ثقافة

جبور: “أنين صامت” عن قصة حقيقية والمرأة في مجال السينما تبدع أكثر

جبور: “أنين صامت” عن قصة حقيقية والمرأة في مجال السينما تبدع أكثر

أكدت المخرجة وكاتبة السيناريو، مريم جبور، أن المرأة المغربية حققت نجاحات كبيرة في عالم الفن والسينما، لكونها تشتغل بشغف على المواضيع الاجتماعية التي تعالجها في أعمالها.

وفي هذا الحوار، على هامش فعاليات الدورة الـ 24 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تسلط جبور، وهي من بين الأسماء الشابة التي برزت في عالم الإخراج السينمائي، الضوء على عدد من القضايا الاجتماعية والثقافية، لا سيما المتعلقة بعالم السينما، من خلال موضوع فيلمها “أنين صامت” الذي يتطرق لمعاناة مرضى التوحد وآبائهم، في قالب سينمائي مبدع.

1- يعتبر المهرجان الوطني للفيلم من التظاهرات الثقافية الكبرى بالمملكة، حدثينا عن مشاركتك في هذا الحدث وخاصة عن عملك السينمائي المصنف ضمن فئة الفيلم القصير؟

مشاركة فيلم “أنين صامت” بالمهرجان الوطني بطنجة من أهم المشاركات، وهو فيلم سبق أن شاركت به في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، وأحرز جوائز قيمة، لكن تبقى هذه المشاركة متميزة ومهمة.

وباعتباري مخرجة، أتمنى دائما أن تشارك أعمالي ضمن هذا المهرجان الوطني الرائد الذي أعتبره الهدف الأول لأي مخرج. وأغتنم هذه المناسبة لأتقدم بخالص شكري إلى لجنة الانتقاء التي قبلت مقترح فيلم “أنين صامت” ليحظى بهذه الفرصة إلى جانب أفلام أخرى في المسابقة.

2- يسلط فيلم “أنين صامت” الضوء على معاناة مرضى التوحد، كيف انبثقت الفكرة، وما الرسالة المتوخاة من هذا العمل؟

يسلط فيلم “أنين صامت” الضوء، بشكل خاص، على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مرض التوحد، وهي فكرة مستوحاة من قصة حقيقية. فخلال فترة تصويري لروبورتاج بإحدى القرى، التقيت بأب شاب يبلغ من العمر 26 سنة يعاني من مرض التوحد، دون أن يكون على علم بأن ابنه يعاني من اضطراب هذا المرض الصامت.

ويعالج الفيلم هذا المرض الذي تعاني منه مجموعة من الأسر رفقة أبنائها، من خلال شخصية “يونس”، وهو الشاب الذي يعاني من تبعات الاضطراب رفقة أبيه، الذي جسد دوره الممثل محمد خيي.

كما حاولت التركيز في هذا الفيلم القصير بشكل أكبر على الآباء ومعاناتهم مع الأبناء الذين يعانون من هذا المرض، دون التطرق لمعاناة الأمهات التي تناولتها عدة برامج وأعمال فنية أخرى، حيث يعيش بعض الآباء مع أبنائهم المرضى، دون زوجة، ويواجهون معاناة خاصة.

كما يتناول هذا العمل ظاهرة اللجوء إلى التداوي بالطرق التقليدية الشعبية بدل الطب الحديث، بسبب غياب الوعي بهذا المرض أو الاضطراب، ومن هنا يأتي هذا العمل في قالب سينمائي من أجل التوعية بمرض التوحد وكيفية التعامل مع المصابين به. ومن المهم أن تكثف الجهات المعنية جهودها للتوعية بهذا المرض.

3- باعتبارك مخرجة شابة في بداية المسار الفني، حدثينا عن جديدك ومشاريعك الفنية والسينمائية المستقبلية؟

صحيح أنني مخرجة شابة تشق مسارها الفني والإبداعي، وأشتغل في نفس الآن مساعدة مخرج أولى، رفقة مجموعة من المخرجين المبدعين المغاربة، إلا أنني اكتسبت تجربة مهنية لا بأس بها بفضل طموحي وحبي لعملي.

وبخصوص جديد أعمالي السينمائية، فإنني أشتغل حاليا على فيلم قصير جديد، ونحن الآن في مراحل التحضير، كما أستعد لكتابة سيناريو لفيلم طويل سأخصص له وقتا كافيا من أجل تقديم عمل سينمائي ذي جودة يحظى بإعجاب الجمهور ويحقق النجاح.

4- تضطلع المرأة المغربية بشكل عام بدور مهم في تعزيز القيم المجتمعية، لا سيما من خلال السينما، كيف تقيمين هذا الدور خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المرأة؟

بالفعل، هناك مجموعة من المجالات، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة، برزت فيها المرأة المغربية وحققت نجاحا كبيرا ومبهرا، وبدوره شهد عالم الفن والسينما بروز مخرجات وكاتبات سيناريو ناجحات.

وفي هذا الإطار، أعتبر أن المرأة في مجال السينما تركز وتبدع أكثر في المواضيع الاجتماعية التي تعيشها بشكل خاص، وتشتغل عليها بشغف كبير نظرا لقربها من القضية موضوع العمل السينمائي، وبذلك تحقق الأعمال الفنية النسائية بشكل عام نجاحا كبيرا.

وبدورها تعرف فعاليات الدورة الـ 24 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة حضورا قويا للمرأة سواء من خلال مجموعة من الأعمال أو في لجن التحكيم، وهو الأمر الذي سيساعد ويشجع المرأة المخرجة وكاتبة السيناريو على العمل بشكل جدي والإبداع أكثر في المجال.

5- بصفتك مخرجة سينمائية شابة تخط مسارها الفني بشكل تدريجي في عالم السينما، ما هي النصائح والتوجيهات التي تقدمينها للمواهب الشابة في المجال؟

انطلاقا من تجربتي، أؤكد على ضرورة التحلي بالعزيمة والإرادة وبذل مجهود أكبر لتحقيق الطموح. فقد واجهتنا أثناء التحضير لفيلم “أنين صامت”، الذي كان سيتم تصويره قبل سنتين، مجموعة من الصعوبات والتحديات على مستوى الإنتاج والإخراج والسيناريو، وها هو يرى النور بفضل العزيمة والإصرار على تحدي الصعاب والمعوقات.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التكوين في المجال يكتسي أهمية بالغة في مسار الشباب من أجل مراكمة التجارب اللازمة، فالموهبة وحدها لا تكفي.

وأغتنم هذه المناسبة لأقدم شكري الخالص للمخرجين الذين مدوا لي يد المساعدة والدعم، وبفضلهم اكتسبت تجربة لا بأس بها من أجل شق طريقي بثبات في المجال السينمائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News