ملاحظات طلبة الطب على “عرض ميراوي” تصل الوسيط والأساتذة يرفضون “التعنيف”

في أحدث تدخلات مؤسسة الوسيط لتبديد الخلاف بين طلبة الطب ووزارة التعليم العالي، استقبل وسيط المملكة، محمد بنعليلو، ممثلي طلبة الطب، أمس الأحد، من أجل نقل ملاحظاتهم حول العرض الذي قدمه وزير التعليم العالي لإنهاء الأزمة، التي امتدت لأزيد من 9 أشهر، في انتظار توصلهم برد الوزارة خلال الأيام المقبلة، وذلك في وقت انضم فيه أساتذة الطب إلى صف “رافضي تعنيف طلبة الطب” بتنظيم وقفات تضامنية داخل الكليات.
وبعدما اقتنع طلبة شعبة الصيدلة بعرض الوزارة بتوقيع محضر اتفاق، رفض طلبة الطب مقترح عبد اللطيف ميراوي الجديد بقرابة 80 في المئة، حسب ممثليهم، داعين إلى “التجاوب بشكل جدي أكبر مع المطالب التي نرفعها قبل أشهر وإنهاء هذا الاحتقان بشكل نهائي”.
مصدر من داخل لجنة طلبة الطب قال لجريدة “مدار21” الإلكترونية، “إننا عقدنا لقاء يوم أمس مع مؤسسة الوسيط دام لساعات بعدما رفضنا الاتفاق الذي قبله طلبة شعبة الصيدلة”، مبرزا “أننا لم نمتنع عن الحضور كما يُروِّج بعض المشوشين وإنما كنا ننتظر استئناف الحوار لغياب وسيط المملكة خلال الأسبوع الماضي”.
وأورد المصدر ذاته، في تصريح أن “وسيط المملكة استمع إلى الملاحظات التي أبديناها بخصوص عرض وزارة التعليم العالي حول نظام التكوين الجديد بكليات الطب”، مشيرا إلى أن “هذا العرض رفضه الطلبة بنسبة 80 في المئة”.
وسجل الطالب ذاته أن “حضورنا إلى هذا اللقاء يفند كل الادعاءات التي تتهمنا بالتصعيد والاحتجاج رغم استجابة الوزارة لمطالبنا”، مشددا على “أننا منفتحون دائما على الحوار إذا كانت الوزارة فعلا تنوي إنهاء الأزمة”.
وأورد المتحدث ذاته أن “طلبة الطب يرحبون بمقترحات الوزارة إذا كانت جدية في مساعيها لإنهاء هذه الأزمة”، مسجلا أن “لقاء أمس لم يتضمن أي جديد سوى نقاشنا عن الملفات العالقة التي لم يستجب لها عرض الوزارة الأخير”.
وتابع المصدر نفسه أن “مؤسسة الوسيط وعدتنا بإيصال كل النقاط التي أوردناها في اللقاء إلى الوزارة والعودة إلينا بجوابها”، مؤكدا أنه “لم يقدم لنا أي موعد محدد لتقديم رد الوزارة”.
وعن النقاط العالقة التي يعتبر طلبة الطب أنه لا يمكن التنازل عنها في أي عرض من طرف الوزارة، أشار المرجع نفسه إلى أن “مسألة سنوات الدراسة هي مسألة حاسمة بالنسبة للطلبة”، مبرزا أن “المنطق يقول إن تنزيل الإصلاح الجديد لا يمكن أن يشمل فئة الطلبة الذين تعاقدوا مع الوزارة على 7 سنوات”.
وشدد المصدر نفسه على أن “التراجع عن توقيف الطلبة هو قضية حاسمة أيضا”، مسجلا أنه “حتى طلبة الصيدلة الذين قبلوا عرض الوزارة ووقعوا محضر اتفاق لم يُعلن رسميا عن إرجاع طلبة شعبتهم الموقوفين”.
وأورد المصرح ذاته أنه “حتى مشاكل دفتر الضوابط البيداغوجية ما تزال تعيق مسار اقتناع الطلبة بعرض وزارة التعليم العالي”، مشددا على أنه “من الطبيعي أن يرفض الطلبة عرض الوزارة بحكم أنه يتضمن بنودا لا تهم طالبا في السنة الخامسة أو الرابعة”.
وأضاف الطالب نفسه أنه “لا مانع في تنزيل هذا الإصلاح بالنسبة للطلبة الجدد”، مؤكدا أنه “لا يعقل أن يخضع طلبة الـ5 دفعات الأولى لمقتضيات النظام الجديد”، مشيرا إلى أن “الطلبة على أتم الاستعداد للانخراط في إنقاذ الموسم الجامعي إذا كانت الوزارة جدية في تفاوضها”.
وأمام “التعنيف” الذي تعرض له طلبة الطب والأطباء الداخليين والمقيمين الأسبوع الماضي، دعا المكتب المحلي لنقابة التعليم العالي بالرباط “أساتذة كلية الطب والصيدلة حصرا إلى وقفة تضامنية استنكارا لتعنيف طلبتنا وأطبائنا ببهو كلية الطب والصيدلة بالرباط يوم الإثنين 30 شتنبر، الساعة الواحدة بعد الزوال”.
واستنكر المكتب ذاته “التعنيف والتعسف الذي تعرض له طلبة الطب والأطباء الداخليين والمقيمين من طرف السلطات خلال الوقفات الاحتجاجية السلمية”.
وتأسف المكتب القنابي عن “ما آلت إليه الأمور من اعتقالات ومتابعات قضائية تبعا للاصطدام مع السلطات” مؤكداً “دعمنا لطلبتنا ولأولياء الأمور في هذه النازلة وتضامننا الكامل معهم وكذا السعي مع الفرقاء المعنيين لتخفيف النازلة ورد الاعتبار لأبنائنا”.
وعبرت النقابة ذاتها عن “تفهمنا لمطالب الطلبة الهادفة إلى تجويد الدراسات الطبية خاصة فيما يتعلق بظروف التكوين والتأطير”، مسجلةً “أننا ندرك أن حماسهم قد يدفعهم إلى اتخاذ قرارات صعبة إلا أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل هذه الخلافات”.
واعتبر المصدر ذاته أن “الأساتذة هم ذوو الاختصاص حصريا في الشق البيداغوجي للملف وملتزمون بمعية جميع الشركاء بتنزيل جميع مخرجات الحوار”، مشددين على “متابعة هذا الإصلاح، وتقييمه وتعديله بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية، بما يحقق الأهداف المنشودة ويرتقي بمستوى التعليم الطبي في بلادنا”.