بعد تجديد الدعم الأمريكي.. دعوات للشرع لدعم مغربية الصحراء

جدد الحزب السوري الحر دعوته للقيادة السورية الجديدة، للإسراع بقطع أي علاقات مع جبهة البوليساريو الانفصالية، والاعتراف الرسمي الكامل بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، وذلك عطفا على التطور الدبلوماسي الحاسم بالملف، والمتمثل في الدعم الصريح للولايات المتحدة الأمريكية لموقف الرباط في النزاع المفتعل.
وقال الحزب السوري، في بيان صحفي، توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، أن موقف السلطة الانتقالية في دمشق، ودعم مغربية الصحراء، سيكون بمثابة تلبية لمطلب شعبي سوري، وتعزيزاً الروابط الأخوة بين الشعبين السوري والمغربي، وينسجم مع الموقف العربي الجماعي الذي تتبناه جامعة الدول العربية، كما أنه يخدم المصالح العليا للدولة السورية.
ورحب الحزب السوري الحر، والذي يمثل امتداداً سياسياً لجبهة الإنقاذ الوطني في سورية التي تم حلها يوم 28 مارس 2025، بتأكيد الولايات المتحدة اعترافها بمغربية الصحراء، وثمن عالياً الموقف الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية بشأن النزاع حول الصحراء المفتعل.
كما أشاد الحزب بتأكيد إدارة الرئيس دونالد ترامب الموقف الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن الاعتراف الكامل بسيادة المملكة المغربية على الأقاليم الصحراوية، معتبرا أن هذا الموقف يتسم بالحكمة والعقلانية والوفاء، لتاريخ العلاقات الأمريكية المغربية ذات الجذور العميقة. إن هذا الموقف الأمريكي يمثل أيضاً لفتة ودية تجاه كافة البلدان العربية والإسلامية، التي طالما ساندت وحدة الشعب المغربي وسلامة أراضي المملكة.
وكان فهد المصري، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، قد أكد في تصريح سابق لجريدة “مدار21” إن العلاقات بين سوريا والمغرب علاقة عميقة ضاربة جذورها في التاريخ، مؤكدا أن هناك شواهد حضارية لهذه العلاقة منها على سبيل المثال لا الحصر حضارة الأندلس التي هي ثمرة تكامل وتعاون سوري مغربي ولولا هذه العلاقة المتينة العميقة لما عرفت البشرية الفنون والعلوم والنهضة الأندلسية التي كانت قاعدة لنهضة أوروبا.
وأقر المصري أن هذه العلاقات شهدت فترات فتور وتوتر خلال حكم عائلة الأسد التي ارتكبت أخطاء كارثية بحق ما يربط بين البلدين الشقيقين ومن جملة هذه الأخطاء تحالف البوليساريو مع نظام الأسد منذ السبعينات، مسجلا أن الجبهة الانفصالية خلال السنوات العشرين الفارطة أضحت أداة من الأدوات الإيرانية الإرهابية المسمومة، إذ “تم تدريب عناصرها واستخدامهم من قبل الحرس الثوري الإيراني”.
ووصف المتحدث البوليساريو بـ”الخنجر الإيراني المسموم الذي يهدد السلم في الجزائر ووحدته الوطنية والترابية”، مؤكدا رفض جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا “بشكل قاطع المساس بالوحدة الوطنية والترابية للمغرب ولأي دولة شقيقة” وأنه “لا يجوز السماح لمجموعة مسلحة مارقة من الأشرار تستخدمها قوى خارجية لتهديد الوحدة الترابية للمغرب”.
وشدد على أن الاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه وقطع العلاقة مع البوليساريو قضية لا جدال ولا نقاش فيها، مؤكدا أنها “قضية جوهرية لا مساس في عدالتها وهي خطوة أساسية لابد منها لإصلاح أخطاء العهد البائد تجاه المغرب”، وأن “سياستنا قائمة على احترام الوحدة الوطنية والترابية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والصحراء المغربية قضية سيادية لا يمكن لدولة تحترم نفسها وشعبها إلا وتكون إلى جانب المغرب في قضاياه الوطنية العادلة”.
واعتبر أن المصلحة الاستراتيجية لسوريا دولة وشعبا تقتضي بناء أفضل العلاقات والتعاون مع المغرب والاستفادة من الخبرات المغربية في بناء مؤسسات الدولة السورية المدنية والعسكرية والاستفادة من القطاع الخاص المغربي في الإسهام بإعادة بناء وإعمار سوريا، مسجلا أن الجبهة متفائلة أن البلاد “يمكنها أن تتغلب على كل المخاطر التي تعصف بوطننا السوري ونحن لا نشك للحظة واحدة أن المملكة المغربية الشريفة وشعبها الأصيل الطيب الكريم سيكون إلى جانب سوريا والسوريين”.