الغالي: المغرب انتقل إلى مقاربة استباقية لتدبير الكوارث الطبيعية

أكد عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، محمد الغالي، أن المغرب، انتقل في مجال تدبير مخاطر الكوارث الطبيعية، من مقاربة قائمة على رد الفعل، إلى مقاربة استباقية تتضمن بلورة سياسات عمومية تروم التصدي لهذه الكوارث والحد من تداعياتها على المديين المتوسط والطويل.
وأشار الغالي، أمس الإثنين الملتقى الدولي الأول حول “إدارة وتدبير الكوارث”، الذي انطلقت أشغاله اليوم الاثنين بمراكش، إلى أن جمعيات المجتمع المدني كان لها الأثر البارز في تدبير مخاطر الكوارث الطبيعية، وهو ما تجلى بوضوح أثناء زلزال الحوز، حيث تعبأ الفاعلون الجمعويون، إلى جانب الفاعلين الترابيين، في الدعم والمواكبة للتخفيف من تداعيات الكارثة، داعيا إلى تعزيز مشاركة المجتمع المدني وتحسين استجابته للكوارث والأزمات وفق مقاربات مبتكرة ومستدامة.
وأبرز أن تعزيز أدوار المجتمع المدني في تدبير وإدارة مخاطر الكوارث الطبيعية يتجلى أساسا، في تكوين الفاعلين في مجال العمل التطوعي ومدهم بالمعارف والمهارات اللازمة للتدخل بفعالية أمام الأزمات، والنهوض بجانب التمويل والموارد، ونشر ثقافة التكافل والتضامن، والوعي بأهمية المشاركة المجتمعية لإنقاذ المتضررين.
من جانبه، أشاد نائب رئيس منظمة الإغاثة الإسلامية الأمريكية، عارف يوسف، بالرؤية الاستباقية للمملكة ومهارتها في تحقيق التنسيق والالتقائية بهدف التدبير الأمثل لتداعيات زلزال الحوز.
وعبر عن استعداد المنظمة للتدخل، إلى جانب الفاعلين المعنيين، في عملية بلورة تصور شامل يروم دعم المسيرة التنموية بالمغرب، خاصة مع إطلاق ورش الحماية الاجتماعية، الذي تتماشى أهدافه بشكل كبير مع توجهات منظمة الإغاثة الإسلامية الأمريكية.
من جانبها، استعرضت مديرة مركز التعليم الدامج والمسؤولية الاجتماعية التابع لجامعة القاضي عياض، سامية برادة، الجهود التي بذلها المركز، أمام الظرفية العصيبة لزلزال الحوز، التي ألقت بتأثيراتها على طلبة الجامعة المنتمين للأقاليم المتضررة من الزلزال، مؤكدة أن المركز انخرط منذ اللحظات الأولى، في تعزيز الجهود للحفاظ على الصحة النفسية والسلوكات الاجتماعية المتوازنة للطلبة المتضررين.
وتوقفت برادة، عند مختلف المبادرات التي اتخذها المركز بتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني لتجاوز آثار المحنة، من قبيل تنظيم حملات للتبرع بالدم، ومواكبة الطلبة في وضعية معاناة نفسية عن طريق الاستماع والتوجيه والإرشاد من طرف متخصصين في مجال الدعم والإرشاد النفسي.
وشكلت الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى، الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 31 يناير الجاري، فرصة لاستعراض حصيلة التدخلات الميدانية لما بعد زلزال الحوز، من قبل متدخلين على المستوى الترابي، في قطاعي التربية والصحة، ومنتخبين ينتمون للأقاليم المتضررة من الزلزال، لاسيما إقليمي الحوز وشيشاوة.
وحسب المنظمين، يأتي تنظيم الملتقى الدولي الأول حول “إدارة وتدبير الكوارث” في سياق مواكبة تداعيات زلزال الحوز، الذي شكل فرصة لمجموعة من التدخلات التي أبانت عن الحس التضامني والتعاون بين مختلف الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، وتنسيق الجهود وتحقيق التقائيتها مجابهة لكل التهديدات والمخاطر، وتحقيقا للطمأنينة والسكينة والأمن والاستقرار.
ويشارك المغرب في هذا الاجتماع بوفد يترأسه رئيس المحكمة الدستورية محمد أمين بنعبدالله، ويضم محمد الأنصاري عضو بالمحكمة الدستورية ، ومحمد بوعزيز رئيس الديوان ، وسفير المغرب بالقاهرة ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية محمد آيت وعلي.