البواري: أولوية مياه السدود للفلاحة وتحلية المياه لشرب المدن الساحلية

كشف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، اليوم الاثنين بمجلس النواب، أن هاجسه هو توفير المياه للقطاع الفلاحي، ذلك أن التعليمات الملكية واضحة وهي توفير 80 في المئة من حاجيات السقي، موردا أنه كان من أوائل المدافعين عن أن يتم سد جميع حاجيات الشرب بالنسبة للمدن الساحلية من محطات التحلية، موردا أن مياه سد المسيرة توجه إلى الدار البيضاء في حين أن هذا الماء يجب تخصيصه للفلاحين الذين قاموا باستثمارات.
وأوضح البواري، خلال تعقيبه على تفاعلات نواب مع موضوع “استفادة القطاع الفلاحي من مشاريع تحلية مياه البحر”، بجلسة الأسئلة الشفهية، أن هناك توجه لتخصيص مياه السدود للفلاحة، بما في ذلك مياه سد المسيرة، مع توسيع السقي في برشيد والشاوية وعبدة والرحامنة، وهذا من بين التصورات التي لدينا وسنصل إلى تحقيقها.
وأفاد وزير الفلاحة أنه لا يوجد مياه تضيع في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الفلاحين الاقتصاد وتثمين المياه بشكل جد مهم”.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أنه بالرغم من التساقطات المطرية التي عرفتها بلادنا في بعض المناطق، إلا أن مخزون السدود الفلاحية في كثير من الأحواض ضعيف خاصة في أحواض أم الربيع وتانسيفت وسوس ماسة، مشيرا إلى إلى حدود صباح اليوم بلغ مخزون السدود حوالي 3.71 مليار متر مكعب، بنسبة ملء 26 في المائة.
وأكد البواري أن 70 في المئة من هذا المخزون يتواجد فقط في أحواض سبو واللوكوس، مفيدا أنه انطلاقا من هذا المخزون تم تخصيص حصة مائية بحجم 722 مليون متر مكعب لدعم دوائر الري الكبير، مما مكن من إطلاق السقي بنسب مختلفة في دوائر اللوكوس والغرب وملوية وتافيلات وورزازات، وبنسبة ضعيفة في تادلة، وهو ما يمثل حوالي 52 في المائة من مجموع مساحة دوائر الري الكبير.
وتابع البواري أما بالنسبة لدوائر الري بدكالة والحوز وسوس ماسة، رهينة بتحسن مخزون سدودها لبرمجة السقي بها. مشيرا إلى أنه نظرا لضعف الموارد المائية في العديد من المناطق السقوية، اتخذت الوزارة عدة تدابير ضرورية مع الجهات المعنية بهدف ترشيد استعمال مياه السقي وتثمينها لإنجاح الموسم الفلاحي الحالي.
وأردف الوزير أنه أمام هذه الوضعية، وتنفيذا للتوجيهات الملكية، تمت برمجة وتسريع إنجاز مجموعة من محطات تحلية مياه البحر تهدف إلى تعبئة أكثر من مليار و700 مليون متر مكعب من المياه المحلاة في أفق سنة 2030، والتي ستمكن من تأمين تزويد المدن الساحلية وتخفيف الضغط على الموارد المائية التقليدية، لإتاحتها للفلاحة.
وواصل البواري بأنه سيتم إنجاز هذه المحطات لتوفير مياه السقي بالمناطث التي تأثرت أكثر بالعجز المائي، وتتوزغ هذه المحطات؛ محطات في طور الإنجاز ويتعلق الأمر بمحطة الداخلة، بسعة 37 مليون متر مكعب سنويا والتي بلغت نسبة الأشغال بها حوالي 70 في المائة، ومحطة الدار البيضاء بسعة 300 مليون متر مكعب، منها 50 مليون متر مكعب مخصصة للسقي 8000 هكتار بمنطقة الدار البيضاء والجديدة.
أما المحطات المرتقب إطلاقها، فتشمل محطة جهة الشرق بسعة إنتاجية 300 مليون متر مكعب ستخصص لتأمين مياه الشرب بـ140 مليون متر مكعب وتوفير 160 مليون متر مكعب للسقي، ومحطة طنجة بسعة 150 مليون متر مكعب، ومحطة الرباط بسعة 300 مليون متر مكعب، ومحطة أم الربيع وتانسيفت بسعة 300 مليون متر مكعب مخصصة للسقي بدكالة وعبدة والحوز وتانسيفت.
كما تنتظر، حسب البواري، محطة جديدة بسوس ماسة بسعة 350 مليون متر مكعب، منها 250 مليون متر مكعب للسقي، إلى جانب محطات أخرى بسعة متوسطة في بوجدور وطانطان، ومناطق أخرى.
ولفت إلى إنجاز شطر استعجالي لمشاريع الربط بين حوضي سبو وأبي رقراق خلال مدة قياسية بلغت 10 أشهر، مما مكن من تحويل أكثر من 580 مليون متر مكعب سنويا، إلى جانب مشروع ربط سد وادي المخازن وسد خروفة، بطنجة الكبرى لتأمين 100 مليون متر مكعب سنويا، والذي بلغت أشغاله مراحلها النهائية، وسيمكن هذا المشروع من تأمين مياه السقي لمساحة تقدر بـ21 ألف هكتار بدار خروفة.