اقتصاد

تحلية مياه البحر.. هل تعاني المحطات المغربية من كلفة إنتاج زائدة؟

تحلية مياه البحر.. هل تعاني المحطات المغربية من كلفة إنتاج زائدة؟

رغم الدور الإيجابي الذي لعبته محطة “الدويرة” الواقعة بمنطقة إنشادن في إقليم اشتوكة آيت باها، في دعم القطاع الفلاحي وتوفير مياه الشرب لمدينة أكادير ونواحيها، إلا أنها تعاني عدة تحديات في مقدمتها كلفة الإنتاج المرتفعة، ما يطرح علامات استفهام حول نجاح هذا التوجه الاستراتيجي للمملكة في مواجهة الجفاف وأضراره الوخيمة على الاقتصاد الوطني.

وفي سنة 2022، تكللت جهود 5 سنوات من الأشغال بدخول المحطة المذكورة حيز الاشتغال، وتوفيرها للقطرات المحلاة الأولى لمياه البحر بعدما كلفت حوالي 4 مليار ونصف المليار درهم، تمت تعبئتها من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص.

غير أن مراقبين أكدوا لجريدة “مدار 21” الالكترونية أن كلفة إنتاج المحطة تفوق الكلفة التنافسية التي كانت متوقعة في بداية المشروع، بحيث تبلغ كلفة إنتاج المتر مكعب الواحد من المياه المحلاة على مستوى المحطة 6 دراهم.

وفي هذا الصدد أكد عمر العلوي المحمدي، عضو مجلس إدارة شركة “طاقة المغرب”، الفاعلة في هذا المجال، أن خصوصية “محطة أكادير” تكمن في انطلاقها في عز أزمة “كوفيد 19″، ما أدى إلى تكبدها خسائر سنتين من الاشتغال المتعثر، وهي بالتالي لا تستفيد من كلفة الإنتاج المثالية.

وأضاف المسؤول في تصريح لصحيفة “مدار 21” على هامش أشغال “منتدى جمعية خريجي المدارس المركزية والعليا للكهرباء”، أمس الأحد بالدار البيضاء، أنه بالنسبة لمحطات الدار البيضاء والرباط الجديدتين فستشتغلان بكلفة أقل وأكثر تنافسية، عند حوالي 4,5 دراهم للمتر المكعب.

وخصص لمشروع محطة التحلية بأكادير مبلغ 2,35 مليار درهم لإنشاء شبكة ري تغطي مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، بينما خصص مبلغ 2 مليار درهم لتزويد مدينة أكادير بالمياه الصالحة للشرب.

وتستهدف المحطة توفير مياه السقي لحوالي 15 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية بالجهة، مساهمة أيضا في اعتماد الفلاحين طرقا جديدة للاقتصاد في الماء وتدويره، ولا سيما على مستوى إنتاج الطماطم بطرق عصرية صديقة للبيئة.

ووفقا لمعطيات رسمية كشفت عنها منصة “الما ديالنا”، التابعة لوزارة التجهيز والماء، يتوفر المغرب حاليا على 14 محطة لتحلية مياه البحر بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 192 مليون متر مكعب في السنة، بالإضافة إلى 6 محطات في طور الإنجاز بقدرة إنتاجية ستناهز 135 مليون متر مكعب في السنة، إضافة إلى برمجة 16 محطة أخرى بقدرة إنتاجية إجمالية ستصل إلى 1490 مليون متر مكعب في السنة.

وكان ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، أعطى منتصف هذا العام بمنطقة المهارزة الساحل (إقليم الجديدة)، انطلاقة أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر للدار البيضاء، والتي ستصبح الأكبر من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، عند الانتهاء من إنجازها، بقدرة إنتاج سنوية تبلغ 300 مليون متر مكعب، لفائدة ساكنة يقدر تعدادها بـ 7,5 مليون شخص.

كما جرى، متم شهر أكتوبر المنصرم، التوقيع على بروتوكول اتفاق يتعلق بإحداث شراكة استراتيجية في مجال تحلية مياه البحر، بين الدولة المغربية وشركة “فيوليا للبيئة” يروم إنشاء محطة لتحلية مياه البحر بالرباط بطاقة 822 ألف متر مكعب في اليوم من الماء الصالح للشرب (300 مليون متر مكعب سنويا)، بالتكلفة الأكثر تنافسية للمتر المكعب من الماء الصالح للشرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News