سياسة

ابن كيران: مقاطعة الحليب جريمة ولم يكن هدف حكومتي زيادة الإنتاج الفلاحي

ابن كيران: مقاطعة الحليب جريمة ولم يكن هدف حكومتي زيادة الإنتاج الفلاحي

اعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، أن مقاطعة الحليب “كانت جريمة”، مشيرًا إلى أنه لحد الآن لم يعرف من كان يقف وراءها، وأنها كانت بلا منطق ولا سبب سياسي، مرجحًا فرضية تلاعب جهات لتحقيق أهدافها. كما لفت إلى أنه لم يكن هدف الحكومة التي ترأسها زيادة الإنتاج الفلاحي.

وسجل ابن كيران، في كلمة له اليوم السبت، خلال ندوة نظمتها جمعية مهندس المصباح حول موضوع الأمن الغذائي، أن قطاع الفلاحة في المغرب لطالما “كانت له خصوصية، خاصة عندما تولاه عزيز أخنوش. أما الحكومة التي ترأستها، فلم تأتِ لزيادة الإنتاج، لا في السمك، ولا في الحليب، ولا في اللحوم الحمراء”.

وأوضح رئيس الحكومة الأسبق أن الحكومة التي ترأسها جاءت “خلال أزمة سياسية كان يعيشها المغرب، والتي كان من الممكن أن تؤدي به إلى المجهول، وقد عصفت بأنظمة قوية بجوارنا، وأسقطت النظام التونسي والليبي والمصري”.

وفي نفس السياق، ذكر أن همّ الحكومة كان الحفاظ على استقرار البلاد ومعالجة القضايا ذات الأولوية وفق منطق الأزمة السياسية، لكنه في الوقت نفسه أقر بأنه يتحمل نسبيًا مسؤولية ما وقع في قطاع الفلاحة، مشيرًا إلى أن عزيز أخنوش كان لا يقبل أن يقترب أي شخص من مجاله.

وقال ابن كيران إن الارتباك الذي تسبّب فيه الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في العالم، وتكسيره لهيمنة أمريكا على الساحة الدولية وتنفيذه لسياسات مختلفة، يؤكد لنا أنه يجب أن نعتمد في المستقبل على الله وعلى أنفسنا، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي لأنه أولوية وأساس.

وأبرز المتحدث أن المغرب لطالما كان له، ومنذ تاريخه، نوع من الاستقلال في الأمن الغذائي، “بل كان يصدر سابقًا للخارج الأغنام، والأبقار، والحبوب، والقطاني، والسكر”، مؤكدًا إيمانه بأن إنتاج القمح بالنسبة للمغرب يجب أن يكون ذاتيًا، مهما كانت التكلفة المالية.

ودعا رئيس الحكومة الأسبق إلى اتخاذ الإجراءات والسياسات الحمائية اللازمة لدعم الفلاحين وتحفيزهم وتشجيعهم على عدم الهجرة من القرى، وذلك لحماية البلاد من التقلبات وضمان أن نكون مطمئنين، على الأقل، بشأن الحد الأدنى مما نأكله.

واستشهد ابن كيران بفرنسا “التي تبكي الآن، ليس فقط لأنها لم تعد دولة عظمى، ولكن أيضًا لأنها أصبحت مهددة بالزوال كدولة وحضارة وثقافة، بسبب تخليها عن الصناعة والإنتاج الذاتي وتركيزها على الترف والرقص”.

وشدد على ضرورة أن “يفكر المغرب في نفسه وينتج لنفسه، وإن اقتضى الأمر أن ندفع ثمنًا أعلى، لكن في أفق أن ننتج كل ما نحتاجه، وفي أفق أن نقلل من الثمن بمجهودنا وليس بالاستيراد، لأنه خطر والمستقبل ضبابي”.

وطالب بالاهتمام بشكل خاص بالساكنة القروية في المغرب وتوفير الحياة المناسبة لهم، معتبرًا أن “بعض البوادي ما زالت تعيش بشكل بدائي كما كان يعيش آباؤنا منذ 1000 سنة، وهذا أمر غير معقول. ومن الطبيعي أن يفكر سكان القرى في الهجرة بسبب ذلك”.

وجدد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، تأكيده أنه “لست ضد الإنتاج الفلاحي الضخم ولا الاستيراد ولا التصدير، لكن يجب أن يحافظ المغرب على حاجياته الرئيسية… وطبعا، يجب أن يتم ذلك دون تلاعب مع مراعاة مصلحة البلاد”.

وفي سياق مختلف، هنأ ابن كيران الدولة المغربية على موقفها من السماح بالمسيرات والوقفات التضامنية مع فلسطين وعدم منعها، مشيرًا إلى أن “الواجب الشرعي كان يفرض أن نكون معهم؛ إذا انتصروا ننتصر معهم، وإذا انهزموا ننهزم معهم، وإذا أكلوا نأكل، وإذا جاعوا نجوع. هذا ما يقوله الشرع، نساء ورجالًا”.

واستطرد موضحًا: “لكن أنتم تعرفون الظروف… هذه الساعة نرى ونتألم مثل النساء وندعم قليلاً، لكننا نخجل من أن نذكر ما نفعله… لكن نقول ربما يكون ذلك مبررًا لنا أمام الله إذا أراد أن يسامحنا”، داعيًا المغاربة للمشاركة بكثافة في جميع الوقفات والمسيرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News