هاربون من تندوف.. عائشة تروي تفاصيل جحيم طفولتها بالمخيمات

رغم محاولاتها لإخفاء تأثرها بما عاشته في طفولتها في تندوف، إلا أن عائشة الشيخ ماء العينين، ذات الـ 41 عامًا، وفي كل مرة تذكر فيها اسم المخيمات، كانت تكبح دموعها وتضم يديها، وتؤكد بأجوبة مقتضبة أنها عاشت هناك جحيمًا، متجنبة الخوض في تفاصيل ما عايشته.
وتقول عائشة، وهي من مواليد المخيمات، وكانت أولى ضيوف برنامج “هاربون من تندوف” الذي يُبث على منصات “مدار21” خلال شهر رمضان الفضيل، إن تأثير تلك السنوات ومخلفاتها النفسية لا تزال تلاحقها إلى حدود الساعة، وذلك بسبب ما واجهته هي وأفراد عائلتها هناك، إلى أن قرر رب أسرتها “الهروب” من تندوف والعودة إلى الوطن.
كما تشير إلى أن أبرز اللحظات التي لم تفارق ذاكرتها هي اضطرارها للمشي ساعات طوالًا، بغية الوصول إلى حجرة الدرس، لافتة إلى أن جل ما كان يلقنه لها ولزملائها من كان يُفترض بهم أن يكونوا أساتذة هو أن المغرب هو العدو، “حتى أنهم كانوا يفرضون علينا حرق صور الملك الراحل الحسن الثاني في ذكرى المسيرة الخضراء”.
وأضافت بتأثر: “نحن كأطفال، لا حق لنا في اختيار أي شيء، وبمجرد أن نصل إلى عمر معين كان ينتظرنا الجيش، ولا يمكن للتقارير أن تنقل ما كنا نعيشه من أوضاع. وبالمناسبة، الأوضاع نفسها وربما أكثر لا تزال مستمرة”.
وأكدت أن المرأة تعد الحلقة الأضعف في المخيمات، “فتخيلي أن النساء يُعاقبن إذا غاب ابنهن عن الدراسة، وذلك عبر صناعة البريك (حجارة البناء)، كما أنهن يعانين بشكل يومي تقريبًا من تحرشات واستغلال جنسي من عناصر البوليساريو بسبب غياب أزواجهن المتواصل، وبالتالي يكون لرؤسائهم الحق في انتهاك حرمتهن”.
وحملت عائشة، وهي أم لولدين وأحد المدافعين عن تنزيل المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، الجزائرَ المسؤولية عن كل ما تعيشه ساكنة مخيمات تندوف، معتبرة أنها تستغل الأسر والأطفال والنساء لتحقيق أهداف خبيثة، وشيطنة المغرب.