سياسة

استدعاء سفراء أفارقة يفضح دعم الجزائر للإرهاب وأجنداته الانفصالية

استدعاء سفراء أفارقة يفضح دعم الجزائر للإرهاب وأجنداته الانفصالية

أعلنت مالي والنيجر وبوركينا فاسو أنها قررت استدعاء سفرائها من الجزائر، التي اتهموها بإسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي أواخر مارس الماضي، مؤكدة في بيان مشترك أن “هيئة رؤساء تجمع دول الساحل قررت استدعاء سفراء الدول الأعضاء المعتمدين في الجزائر للتشاور”.

وفي بيان منفصل، أعلنت وزارة الخارجية في مالي انسحاب باماكو من لجنة رئاسة أركان الجيوش المشتركة مع الجزائر على خلفية إسقاط المسيّرة قرب الحدود المشتركة، مسجلة أنه بعد إجراء تحقيق، خلصت باماكو إلى أن الطائرة المسيّرة أُسقطت نتيجة ما وصفته بعمل عدائي من قبل الجزائر.

وكانت وزارة الدفاع الجزائرية قد أعلنت مطلع الشهر الجاري أن الجيش الجزائري أسقط طائرة استطلاع مسيّرة مسلحة انتهكت المجال الجوي للبلاد بالقرب من بلدة تين زاوتين الحدودية، وبعدها ذكر الجيش المالي حينها أن إحدى طائراته المسيرة تحطمت أثناء قيامها بمهمة مراقبة روتينية.

نوفل البعمري، الباحث في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء، قال إن القرار الذي اتخذته كل من دولة مالي والنيجر وبوركينا فاسو لسحب سفرائهم من الجزائر تم اتخاذه بناءً على اتهامات خطيرة تم توجيهها للنظام الجزائري من طرف هذه الدول.

وذكر البعمري أن هذه الدول اتهمت النظام الجزائري برعاية ودعم الإرهاب نظراً لارتباط العديد من التنظيمات الإرهابية المسلحة داخلها بالجزائر تمويلاً عسكرياً ودعماً مالياً بهدف إضعاف هذه الدول وتقسيمها في إطار السياسة الخارجية التي تعتمدها الدولة الجزائرية منذ عقود تجاه كل من يخالف توجهاتها الدولية.

واعتبر الباحث في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية أن سحب السفراء ليس فقط قراراً سياسياً أو دبلوماسياً، بل هو قرار يعكس ما يشكله النظام الجزائري من تهديد جدي وخطير على الأمن والسلم في إفريقيا التي يريد تحويلها إلى دول توتر تخضع لسيطرة التنظيمات الإجرامية والإرهابية.

وسجل نوفل البعمري في حديثه للجريدة أن هذا التوجه انطلق من دعم مليشيات البوليساريو والذي ما زال مستمراً كجزء من عقيدة سياسية واستراتيجية في السياسة الخارجية للدولة الجزائرية.

وأضاف: “نحن لسنا أمام اتهامات تم توجيهها للنظام الجزائري، بل نحن أمام وقائع خطيرة ترتبط بما يشكله هذا النظام من تهديد في المنطقة مما يجعله نظاماً راعياً للإرهاب والتنظيمات المسلحة والتكفيرية”.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي يتجه فيه العالم لدعم فرص السلم والأمن سواء داخل الأمم المتحدة أو على مستوى الاتحاد الإفريقي، فإن هذه الدولة تعاكس هذا التوجه الدولي خدمةً لأجنداتها الداخلية المرتبطة بالعسكر الجزائري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News