اقتصاد

4 ملايين سائح في 3 أشهر: السياحة المغربية بين التحول النوعي والتحديات

4 ملايين سائح في 3 أشهر: السياحة المغربية بين التحول النوعي والتحديات

شهد القطاع السياحي المغربي خلال الربع الأول من سنة 2025 دينامية قوية، تمثلت في استقبال المملكة لـ4 ملايين سائح، ما يعكس التعافي المستمر للقطاع والتحول الاستراتيجي الذي شهده في السنوات الأخيرة، إلى جانب تصاعد مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية. كما يُبرز هذا الإنجاز تطور العرض السياحي الوطني، رغم استمرار التحديات.

تحول نوعي

أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن القطاع حافظ على زخمه القوي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، حيث بلغ عدد السياح الذين زاروا المغرب 4 ملايين، بزيادة قدرها 22% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

وأوضحت الوزارة في بلاغ رسمي أن هذا الأداء يعزز تموقع المغرب كإحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية على مدار السنة، مشيرة إلى أن عدد الزوار توزّع بين 2.1 مليون سائح أجنبي و1.9 مليون من المغاربة المقيمين بالخارج، ما يعكس جاذبية العرض السياحي المغربي وتنوعه.

وأكدت وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، أن شهر مارس 2025، الذي تزامن مع شهر رمضان، شهد استقبال نحو 1.4 مليون سائح، بزيادة 17% مقارنة مع مارس من السنة الماضية. واعتبرت أن هذه النتائج تعكس التحول النوعي الذي يشهده القطاع، بفضل تطوير العروض والخدمات السياحية لتواكب تطلعات الزوار من مختلف أنحاء العالم.

نقاط قوة

من جانبه، قال الباحث الاقتصادي أحمد شاهين إن الأداء السياحي المحقّق خلال الربع الأول من 2025 لا يُعدّ فقط مؤشراً على التعافي الكامل لما بعد الجائحة، بل يُمثل أيضاً دليلاً على التحول الاستراتيجي الذي عرفه القطاع في السنوات الأخيرة. وأكد أن تسجيل 4 ملايين سائح في ظرف ثلاثة أشهر، بنمو بلغ 22%، يضع المغرب ضمن قائمة الدول التي نجحت في إعادة ابتكار عروضها السياحية وتوسيع قاعدة استقطابها.

ولفت شاهين إلى أن التوازن النسبي بين عدد السياح الأجانب (2.1 مليون) والمغاربة المقيمين بالخارج (1.9 مليون) يعكس أمرين رئيسيين: أولهما تنوع الأسواق المصدرية، وهو عامل قوة في ظل تقلبات السوق العالمية، وثانيهما قوة الروابط الوجدانية والاقتصادية التي تجمع مغاربة العالم بوطنهم، والتي تترجم في استثمارات وتحويلات مالية موازية للسياحة.

وأضاف شاهين، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن “النمو المسجّل في شهر مارس، رغم تزامنه مع شهر رمضان، يُبرز تطور ثقافة السفر لدى السياح، وقدرة العرض السياحي المغربي على التكيّف مع الموسم الديني، من خلال تقديم تجارب تمزج بين الروحانية والاكتشاف الثقافي”.

وختم بالقول إن هذه المعطيات تؤكد أن السياحة أضحت رافعة حقيقية للنمو الاقتصادي، توفّر فرصاً كبيرة للتشغيل والاستثمار، شريطة مواصلة تأهيل البنيات التحتية، وتعزيز التكوين المهني، وربط السياحة بالاقتصاد المحلي من خلال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

تحديات قائمة

في المقابل، أشار شاهين إلى أن القطاع السياحي المغربي، ورغم المؤشرات الإيجابية، لا يزال يواجه تحديات تستوجب المعالجة لضمان استدامة النمو، وعلى رأسها ضرورة تعزيز القدرة الاستيعابية في بعض الوجهات التي تشهد ضغطاً كبيراً خلال المواسم، إلى جانب تفاوت جودة الخدمات بين المدن الكبرى والمناطق القروية أو الناشئة سياحياً.

وشدد على أن تحسين الربط الجوي واللوجستي بين جهات المملكة يظل مطلباً أساسياً لتوسيع دائرة الاستفادة من الدينامية السياحية. كما نبّه إلى أهمية تحقيق توازن بين الترويج السياحي الدولي والمحافظة على الأصالة البيئية والثقافية، خصوصاً مع تنامي الطلب العالمي على السياحة المستدامة.

وأضاف أن تأهيل الموارد البشرية وتوفير كفاءات متخصصة يظل عاملاً حاسماً في الحفاظ على تنافسية المغرب كوجهة عالمية، لا سيما مع دخول منافسين إقليميين ودوليين جدد على خط الجذب السياحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News