رغم النفي.. وفاة 4 أشخاص بسبب انقطاع الأوكسجين تطارد التهراوي إلى البرلمان

بالرغم من النفي الذي تقدمت به وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في الموضوع، تواصل وفاة 4 أشخاص بسبب احتمال انقطاع الكهرباء والأوكسجين بمستشفى مولاي يوسف في مطاردة الوزير أمين التهراوي، بعد توجيه سؤال كتابي في الموضوع.
ووجه إبراهيم أعبا، النائب البرلماني عن الفريق الحركي بمجلس النواب، سؤالا حول “المنظومة الصحية بالعاصمة، على ضوء وفاة أربعة أشخاص بمستشفى مولاي يوسف بالرباط”، مبرزت أن بلاغ الوزارة في الموضوع متناقض.
وقال النائب البرلماني أنه “على إثر واقعة تعرض أربعة مرضى للوفاة كانوا يرقدون بغرفة الإنعاش بالمركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط، نود أن نثير انتباهكم إلى الوضعية بالمستشفيات الوطنية بصفة عامة، وبالمستشفى المذكور بصفة خاصة، لاسيما ما يرتبط بالحكامة والمراقبة وتوفير شروط السلامة والحماية لنزلاء المستشفيات”.
وشدد على أن “وفاة أربعة أشخاص دفعة واحدة نتيجة عوامل يبدو أنها تسببت فيها أخطاء بشرية أكثر منها مضاعفات مرضية، تتجلى في انقطاع التيار الكهربائي والنقص في الأكسجين، لابد أن تسائل المسؤولية التقصيرية للمتسببين فيها في إطار مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، على الرغم من تفنيد هذا التقصير من قبل الوزارة الوصية عبر بلاغ تميز بالتناقض وخاصة بالنسبة لساعة وقوع العطب”.
وأثار أعبا من جهة أخرى “الإشكاليات التي يتخبط فيها مستشفى مولاي يوسف بفعل الاكتظاظ نتيجة هدم مستشفى ابن سينا، وبفعل كثافة الأطر التي انتقلت إليه من المستشفى الجامعي المذكور والكم الهائل من المرضى الذين يلجأون إليه، علما أن الأمر كان يقتضي إعادة الانتشار بشكل متساوي بين مختلف مستشفيات الجهة على الأقل، خاصة مستشفيات القرب باليوسفية وتمارة التي تتوفر فيها شروط الجراحة والعلاجات السريرية، علاوة على إشراك القطاع الخاص في توزيع الأطر الطبية والتمريضية وذلك من أجل في إطار ورش الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية”.
وأَضاف أن واقعة 4 أشخاص تسائل المنظومة الصحية بالعاصمة، وتكشف عن غياب أي مخطط أو استراتيجية، مفيدا أن التحقيق يجب أن يتم من طرف جهة مستقلة ومحايدة. متسائلا في السياق ذاته عن خطة الوزارة “للارتقاء بالمنظومة الصحية بالعاصمة، والإجراءات التي تعتزم اتخاذها للتحري والبحث بحياد في واقعة وفاة أربعة مرضى مستشفى مولاي يوسف في أفق ترتيب الأثر على ضوء ما وقع”.
وكان تقرير للجنة التي أوفدتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط إثر خبر وفاة أربعة (4) أشخاص، قد كشف أن أسباب الوفيات لا صلة لها بالعطب التقني الذي أصاب قنوات الإمداد بالأوكسجين.
وأكدت اللجنة من المفتشية العامة للوزارة، والتي ضمت مسؤولين بالإدارة المركزية وأطباء متخصصين في الإنعاش والتخدير وتقنيين متخصصين في صيانة التجهيزات والمعدات، أن الوفيات المذكورة وخلافا لما يروج له مرتبطة بـ“مضاعفات مرضية وليس بعدم توفر الأكسجين أو بحدوث انقطاع في التيار الكهربائي بالمركز الاستشفائي”.
وقالت إن قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط، شهد وقوع عطب تقني مفاجئ مرتبط بقنوات الإمداد بالأوكسجين وقع على الساعة العاشرة وأربعين دقيقة(11h35min) من يوم الثلاثاء 10 دجنبر2024، مسجلة أنه وبعد مرور حوالي40 دقيقة عادت قنوات الإمداد بالأوكسجين للاشتغال بشكل عادي.
وأوضحت اللجنة المذكورة أنه وعلى الرغم من العطب المفاجئ، تواصل إمداد كافة المرضى المتواجدين بالقسم المعني بالأوكسجين عبر الاستعانة بالقارورات المتنقلة للأوكسجين، مما ضمن استمرارية العلاج لكافة المرضى؛ مشيرة إلى أنه وخلافا لما تم تداوله، سُجِّلَت حالتي وفاة (2 ) يوم الثلاثاء 10 دجنبر 2024، الأولى بعد مرور ساعتين ونصف بعد حدوث العطب.
أما حالة الوفاة الثانية، فأكدت اللجنة وبحسب ما جاء في بلاغ لوزارة الصحة، توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، فقد وقعت بعد مرور أزيد من أربع ساعات، مبرزة أنه لا صلة لوفاة هذه الحالات بالعطب التقني المذكور، وأن الوفاة ترجع إلى مضاعفات مرضهم التي كانت سببا في استقبالهم بقسم الإنعاش لما يزيد عن 14 يوما.