الطلب على المنتوجات المغربية عنوان نجاح المشاركة بمعرض باريس للفلاحة

إقبال هائل يعرفه الرواق المغربي بمعرض باريس للفلاحة هذا العام، بحيث نفد المخزون الأولي للعارضين المغاربة بالكامل منذ أمس الاثنين ثالث أيام المعرض، بعدما كان المخزون ذاته يكفي للعرض طيلة 10 أيام خلال الدورات الماضية.
ويحل المغرب لأول مرة ضيف شرف على معرض باريس، الذي يعد من أقدم وأعتد المعارض الفلاحية الدولية، بعدما شارك لـ11 سنة متتالية، أي منذ سنة 2013، وفقا لمديرة تنمية تسويق المنتوجات المجالية بوكالة التنمية الفلاحية، محجوبة شكيل.
وأكدت شكيل، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن الرواق يعرف إقبالا من طرف المغاربة المقيمين بالخارج والفرنسيين وحتى الزوار من جنسيات أخرى على حد سواء؛ “لدرجة أنه من حيث المبيعات، فالمخزون الذي استقدمناه من المغرب قد نفد تماما منذ يوم أمس، واضطررنا لجلب مخزون جديد، وقد اعتدنا الاشتغال بالمخزون الأولي لمدة 10 أيام خلال الدورات الماضية”.
وعزت المسؤولة هذا النجاح للعمل الترويجي والإشهاري والإعلامي الذي تم القيام به، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث اشتغلت وكالة التنمية الفلاحية على الترويج للمشاركة المغربية بشكل استباقي وقبل انطلاق المعرض بمدة.
وعلاوة على ذلك، أتاحت مشاركة المغرب باعتباره ضيف شرف خلال هذه النسخة للمسؤولين عن الجناح الوطني القيام بعدة إجراءات ناجعة؛ إذ لفتت شكيل إلى أن “العلم المغربي مرفوع في كل مكان ضمن المساحة المخصصة للعرض، وحيث يوجد علم فرنسي (البلد المنظم) تجد إلى جانبه علماً مغربياً”.
كما عمل ممثلو المغرب بالمعرض على إحداث رواق مصغر خارج مساحة العرض، أي عند المدخل، لدل الزوار على الجناح المغربي وتعريفهم بخصوصيات المنتجات الفلاحية المعروضة، “لا سيما أن المعرض يمتد على مساحة 12 هكتارا، وبالتالي فمن الضروري مساعدة الزوار على الوصول إلينا” تؤكد شكيل.
وقالت إن القائمين على الرواق المغربي يقدمون كذلك بعض الهدايا للزوار، على غرار الحقائب التي يحتاجها أي زائر أثناء جولته بالمعرض، وهي عبارة عن حقائب مُزينة وملونة بألوان ورموز المغرب.
وبالنسبة للمنتجات المعروضة، أفادت المتحدثة بأن القائمين على الجناح حرصوا خلال هذه الدورة على تنويع المنتجات المعروضة وزيادة مساحة العرض، التي انتقلت من 300 متر مربع في الدورات الماضية إلى حوالي 500 متر مربع. كما يحمل لواء المشاركة المغربية 30 عارضا يُمثلون 76 تعاونية فلاحية وحوالي 2000 فلاح صغير.
ويتكون الجناح المغربي من 3 مرافق، أولها مرفق الاستقبال، الذي تم ترصيعه بخريطة المغرب من طنجة إلى الكويرة، ويروم التعريف بالمملكة وثقافتها، كما يتضمن شاشات تعرض التراث الغني للمغرب وأشرطة فيديو حول الفلاحة المغربية.
أما المرفق الثاني فيوجد فيه طباخ مغربي شهير يقدم أطباقا مغربية شهية لتعريف الزوار بثقافة المغرب في الطبخ والإبداعات التي يمكن صنعها بمنتجات المغرب الفلاحية من مأكولات ومشروبات.
ولم تفوت الوكالة إضفاء طابع فني على الرواق بإحضار مجموعة غنائية مغربية لخلق أجواء موسيقية مغربية جذابة بالنسبة للزوار الذي تسابقوا للتعرف على ثقافة البلاد.
كما يتضمن الجناح رواقا مخصصا للتعاونيات؛ وهو عبارة عن فضاء مفتوح تؤثثه 30 تعاونية تمثل جهات المملكة الـ12، استقدمت أهم المنتجات الفلاحية لهذه المناطق، سعياً لإبراز تنوع وغنى ما تجود به الأرض المغربية، وكل ما بوسع المرأة والشباب القروي المغربي تقديمه.
هذه المنتجات تنتمي لـ15 سلسلة إنتاج، لم يتم اختيارها عشوائياً، بل بعد دراسة معمقة للطلب بالسوق الفرنسية؛ “لأن الهدف الرئيسي ليس تحقيق مبيعات كبيرة أثناء المعرض، بل الترويج للمنتج المغربي، والبحث عن أسواق جديدة لفائدة التعاونيات والمنتجين المغاربة، حتى يصبح لهم دخل قار، ويتمكنوا بالتالي من النمو وخلق المزيد من فرص الشغل”، تخلص المسؤولة.
وتأسس المعرض الدولي للفلاحة بباريس في عام 1964، ويعتبر أحد أكبر التجمعات العالمية المخصصة للأغذية والفلاحة، حيث يجمع بين المستهلكين وصناع القرار ومشغلي سلاسل التوزيع والباحثين في مجال الابتكار الفلاحي، كما يمتد هذا العام ما بين يومي 22 فبراير إلى 2 مارس الجاري.