تقديم مؤلف البراق “الأيقونة في ترجمة قضاة مكناسة الزيتونة”

نظم مختبر المغرب والعالم المتوسطي: التاريخ والتراث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس الثلاثاء 8 ابريل 2025 ندوة علمية لتقديم المؤلف الجديد للدكتور البراق محمد عبده رئيس المحكمة الابتدائية بطانطان و القاضي السابق بالمحكمة الإبتدائية بمكناس الذي عنونه ب “الأيقونة في ترجمة قضاة مكناسة الزيتونة – من العهد المرابطي إلى العهد العلوي المجيد إضاءات حول الأعلام والمعالم القضائية بمكناس – تقديم الأستاذ عبد الله حمود المفتش العام للشؤون القضائية بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية “.
الكتاب يندرج في إطار التفاعل الإيجابي لمؤلفه مع الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس دام في تطوير منظومة العدالة و المؤسسة القضائية بالمملكة و التي يحرص المجلس الأعلى للسلطة القضائية على تنزيلها بشكل دقيق و جدي و مسؤول .
ويندرج الإصدار العلمي الجديد للدكتور البَـرّاق ضمن مشروع فكري متعدد الأبعاد و المقاصد لمؤلفه بهدف تأصيل الإرث المؤسساتي والقضائي و التاريخي لمؤسسة القضاء في المغرب الضاربة جذورها عميقا في التاريخ الإنساني للمغرب وفي إطار متين من البحث الأكاديمي و التوثيقي الرصين من أجل إثراء الذاكرة القضائية للمملكة و تعزيز سيرورة التطور التاريخي للمؤسسات القضائية من خلال المحافظة على التراث والذاكرة الجماعية عن طريق إضاءة أكاديمية كاشفة لسير أعلام القضاء في مدينة مكناس العاصمة الإسماعيلية للدولة العلوية الشريفة .

ويتطرق الكتاب في إطار حيز زمني ممتد عبر المكان و الزمان لأكثر من ألف سنة أو يزيد لتراجم أعلام القضاة بمدينة مكناس إنطلاقا من العهد المرابطي إلى العهد العلوي المجيد إستنادا إلى المصادر العلمية و الأكاديمية المحكمة في هذا الباب ، فضلا إلى تطرقه للتطور التاريخي لمؤسسة القضاء بمكناس وتعداده للمحاكم والمؤسسات القضائية الأخرى التي تزخر بها الحاضرة الإسماعيلية ، بالإضافة إلى تطرقه لخصوصيات القضاء العبري بمكناس وأهم القضاة الأحبار الذين تعاقبوا على رأس المحكمة العبرية بمكناس طوال قرون إلى اليوم .
بالعودة إلى أجواء اللقاء الأكاديمي الذي حضره السيد عميد كلية الآداب مكناس الدكتور محمد لروز ونائبه في البحث العلمي الدكتور علي فلوس فضلا عن عدد من أساتذة شعبة التاريخ من داخل الكلية وخارجها. وحضره كذلك عن سلك القضاء الأستاذ عبد الغني الشاغ رئيس المحكمة الابتدائية بمكناس والأستاذ عبد الرحمن الخلوفي وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمكناس، والأستاذ عزيز البارودي رئيس المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بمكناس، والأستاذة ولادة العبودي عن المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب وعدد كبير من القضاة والفاعلين في الحقل الثقافي والمهتمين بتاريخ مدينة مكناس، فضلا عن عدد من طلبة سلك الدكتوراه وسلك الماستر وسلك الإجازة.
وقد مثل اللقاء فرصة للتعبير عن الانفتاح الذي تعرف الكلية على محيطها بصفة عامة وعلى عدد من المؤسسات القطاعية بالمدينة بصفة خاصة، حيث مثلت الندوة تعبيرا حقيقيا عن المواكبة التي تعرفها الكلية في احتضان كل ما يتعلق بالمدينة، خاصة وأن الكتاب الذي تم تقديمه في الندوة بمشاركة عدد من الأساتذة المهتمين بتاريخ المدينة من حقول معرفية متعددة، يمثل إضافة نوعية للمكتبة المحلية والوطنية في الحفاظ على الذاكرة القضائية، من خلال الترجمة لعدد من قضاة على امتداد زمني يصل إلى حوالي 10 قرون.