إيمان جمال الدين.. مغربية خبيرة تمكين النساء في مجال التكنولوجيا

لا تكتفي إيمان جمال الدين، المديرة العامة المكلفة بالشركات الناشئة والانسان الرقمي في مايكروسوفت آسيا، ومؤسسة شبكة “لين ان وومن ان تيك” (تمكين النساء في مجال التكنولوجيا)، بالعمل في مجال التكنولوجيا، بل تشتغل على منظومة أكثر شمولا، تقوم على الاهتمام بالمواهب النسائية وابرازها.
بدأت مغامرة إيمان جمال الدين في المغرب، وسط عائلة مقتنعة بأن التعليم هو وسيلة أساسية لكسر الحواجز الاجتماعية. والداها، اللذان يعملان في مجال التعليم ودعم الأطفال المنحدرين من أوساط معوزة، لقناها منذ سن مبكرة قناعة مفادها أن “المعرفة سلاح قوي”.
وفي إطار سعيها إلى تحسين ذاتها، غادرت بلدها الأصلي في سن الثامنة عشرة نحو اليابان، وهو خيار جريء من شأنه اختبار قدرتها على التكيف.
وبعد أن حصلت على شهادة الماستر في الهندسة الكهربائية والاتصالات من جامعة توهوكو، بدأت مسيرتها المهنية باليابان، ثم فرنسا، بعد ذلك سنغافورة، في مسيرة مهنية حافلة تمتد على مدى أكثر من عقدين من الزمن.
وتقول ايمان جمال الدين في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء إن “مسيرتي المتنوعة منحتني أفقا فريدا والقدرة على التواصل مع أشخاص من ثقافات مختلفة”.
وترى أن العمل في مجال يهيمن عليه الرجال من قبيل التكنولوجيا يشكل تحديا مستمرا. ومع ذلك، عملت إيمان جمال الدين على تحويل العقبات في طريقها إلى فرص من خلال مفهوم الريادة الذي يتمحور حول ثلاث قيم أساسية: وهي النزاهة، والالتزام، وروح التعاطف.
وأوضحت في هذا الاطار “تمكنني النزاهة من العمل المستمر لفائدة المصلحة الفضلى لزبنائي، وشركتي، وفريقي. ويدفعني الالتزام إلى إعطاء الأفضل لتحقيق أهدافنا. أما التعاطف، فهو يساعدني على فهم احتياجات ومخاوف أولئك الذين أعمل معهم”.
التوفيق بين مسيرة مهنية متطلبة، وحياة شخصية طبيعية هو توازن لا ينجح سوى القليل من الأشخاص في الحفاظ عليه. بالنسبة للسيدة جمال الدين، الأمر لا يتعلق بالاختيار بين أحدهما، بل بتحديد حدود واضحة وقبول حقيقة أن التوازن المثالي غير موجود.
وأضافت “في بعض الأيام يأتي العمل في المقام الأول، وفي أيام أخرى تأتي الأسرة. والأهم أن تكون متصالحا مع اختياراتك”.
صرامة ايمان جمال الدين في تدبير الوقت، وقدرتها على تفويض المهام، وحاجتها إلى فترات راحة، تمكنها من الحفاظ على هذا التوازن الهش.
وبعيدا عن مسيرتها الشخصية، فإنها تطمح إلى تغيير مسيرة الآخرين. وتنخرط إيمان جمال الدين على الخصوص في المبادرات التعليمية الموجهة للأوساط المنحدرة من فئات معوزة، وبالتالي السير على نفس خطى والديها. وتؤكد أن “التعليم يشكل رافعة قوية للتحول. وإذا كان بوسعنا المساعدة، فمن واجبنا أن نفعل ذلك”.
ومن خلال تأسيس شبكة “لين ان وومن ان تيك” (تمكين النساء في مجال التكنولوجيا)، أنشأت إطارا يمكن للنساء من خلاله مساعدة بعضهن، وتطوير مهاراتهن، وتشجيع بعضهن للتغلب على العقبات التي تعيق تقدمهن.
وأشارت في هذا السياق “أريد مساعدة النساء الأخريات على النجاح في مجال التكنولوجيا من خلال تزويدهن بالموارد والدعم وآفاق التطور”.
وتبعث رسالة واضحة للشباب المغاربة “آمنوا بقدراتكم. لا تترددوا في اتخاذ مبادرات جريئة واغتنام الفرص التي تتاح لكم. تعلموا باستمرار، وطوروا شبكتكم، وابقوا أوفياء لقيمكم”.