تأخر وضياع الأمتعة بالمطارات يُحرِج عبد الجليل وخبير: المشكل لا يرتبط دائما بالمغرب

ما تزال شكايات المسافرين عبر المطارات المغربية بسبب تأخر أو ضياع الأمتعة تُحرج وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، وذلك في وقت يبعد فيه مهتمون بالشأن السياحي مسؤولية إدارة المطارات المغربية عن هذه الاختلالات.
وأعاد سؤال النائب البرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية، حسن أومريبط، للوزير الوصي على قطاع النقل، محمد عبد الجليل، “إشكالية ضياع أمتعة وحقائب العديد من المسافرين القادمين إلى بلدنا بشكل شبه يومي” إلى الواجهة.
وأوردت الوثيقة، التي اطلعت عليها جريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه “إذا كانت العادة أن يستلم المسافر، بمجرد وصوله، أمتعته وحقائبه، فإن البعض ينتظر لساعات طويلة، والتي تتحول إلى أيام عديدة، أو يُفاجأ بخبر فقدانها وضياعها”.
وأورد البرلماني عن حزب “الكتاب” أنه في هذه الحالات “يتحول السفر إلى رحلة شاقة للبحث عن الأمتعة والحقائب، وإلى معاناة بدل الاستجمام والاستمتاع، بل إنه يتحول إلى نقمة لدى المسافرين الراغبين في قضاء عطلهم في أماكن بعيدة عن مطار الوصول”.
واعتبر البرلماني ذاته أن “هذه الظاهرة تعطي صورة سلبية عن الخدمات التي تقدمها مطاراتنا وقدراتها التنظيمية وتساهم في إضعاف الجاذبية السياحية”، منبها إلى “نجاح الاستحقاقات الرياضية والمحافل الدولية القادمة، وبلوغ المشاريع السياحية الكبرى لغاياتها رهين بمدى تجويد خدمات النقل الجوي لمطارتنا، خصوصا على مستوى الاستقبال وخدمة استلام الأمتعة والحقائب”.
الزبير بوحوت، خبير في المجال السياحي، قال إن “مشكل تأخر أو ضياع أمتعة المسافرين عبر المطارات المغربية لا يرتبط دائما بتدبير المكتب الوطني للمطارات أو الخطوط الملكية المغربية وإنما في بعض الأحيان المشكل يقع في محطات المواصلة بدول أخرى”.
وأورد بوحوت، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن “بعض المسافرين لا يعرفون هذه المعلومة فيلجؤون إلى إدارة المطارات المغربية للاحتجاج على الرغم من أنها غير معنية وغير مسؤولة عن هذه الاختلالات التي تربك توصلهم بأمتعهتم”.
وسجل الخبير في المجال السياحي أن “احتجاج المسافر يعتبر مقبولا ومشروعا حينما يكون خط السفر مباشر من دولة معينة إلى المغرب ودون محطات للمواصلة”، مبرزا أنه “في هذه الحاجة لا يكون هناك أي مبرر لضياع أو تأخر الأمتعة”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “الاختلالات المرتبطة بأمتعة المسافرين لا تطرح في مثل هذه الحالات التي يكون فيها الخط مباشرا وإنما أغلب الشكايات الواردة على إدارة المطارات ترتبط بالخطوط التي تحتاج إلى تغيير الطائرة وفي بعض الأحيان حتى الشركة التي تقدم هذه الخدمة في مطارات دول أخرى”.
وبين المهتم بالشأن السياحي أن “بعض الرحلات تتطلب تغيير الطائرة في 4 مطارات”، مشددا على أن “مثل هذه الحالات هي التي يرتفع فيها احتمال تأخر أو ضياع الأمتعة بحكم أنها تحمل في 3 أو 4 طائرات بشكل متوالي، وهو ما يتطلب وقتا كبيرا لا تحترمه الشركات في بعض الأحيان”.
وأوضح المصرح نفسه أن “الخطأ الذي يرتكبه عدد من المسافرين هو اختيارهم في حالة اضطرارهم إلى تغيير الطائرات في رحلاتهم، لرحلات في أوقات لا تتفاوت بالشكل الكافي الذي يمنحهم إمكانية استعادة أو تتبع مسار أمتعتهم”.
ولم ينف الخبير السياحي ذاته مسؤولية شركات الطيران بما فيها شركة الخطوط الملكية المغربية عن هذا التأخر أو الضياع “غير المبرر” للأمتعة، مبرزا أنه “لا يعقل أن يقتني مستهلك تذكرة سفر ويؤدي ثمنا عن الأمتعة وفي النهاية لا يتوصل بها عند نهاية الرحلة”.
ودعا المتحدث ذاته وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، إلى “إصلاح هذه الاختلالات التي تضرب في العمق صورة المغرب وسمعته السياحية”، مشددا على “ضرورة السهر على توفير خدمات بجودة عالية للمسافرين خاصة حينما يتعلق الأمر بشركة الخطوط الملكية المغربية”.