ديربي البيضاء.. بين رغبة الجماهير في العودة وخيار المقاطعة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة كبيرة من الدعوات الجماهيرية المطالبة بإقامة ديربي البيضاء بين الوداد والرجاء، يوم الـ12من الشهر الجاري برسم الجولة الـ26 من منافسات البطولة الاحترافية بحضور الجماهير، معتبرة أن غياب الأنصار يفقد المباراة طابعها الفريد ويحوّلها إلى مجرد لقاء عادي في البطولة الاحترافية.
فالديربي، الذي لطالما كان حدثًا استثنائيًا يميّز كرة القدم الوطنية، يُعرف بأجوائه الصاخبة ولوحاته الإبداعية في المدرجات، ما يجعل منه أحد أبرز الديربيات على المستوى العربي والإفريقي.
أنصار الفريقين ترى أن السماح بالحضور الجماهيري هو السبيل الوحيد لإعادة الحماس إلى البطولة التي تعاني من مدرجات شبه فارغة في معظم المباريات، فضلًا عن تراجع المستوى الفني العام.
وتؤكد هذه الفئة أن غياب الجماهير عن الديربي يفقده قيمته التاريخية ويؤثر سلبًا على جاذبيته إعلاميًا وجماهيريًا، خاصة أن البطولة الاحترافية عانت في السنوات الأخيرة من فقدان جزء كبير من بريقها بسبب افتقادها للحضور الجماهيري.
بين الدعوة للحضور والمطالبة بالمقاطعة
رغم الزخم الكبير الذي حظيت به هذه الحملة، إلا أن المواقف لم تكن موحدة، إذ ظهرت أصوات أخرى تدعو إلى مقاطعة المباراة احتجاجًا على ما تعتبره “سياسة استهداف ممنهجة” لجماهير العاصمة الاقتصادية.
ويرى أصحاب هذا الموقف أن السماح بالحضور الجماهيري الآن، بعد سنوات من المنع والتضييق والعقوبات، ليس سوى محاولة لاستغلال الجماهير من أجل تحسين صورة البطولة بعد أن أصبحت تعاني من ضعف الإقبال الجماهيري وفقدان الإثارة.
ويعتبر البعض أن حضور الجماهير دون معالجة المشاكل التي واجهتها في السنوات الأخيرة، من تقييد للحريات وعقوبات جماعية، لن يكون سوى خدمة مجانية للجهات المنظمة التي سعت سابقًا إلى إقصائها.
بينما يرى آخرون أن المقاطعة قد تكون الوسيلة الأكثر تأثيرًا لإيصال رسالة احتجاج واضحة، من شأنها أن تدفع المسؤولين لإعادة النظر في طريقة تعاملهم مع الجماهير وتنظيم المباريات.
ديربي تحت الاختبار
مع اقتراب موعد المواجهة المرتقبة، يجد الديربي نفسه أمام اختبار جديد، إذ تتحول المعركة هذه المرة من أرضية الملعب إلى المدرجات، بين من يطالبون بالحضور وإعادة الأجواء الحماسية، ومن يفضلون المقاطعة كوسيلة احتجاجية ضد ما يعتبرونه قرارات مجحفة.
وبين هذا وذاك، تبقى الكرة في ملعب الجهات المنظمة التي ستقرر ما إذا كانت ستستجيب لهذه المطالب أم أن الديربي سيُجرى أمام مدرجات فارغة، ما قد يزيد من حالة الإحباط التي يعيشها الشارع الكروي المغربي.