رأس السنة الأمازيغية.. احتفال ثقافي فولكلوري بتشبث الأمازيغ بالأرض

يحتفل المغاربة في الرابع عشر من شهر يناير الجاري برأس السنة الأمازيغية؛ أو ما يعرف بـ”إض يناير”، بعد أن أقره العاهل المغربي محمد السادس في 3 ماي 2023، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية.
وأصبح الاحتفال برأس السنة الأمازيغية حدثا ثقافيا وتاريخيا يعزز ارتباط الأمازيغ بهويتهم وثقافتهم، وفق ما أكدته الشابة الأمازيغية سليمة المنحدرة من تنجداد بإقليم الراشيدية.
وأوضحت سليمة، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن السنة الأمازيغية “عُرف تقليدي نحتفل به رفقة العائلة لإحياء صلة الرحم وتعزيز موروثنا الثقافي”، مضيفة “كل جهة تحتفل بطريقتها، وبإقليمنا نقوم بتحضير أطباق مخصصة لهذه المناسبة كالكسكس بسبع خضر، ونضع في الطبق نواة التمر ومن يجدها أولا يكون مسؤولا عن تسيير الشؤون المالية للعائلة طيلة السنة، كما يعرف هذا اليوم أنشطة ثقافية وفنية متعددة من ثراء الثقافة الأمازيغية”.
وكشف أكرم، شاب أمازيغي، أيضا عن طقوس “إض يناير” التي تعد ضرورية للعائلة، وقال في حديثه مع الجريدة: “في مدينتنا أكادير نبدأ الاحتفال في الساعة السادسة مساء، وفي هذا اليوم نحاول أن نعرِّف بالموروث الثقافي الخاص بنا الذي يتجلى في الأزياء، النساء ترتدين اللباس التقليدي الأمازيغي وأيضا يكون محفل فيه “تنگيفت” بالإضافة الى الأكلات الأمازيغية خصوصا “تاگلا”، ويكون يوم رأس سنة الأمازيغ مخصصا للتعريف بكل ما هو ثقافي فني أمازيغي”.
ومن جانب آخر، يقول الكاتب والفنان الأمازيغي، عمر آيت سعيد، إن “الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هو عيد إيكولوجي كان يُقام بين الفلاحين احتفاء بأرضهم، قبل أن يصبح يوما مُرسّما ومؤدى عنه بتوجيهات من الملك محمد السادس”.
وأكد الأستاذ الذي يدرس مادة الأمازيغية عن طريق الفن بمؤسسة التفتح الفني للتربية والتكوين بأكادير، أنه من أجل المساهمة في الاحتفاء بيوم الأمازيغية فإنه “يستثمر أغانيه داخل رحاب المؤسسة التي يُدَرِّس بها من أجل تذكير الأطفال بأهمية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية”.
وذكر عمر آيت سعيد أنه، رغم الإقرار الرسمي برا السنة الأمازيغية، “فمطالب الحركة الأمازيغية ما تزال قائمة وتشمل بالأساس تفعيل مضامين الدستور من خلال تنزيل الطابع الرسمي للأمازيغية بالمؤسسات والمرافق العمومية، وإعطاء مكانة للأمازيغية داخل المجتمع المغربي كعدم منع الأسماء الأمازيغية”.