وصفة “الموت” تنقذ “جرح قديم” في العشر الأواخر من رمضان

اختار صناع مسلسل “جرح قديم” قتل شخصية حورية (ماجدولين الإدريسي) في الحلقة الـ22، تأثرا بـ”التوكّال” الذي تحول إلى سم في جسمها.
وأثار مشهد الوفاة تفاعلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تداول العديد من النشطاء مقطع تأثر شقيقتها زينب (نادية آيت) بالحدث، وحققت الحلقة الماضية نسب مشاهدات عالية في منصة “يوتيوب”.
وسبق لعدد من صناع المسلسلات أن اعتمدوا على “الموت” من قبيل “بنات العساس” و”كاينة ظروف” و”المكتوب” و”بين القصور” و”عايشة” وغيرها من المسلسلات الرمضانية.
وأصبح كتاب سيناريو المسلسلات الدرامية يعولون على مشهد الوفاة لخلق الصدمة لدى المشاهد وكسر النمطية التي قد تسيطر على المسلسل في منتصفه، لإعادته إلى سكة التشويق والإثارة، بغرض شد الانتباه إلى أحداثه.
ونجح صناع “جرح قديم” بالنجاة بالعمل من التمطيط الذي لاحقه في حلقات سابقة، بعدما انطلق بأحداث قوية مستمرة في بداية عرضه، بحسب آراء الجمهور.
وتفتح وفاة شخصية حورية في المسلسل الباب على أحداث جديدة ترتبط بالتحقيق في أسباب موتها بـ”التوكال” الذي يؤثر على حياة الكثير من المغاربة ويصعب إثباته قانونيا.
وتطرق العمل إلى “التوكّال” الذي يرتبط بممارسات الشعوذة، التي تعرضت له حورية (ماجدولين الإدريسي)، وتسبب لاحقا في وفاتها، إذ يعد طرحا جديدا في الدراما المغربية.
وتعرضت حورية لـ”التوكّال” من قبل عمتها الباتول التي دست سما في أكل ابنة أخيها للتخلص منها، عن طريق أشياء تصنع عن طريق أعمال الشعوذة والسحر.
وفي المسلسل، تظهر الباتول تقوم بعدد من أعمال الشعوذة باتخاذها مهنة تحصل من خلالها على مكاسب مادية، بتوظيفها “الجن” بحسب ما تدعيه في المسلسل.
ويعالج المسلسل أيضا قضية اختطاف الأطفال لاستغلالهم في استخراج الكنوز، إذ وضع ظاهرة “استغلال الأطفال في أعمال السحر والشعوذة” التي طفت على السطح في السنوات الأخيرة في المغرب في عدد من المدن المغربية.
وتظهر الحلقات الأولى من المسلسل الباتول (زهيرة صادق) وهي تبحث في الحدائق عن “الأطفال الزوهريين”
لاستعمالهم في أعمال الشعوذة لاستخراج الكنوز وفق اعتقادها.
وعالجت في وقت سابق مجموعة من المسلسلات قضية “الشعوذة والسحر” غير أنها لم تضع مسألة “استغلال الأطفال في هذه الممارسات”، كان آخرها مسلسل “الشياطين لا تتوب” الذي عرض في موسم رمضان المنصرم.
وإلى جانب هذه القضية، يعالج المسلسل ظواهر أخرى من قبيل العنف ضد الرجال، عبر شخصية إيمان وزوجها الذي يظهر بشخصية ضعيفة، في الوقت الذي تستغله زوجته وتستوي على أمواله.
وفي مشهد، تظهر إيمان (سحر الصديقي) وهي تعتدي على زوجها بالضرب، إلى جانب تعريضه للاعتداء اللفظي في عدد من المشاهد الأخرى.
ويعرض المسلسل المخاطر التي تحوم حول المراهقين، بسبب الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال ابنة حورية التي تدخل في ممارسات غير أخلاقية بسبب إدمانها على الهاتف وهي في سن المراهقة، وتتعرض للاستدراج والتغرير من قبل رجل كبير في السن.
ويجسد هاشم (عزيز داداس) في المسلسل شخصية رجل سياسة يحاول بكل الطرق النجاح في الانتخابات.
وتدور القصة الرئيسية للعمل حول “الانتقام” الذي يعيد طام (نادية آيت) إلى المغرب بعد عشرين سنة.
وتقرر طام العودة من الغربة إلى وطنها من أجل زعزعة استقرار عائلة، لتخطيطها في وقت ماض لجريمة قتل بهدف التخلص منها وهي في سنة الثامة، بسبب قدراتها الخارقة التي كانت تعرقل أعمال الشعوذة التي تقوم بها عمتها (الباتول).
وتنسج بطلة العمل خيوط خطة تدمير هذه العائلة، التي تدخلها في دوامة معاناة نفسية، ستجلب عليها المزيد من الحزن والآلام عوض السعادة التي كانت تبحث عنها.
هذه المساعي ستتغير مع توالي الحلقات، لاقتناع طام بأن طريق الانتقام غير نافع ويدمر نفسيتها أكثر مما يرضيها.
ويشارك في مسلسل “جرح قديم” كل من عزيز داداس، ونادية آيت، وماجدولين الإدريسي، وعادل أبا تراب، وراوية، وزهيرة صديق، وغيرها من الأسماء الفنية.
ويجدد الخودي إسناد شخصية البطولة لزوجته نادية آيت، بعد مشاركتها في جل أعماله التلفزيونية التي عرضت في وقت سابق.
وينافس مسلسل “جرح قديم” للمخرج مراد الخودي، مجموعة من المسلسلات المعروضة على مختلف القنوات المغربية، وهي “الدم المشروك” للمخرج أيوب الهنود، ومسلسل “الشرقي والغربي”، ومسلسل “رحمة” لمحمد علي المجبود، ومسلسل “يوم ملقاك” لمصطفى أشاور.