اقتصاد

أمريكا تفتح محفظة استثماراتها لأنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا

أمريكا تفتح محفظة استثماراتها لأنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا

شهد منتدى الطاقة الأمريكي-الإفريقي، الذي انعقد الأسبوع الفارط بمدينة هيوستن في ولاية تكساس، مشاركة فاعلة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن (ONHYM)، تجاوزت حدود التمثيل البروتوكولي لتتحول إلى فرصة استراتيجية للترويج لمشروع أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي (أنبوب الغاز المغرب نيجيريا) أمام كبار المستثمرين الأمريكيين المتخصصين في قطاع الطاقة.

خلال أشغال المنتدى، استعرض وفد المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن أمام الحضور، وفي مقدمتهم ممثلون عن شركات كبرى وصناديق استثمار ومؤسسات تمويلية، تفاصيل مشروع أنبوب الغاز الذي يربط بين نيجيريا والمغرب، والمراحل التي قطعها إلى غاية اليوم، إلى جانب الآفاق التي يفتحها أمام الاقتصاد الإقليمي، لاسيما مع اقتراب موعد اتخاذ القرار الاستثماري النهائي (FID) المنتظر نهاية سنة 2025.

وفي مداخلته خلال الجلسة العامة، قدم نوفل الدراري، مدير تمويل المشاريع بالمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، عرضا مفصلا حول التقدم المحرز في المشروع، مبرزاً الإمكانات الكبيرة التي يتيحها لأنشطة إنتاج ونقل وتوزيع الغاز في المنطقة، مؤكدا أن هذا المشروع الضخم يمثل فرصة استثمارية حقيقية أمام الفاعلين الأمريكيين، خاصة في سياق تنامي الطلب العالمي على الطاقة النظيفة والموثوقة.

الاهتمام الأمريكي بالمشروع ليس وليد اليوم؛ إذ سبق لوزير المالية النيجيري، والي إدون، أن كشف في أبريل الماضي، على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، عن وجود محادثات رسمية إيجابية مع الولايات المتحدة أظهرت رغبة قوية من المستثمرين الأمريكيين في دخول قطاع الغاز النيجيري، خصوصاً مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب.

وفي يوليوز 2025، أعلنت الشركة الوطنية لتوزيع الغاز في توغو (SOTOGAZ) انضمامها رسمياً إلى المشروع، لتكمل بذلك سلسلة اتفاقيات الشراكة الموقعة مع الدول التي سيعبرها الأنبوب، وهو ما يعكس اتساع دائرة الالتزام الإقليمي بالمشروع.

ومن المرتقب أن يشهد النصف الثاني من هذا العام خطوات مفصلية، أبرزها توقيع الاتفاق الحكومي بين الدول المعنية – والذي سبق أن صادقت عليه قمة رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) – بالإضافة إلى إنشاء شركة قابضة تتولى الإشراف على المشروع، والتي ستملك حصصاً في شركات إقليمية فرعية، كل منها سيتولى تنفيذ أحد المقاطع الثلاثة التي تم تحديدها للأنبوب.

وسيكون رأسمال الشركة القابضة وفروعها مفتوحاً أمام شركاء استراتيجيين، من بينهم شركات النفط والغاز بالدول المضيفة، وكبرى الشركات العالمية، والمستثمرون المتخصصون في تجارة الطاقة وتشغيل خطوط الأنابيب، كما سيُتاح المجال أمام مؤسسات التمويل الدولية، سواء كانت ثنائية أو متعددة الأطراف، وصناديق الاستثمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News