فن

الغافولي يترجم معاناته في مسرحية “الزهايمر ليس مجرد نسيان”

الغافولي يترجم معاناته في مسرحية “الزهايمر ليس مجرد نسيان”

اختار الكاتب والمخرج المسرحي هشام الغافولي أن يترجم معاناته وأسرته مع مرض الزهايمر في عمل مسرحي، يعكس من خلاله مخاطره وقساوته على المصاب به ومن يتكفلون بعنايته.

وفي تفاصيل هذه المسرحية، التي اختار لها الغافولي عنوان “الزهايمر ليس مجرد نسيان”، قال في تصريح لجريدة “مدار21” إنه خصص هذا العمل لسرد جانب مما عاشه مع والدته الراحلة لما يزيد عن عشر سنوات إثر معاناتها من هذا المرض، مردفا: “خلال هذه الفترة العصيبة فهمت جيدا أن الزهايمر ليس مجرد نسيان كما ورد في العديد من الأعمال الفنية الحية والبصرية، إذ إن هذا المرض أخطر بكثير من أن يكون فقط مادة للإضحاك كما ورد في أعمال يقول عنها صناعها فرجة كوميدية”.

ويضيف الغافولي: “فهمت أيضا أن الزهايمر لا يؤثر فقط في المريض بل يقسو كذلك على أهل هذا الأخير، وخصوصا من يتكلف منهم بعنايته. لقد رأيت الزهايمر من زاوية أخرى، وكان لا بد لي أن أشارك رؤيتي مع المتتبع لأعمالي المسرحية وربما أشاركها في أعمال أخرى تلفيزونية أو سينيمائية”.

ويشير إلى أن هذه المسرحية تسلط الضوء على الزهايمر من خلال حالة امرأة أصابها المرض فحولها من امرأة قوية مناضلة إلى أخرى لم تعد قادرة على ممارسة طقوس الحياة، وأسرتها الصغيرة لم تتمكن من استيعاب الأمر وتقبل الوضع الأمر الذي حولهم إلى كتل من الأمراض النفسية تمشي على الأرض، والكل يحاول التداوي بطريقته غير أنه لا أحد منهم يستطيع النجاة بنفسه.

ويبرز أن “المسرحية تجعل المتلقي ينظر إلى الزهايمر من زاوية أخرى، ومع توالي الأحداث والمواقف وتضارب المشاعر وتدفق الأحاسيس، يفهم أن الزهايمر ليس مجرد نسيان”.

وعن الفرق بين كتابته للمسرح والتلفزيون، يقول هشام الغافولي إن “الكتابة للمسرح تعتمد على الحوار المباشر والتعبير الجسدي القوي، حيث تتيح للجمهور تجربة فورية وحية، إذ يجب على الكاتب استغلال المساحة المحدودة للمسرح بشكل مبتكر، والتركيز على خلق حوار غني يعبر عن شخصياته وينقل المشاعر بدون الاعتماد على المؤثرات السينمائية”.

ويشير الغافولي في السياق ذاته إلى أن “الكتابة للمسرح تختلف عن التلفزيون بأنها تتطلب تفاعلاً مباشراً وحساسية كبيرة للتفاعل بين الممثلين والجمهور”.

وعن الفضاء الذي يجد فيه متعته أكثر، يقول: “أنا أجد المتعة في كل ما أعمل، إذ أبحث عنها دائما وأعتبرها الحلقة الأهم في كل إبداع فني، غير أنني لن أنكر أن للمسرح مكانة خاصة في قلبي، فبداياتي كانت في المسرح”.

أما عن المسرحية الأقرب إليه من حيث كتابتها وإخراجها، كشف أنها “مسرحية ”من زاوية أخرى” فهي الأقرب إلي وهي التي تمثل وجهات نظري الفنية الخاصة، ربما لأنني أتحكم في كل ميكانيزماتها الإبداعية”.

وعلى مستوى التلفزيون، سيكون الغافولي حاضرا في موسم رمضان المقبل بعمل فني جديد يحمل عنوان “شكون كان يقول” الذي تشرف على إخراجه صفاء بركة بمشاركة مجموعة من الممثلين ضمنهم فرح الفاسي، وسعاد خيي، وابتسام العروسي، وحسناء المومني، وعبد الرحيم المنياري، والمهدي فولان، لبنى الشكلاط، وغيرها من الأسماء الأخرى.

ويُشرف هشام الغافولي على كتابة نصوص هذا المسلسل في إطار خلية، مجددا التعاون من جديد مع المخرج صفاء بركة، وشركة الإنتاج “ديسكونكتيد”، بعدما عملا السنة الماضية في سيتكوم “جيب داركم”.

وبحسب مصدر مطلع، فإن هذا العمل ينتمي إلى خانة الأعمال الاجتماعية الدرامية، مليء بالتشويق والغموض، لخلق الفرجة للمشاهد بقصة محبوكة بخيوط درامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News