وهم الاصطفاء” يسعى إلى تحرير الفكر الإسلامي من هذه التأويلات المغلقة، عبر قراءة نقدية تراثية تسلط الضوء على المفاهيم المفخخة التي تهدد تماسك المجتمعات الإسلامية من الداخل.

وتابع أن العمل لا يخاطب فقط الباحثين وطلبة العلم، بل يمتد إلى المربين والأسر، داعيًا إلى تربية فكرية تحصّن الأجيال ضد خطابات التكفير والتشدد التي تنخر في منظومة القيم الإسلامية الأصيلة.

وأضاف أن الهدف الأسمى يتمثل في إعادة الاعتبار للخطاب الديني المنفتح، الذي يعكس مقاصد الشريعة القائمة على الرحمة، والتعدد، والتعايش، بعيدًا عن منطق الاصطفاء وادعاء احتكار الحقيقة.

كما أبرز الكاتب والأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة – أبو ظبي، أن مواجهة التطرف لا تتم فقط عبر الأمن والقانون، بل تبدأ أولًا من إصلاح الفكر وتجديد القراءة التراثية بما يلائم واقع المسلمين اليوم.

وذكر الباحث في الأديان أن المؤسسة التي احتضنت عرضه، دار الحديث الحسنية، تُعد فضاءً مثاليًا لطرح هذه الأسئلة العميقة، لما تمثله من مرجعية علمية تؤمن بالحوار والانفتاح واحترام التعدد داخل المنظومة الإسلامية.

ولفت إلى أن الحديث عن “الفرقة الناجية” هو مدخل للكشف عن جملة من النصوص التي أُسيء توظيفها في سياقات سياسية وأيديولوجية، مما فرض الحاجة إلى تفكيكها ومساءلتها بمنهج علمي رصين.

وقال بشاري إن مشروعه الفكري لا يهدف إلى الطعن في الحديث بقدر ما يسعى إلى استعادة روحه، وقراءته ضمن سياقه التاريخي والديني الذي لا يتناقض مع جوهر الإسلام ومقاصده الكلية.

وأضاف مؤلف عدد من الكتب من قبيل “الإسلام والإعلام الغربي وتحديات ما بعد أحداث 11 شتنبر 2001”، أن معركة الخطاب اليوم تتطلب تجديد أدوات الفهم، وتحصين المفاهيم من التأويلات التي تسيء إلى صورة الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News