رسملة البورصة في 2024.. انهيار “اتصالات المغرب” و”التجاري وفابنك” بالصدارة

كشفت بورصة الدار البيضاء عن نتائجها لسنة 2024، والتي كانت سنة إيجابية في المجمل، بحيث بلغت رسملتها الإجمالية أزيد من 752 مليار درهم، مع تسجيل صدارة مؤسسة “التجاري وفابنك” البنكية، وانهيار في رسملة “اتصالات المغرب” بنسبة 18 في المئة.
ويقصد بـ”الرسملة” أو “القيمة السوقية”، في معجم السوق المالي، القيمة الإجمالية للأسهم الجارية للشركة المدرجة في البورصة. ويتربع هذا المؤشر على عرش المؤشرات الدالة على حجم الشركة وصحتها المالية، كما يتم تحصيل هذه القيمة من خلال ضرب عدد أسهم الشركة المتداولة في القيمة المالية للوحدة.
وبلغت رسملة “التجاري وفابنك” 121,77 مليار درهم بنمو نسبته 23,7 في المئة خلال سنة 2024، متبوعة بشركة “اتصالات المغرب” برسملة إجمالية قدرها 73,49 مليار درهم، رغم تدهورها بنسبة 18 في المئة خلال السنة الماضية.
ويرى خبراء أن هذه الحصيلة نتيجة لتعرض “اتصالات المغرب”، متم شهر نونبر الماضي، لعقوبات مالية وإدارية على مستوى فرعها بموريتانيا “موريتيل”، بحيث فرضت سلطة تنظيم الاتصالات الموريتانية غرامة بقيمة 3,13 ملايير أوقية، التي تعادل 790 مليون درهم مغربي، مع خفض رخصة 2G لمدة شهر واحد، مبررة ذلك بـ”رداءة الخدمات”.
كما تعرضت الشركة الأم بالمغرب لحكم قضائي ألزمها بدفع تعويض قدره 6,3 ملايير درهم لشركة “وانا”، بسبب “ممارسات احتكارية غير عادلة”، وذلك بعد العقوبة المالية الصادرة في حق المجموعة عن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بقيمة 3.3 ملايير درهم، بسبب “ممارسات مكونة لاستغلال تعسفي لوضع مهيمن”.
وفي سياق متصل، عادت المرتبة الثالثة في رسملة البورصة للقطاع البنكي ممثلا بالبنك الشعبي المركزي الذي حقق 57,13 مليار درهم من الرسملة، دون أن يشهد هذا المؤشر أي تغيير مقارنة بالسنة الماضية.
وفي أقوى ارتفاعات الرسملة خلال سنة 2024، سجلت “مرسى المغرب” نموا بـ93 في المئة في المركز السادس إلى حوالي 40 مليار درهم، بينما ارتفعت رسملة “مناجم” إلى أزيد من 34 مليار درهم بنسبة 67,5 في المئة، متموقعة بذلك في المركز السابع.
وضمن “طوب 10” أهم رسملات بورصة الدار البيضاء في سنة 2024، وبالإضافة إلى “اتصالات المغرب”، سجلت شركة “كوسومار” تراجعا في رسملتها الإجمالية بنسبة 2,56 في المئة إلى حوالي 18 مليار درهم.
وإلى غاية صباح اليوم الثاني من يناير 2025، يتصدر، على المستوى القطاعي، القطاع البنكي رسملة بورصة الدار البيضاء بـ34,71 في المئة من الرسملة الإجمالية، متبوعا بقطاع البناء ومواد البناء بنسبة 13,12 في المئة، في حين تراجعت حصة قطاع الاتصالات إلى 9,54 في المئة، متبوعا بقطاع خدمات النقل بنسبة 5,32 في المئة.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤشر الرئيسي لبورصة الدار البيضاء “مازي” (مؤشر كل الأسهم المغربية/مؤشر الأسهم المدرجة)، قد سجل ارتفاعا بنسبة 11,07 في المائة إلى 14.773,19 نقطة، خلال النصف الثاني من سنة 2024.
ويشهد هذا الأداء، الذي تجسد كذلك من خلال الطفرة السنوية التي سجلها “مازي” بنسبة 22.16 بالمئة، على متانة ومرونة سوق الدار البيضاء، فضلا عن الثقة المتزايدة سواء للمستثمرين المغاربة والأجانب في سوق الأسهم المغربية.