فن

“الكل يحب تودا”.. فتاة يقودها حلم “الشيخة” لمواجهة إغراءات حياة الليل بالكباريهات

“الكل يحب تودا”.. فتاة يقودها حلم “الشيخة” لمواجهة إغراءات حياة الليل بالكباريهات

اختار المخرج والمنتج نبيل عيوش في أحدث أفلامه “الكل يحب تودا” الذي عرض بشكل حصري في المغرب بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خارج المسابقة الرسمية، التطرق إلى حياة “الشيخة” المغربية وارتباطها بفن العيطة من خلال رصد معناتها اليومية التي تتأرجح بين “الكباريه” في الليل وما يليه من تحرش والبحث عن مستقبل ابنها الأبكم في النهار.

مخرج الفليم وكاتب السيناريو الخاص به، والمشارك في إنتاجه نبيل عيوش قال في تصريح لجريدة “مدار21” على هامش العرض إنه كان من المهم تقديم “تودا” في المغرب، خاصة عبر مهرجان مراكش، رغم عرضه في “كان” والعالم كله.

وأضاف عيوش أنه من المهم أن يشاهد الجمهور المغربي الفيلم لأنه يحكي عن الفن والعيطة والشيخة وتاريخ المملكة، معربا عن فخره بهذا العرض الذي كان ينتظره منذ مدة، بحسب قوله.

ويتناول فيلم “تودا” قصة فتاة تحلم بأن تصبح “شيخة”، إذ تستغل كل الفرص التي تأتي أمامها، دون أن تتخلى عن مبادئها الرافضة للخضوع لأطماع العديد من الرجال الذين تصادفهم خلال رحلة بحثها عن نيل ما تطمح إليه.

تودا ستقود المشاهد لـ103 دقائق في رحلة انتقال من قريتها إلى مدينة الدار البيضاء للبحث عن فرصة لغناء العيطة، ومساعدة ابنها على الدراسة في مدرسة للبكم والصم.

ينطلق فيلم “تودا” بمشهد جلسة من النساء “الشيخات” اللواتي يغنين فن العيطة في جبل وسط رجال يحتسون الخمر، الذين يزداد حماسهم مع تعالي أصوات هؤلاء النسوة اللائي تتمايلن برقصات شعبية.

في مشهد موال مؤثر، تظهر تودا تركض نحو غابة بسبب حدوث فوضى في ذلك التجمع، غير أنها لم تستطع الإفلات من مجموعة من ذئاب يصطادون جسدها ليتم اغتصابها بشكل جماعي.

وترصد عدسة الكاميرا تودا بعد عودتها محطمة في سريرها بجانب ابنها الذي يبلغ من العمر 9 سنوات (ياسين)، دون إشارة إلى ماضيها.

وتقضي تودا الكثير من الوقت في الملاهي الشعبية التي تُغني فيها، بعدما عملت في الأعراس والمواسم، إذ تحاول إغراء الزبناء لاقتناء المزيد من المشروبات الكحولية، دون أن تسمح بتجاوز الحدود.

تودا رغم أنها تقضي الكثير من الوقت في الملاهي الشعبية، وتعاطيها الخمر، فهي ترفض التحرش وممارسة الدعارة رغم العروض التي قد تبدو مغرية لواحدة تنحدر من منطقة قروية وتعيش الفقر المذقع.

ولتحقيق حلم “الشهرة” واحتراف أداء فن العيطة في الملاهي الليلية، ستختار تودا السفر نحو الدار البيضاء، لتنطلق مغامرتها في مدينة مليئة بالضجيج والاكتظاظ.

وفي مشهد آخر، يوضح نبيل عيوش أن والدي تودا اللذين يعيشان في منطقة نائية، لا يمانعا احتراف ابنتهما مهنة “الشيخة”، إذ يدعمانها من أجل تحقيق حلمها، باحتضان ابنها إلى حين استقرارها وتأمين فضاء يأويهما.

وفي نهاية الفيلم ستتخلى تودا عن حلم الغناء وتحقيق حلمها رغم الإغراءات واقترابها من الوصول إلى هدفها هربا من التحرش.

ويحمل الفيلم الكثير من الرسائل، ضمنها رعاية تودا لابنها، وعدم تنازلها عن مبادئها لامتهان الدعارة، في الوقت الذي تعمل فيه ليلا في أماكن مليئة بالممارسات اللاأخلاقية.

ولم يختر عيوش في هذا الفيلم الاتكاء على المشاهد الجريئة التي اعتاد عليها المشاهد في أفلامه، رغم توظيفه للكلام النابي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News