الشرفي: 96 بالمئة من الطلب على الكهرباء يُلبى محليا رغم تراجع إنتاج محطات الفحم

كشف رئيس الهيئة الوطنية للكهرباء، زهير الشرفي، اليوم الأربعاء، أن التطور الكمي للقطاع الكهربائي خلال سنة 2023 شهد نموا ملحوظا، مدفوعا بشكل رئيسي بتزايد الاعتماد على مصادر الطاقات المتجددة، حيث بلغ إجمالي القدرة المنشأة قيد الاستغلال 11,48 جيكاوات في نهاية العام، محققا زيادة قدرها 363 ميكاواط مقارنة بالعام السابق، مرجعا هذا النمو إلى تشغيل مشروعين رئيسيين للطاقة الريحية.
وأوضح الشرفي، خلال أشغال اجتماع لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة والتنمية المستدامة، أن إجمالي الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في نهاية سنة 2023، مسجلا زيادة قدرها 2,3 في المائة مقارنة بعام 2022، موردا أنه على الرغم من انخفاض إنتاج محطة الطاقة التي تعمل بالفحم بنسبة 6.6 في المئة مقارنة بالسنة السابقة، إلا أن هذه المحطة ماتزال تشكل النسبة الكبرى من بنية الإنتاج، حيث ساهمت بنسبة 64 في المئة من إجمالي الكهرباء المنتجة.
وبالنسبة للطلب على الطاقة الكهربائية، أفاد رئيس الهيئة أنه بلغ في سنة 2023 ما يقدر بـ 43,95 تیراواط ساعة، مسجلا زيادة قدرها حوالي 4 في المائة مقارنة بسنة 2022، مؤكدا أن “96 في المئة من هذا الطلب تمت تلبيته عبر الإنتاج المحلي، مما يعكس قدرة القطاع على تلبية احتياجات السوق المحلية وتعزيز الاعتماد على المصادر الوطنية للطاقة”.
وأورد الشرفي أن “التركيز على الطاقة المتجددة التي هي بيت القصيد في مشروع الانتقال الطاقية نجد أن إجماتلي القدرة المنشأة من الطاقة المتجددة قيد التشغيل بلغ 4618 ميكاواط في عام 2023، مسجلا بذلك زيادة قدرها 11.2 في المئة مقارنة بالعام السابق”، مفيدا أن “هذا الرقم يمثل إلى حدود نهاية 2023 ما يقدر بـ40 في المئة من إجمالي القدرة المنشأة على المستوى الوطني”.
أما فيما يتعلق بإنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة، يضيف الشرفي، فقد وصل إلى نحو 9189 جيكاوات ساعة في سنة 2023، ما يعادل 21,7 في المائة من إجمالي الإنتاج الوطني للكهرباء، وهذا يشكل زيادة ملحوظة بلغت 22,7 في المائة مقارنة بإنتاج سنة 2022.
وكشف أن الطاقة الكهربائية المتجددة في المغرب تتشكل أساسا من الطاقة الريحية والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية، لافتا إلى أن الطاقة الريحية فقد تصدرت قطاع الطاقات المتجددة في المغرب، حيث بلغ إجمالي القدرة الريحية المنشأة قيد الاستغلال 2017 ميكاواط في سنة 2023 بزيادة قدرها حوالي 30 في المائة مقارنة بالسنة السابقة، ويعود هذاالنمو إلى تشغيل مشروعي الطاقة الريحية المذكورين سلفا واللذين ساهما في رفع من قدرة الطاقة الريحية إلى 17.7 في المئة من إجمالي القدرة الكهربائية المنشأة و43.7 في المئة من قدرة الطاقات المتجددة.
وأكد إلى أن إجمالي قدرة الطاقة الشمسية المنشأة 831 ميكاواط في سنة 2023، وهو ما يشكل 7.3 في المئة من إجمالي القدرة المنشأة و18 في المئة من قدرة الطاقات المتجددة، كما ساهمت بنسبة 5 في المئة من إجمالي الإنتاج الوطني للكهرباء.
وأشار الشرفي إلى أن الهيئة حدد تعريفة استعمال الشبكة الكهربائية الوطنية للنقل في حدود 6,39 سنتيم للكيلو واط ساعة وتعريفة خدمات المنظومة في 6,35 سنتيم للكيلو واط ساعة، وتسري هاتان التعريفتان خلال الفترة الممتدة من فاتح مارس 2024 إلى متم فبراير 2027.
وسجل أن هذا التحديد جاء بعد دراسة عميقة للمعطيات التي توصلت بها الهيئة من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، واستحضار الأهداف السامية للسياسة الطاقية التي أرسى معالمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وخاصة ما تعلق منها بالرفع من مساهمة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي للبلاد”.
ولفت الشرفي أن “الهيئة قد شرعت منذ سنة في العمل على تحضير شروط تحديد تعريفة استعمال شبكات التوزيع الوطنية ذات الجهد المتوسط وكذا تعريفة فائض إنتاج الطاقة الكهربائية الناتجة عن مصادر متجددة”، مسجلا أن “الهيئة تبذل قصارى الجهود، بالتشاور مع كل الجهات المعنية، من أجل تحديد هاتين التعريفتين في غضون الأسابيع القادمة، مما سيسهم في فتح السوق المرتبط بشبكات التوزيع أمام الاستثمار في قطاع الطاقات المتجددة”.