مؤسسة الوسيط تؤكد نهاية أزمة طلبة الطب وتنوه بالتفاعل الإيجابي للحكومة

أعلنت مؤسسة وسيط المملكة عن نجاح مبادرة التسوية التي قادتها بين الإدارة وطلبة كليات الطب والصيدلة، ترتب عنها عودة الطلبة المعنيين إلى مدرجاتهم وتداريبهم السريرية الميدانية، ووضع حد لكل الأشكال الاحتجاجية المتخذة منذ ما يناهز إحدى عشر شهرا، والتي بلغت حد المقاطعة التامة للدروس والامتحانات.
وأكد بلاغ وسيط المملكة توصلت “مدار21” بنسخة منه، أن التسوية الموقعة يوم أمس الخميس مع طلبة الطب “تعكس الجهود المشتركة التي بذلتها كافة الأطراف المعنية، وتجسد التنسيق المثمر بين المؤسسة وباقي المتدخلين، مما ساهم في خلق أجواء حوار ملائمة، وساعد على بناء الثقة وتسهيل تبادل الرأي وفرص تقريب وجهات النظر، التي أنتجت حلولا تضمن استجابة دستورية وقانونية، فعالة وواقعية، للملف المطلبي المعبر عنه منذ انطلاق الأشكال الاحتجاجية”.
ونوّه المصدر ذاته بـ”التجاوب الكبير والتفاعل الإيجابي والمسؤول” الذي اتسمت به المشاورات المجراة مع رئيس الحكومة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، ومع عمداء كليات الطب والصيدلة، وممثلي أساتذة التعليم العالي، وممثلي الطلبة المعنيين، وممثلي بعض هيئات المجتمع المدني النشيطة في المجال، وكل المعنيين الذين تسنى الإنصات إليهم حول كافة جوانب الموضوع في مراحل مختلفة.
وأكد البلاغ أهمية الجهود المبذولة لتسهيل سبل الوصول إلى التسوية، داعيا الأطراف المعنية إلى “مواصلة الحوار الهادئ في سياق علاقات ارتفاقية قائمة على الثقة وحسن النية، بما يضمن جودة التكوين الطبي ويساهم في الرقي بالوضع الصحي ببلادنا وفي تطوير المنظومة الصحية وتحصين سيادتها الوطنية كما أراد ذلك جلالة الملك”.
ودعت مؤسسة “الوسيط” جميع المتدخلين إلى ضرورة إيجاد الأرضية المناسبة لتعزيز الثقة بين الأطراف المعنية وخلق جسور التواصل المستمر بينها، لتنزيل ما تم التوافق عليه لما فيه مصلحة التكوين الطبي والكلية العمومية ببلادنا.
وصباح اليوم، أعلن طلبة الطب عن قبول العرض الحكومي الأخير الذي قدمه وزير التعليم العالي، عز الدين ميداوي، عبر مؤسسة الوسيط، لتعود الحياة إلى مدرجات كليات الطب بعدما هجرها “أطباء المستقبل”، لقرابة سنة.
وأوضح “أطباء الغد”، في بلاغ توصلت “مدار21″ بنسخة منه، أن تم يوم أمس الخميس توقيع محضر تسوية بين اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تحت إشراف وسيط المملكة.
وأبرز البلاغ أن القرار جاء بعد يوم ديمقراطي شهدته كليات الطب والصيدلة، بمدرجات غفيرة وحضور طلابي كثيف لأداء الواجب بصناديق الاقتراع بخصوص المقترح المطروح وبعدها التصويت على تعليق الإضراب المفتوح”.
وأكد طلبة الطب أن التسوية تضمنت “استجابة لأغلبية المطالب التي تضمنها ملفهم الذي حركهم منذ 16 دجنبر 2023 للدخول في إضراب مفتوح وتسطير حراك طلابي الأطول في التاريخ عالميا، وشهد عدة محطات وعواصف وقف أمامها الطلبة وقفة رجل واحد؛ من طرد وتوقيف وشكايات وجلسات استماع بمخافر الشرطة ومثول أمام القضاء”.
وعبر طلبة الطب عن ارتياحهم للعودة إلى الكليات “معززين مكرمين بعد أزيد من 11 شهرا، لطلب العلم والتفوق الدراسي والمساهمة في إشعاعها كما عهد علينا، ابتغاء مرضاة الله أولا ولتقديم عرض صحي يليق بتطلعات الشعب المغربي، وللرفع من جودة التكوين الطبي والعرض الصحي لمؤسسات وطننا”.