جهويات

التساقطات القياسية بالجنوب الشرقي تُطلِق دعوات استثمارها في مقاومة الجفاف

التساقطات القياسية بالجنوب الشرقي تُطلِق دعوات استثمارها في مقاومة الجفاف

نبهت فعاليات مدنية بأقاليم الجنوب الشرقي إلى أن التساقطات المطرية الأخيرة لم تنه أزمة الجفاف التي تعاني منها عدد من الجماعات الترابية، على الرغم من أهميتها وكمياتها القياسية، مشددةً على أهمية “التدبير العقلاني” لهذه الاحتياطات المائية وتسريع تشييد المنشآت المائية “المتأخرة” لتفادي الوقوع في أزمة مائية مشابهة للتي حلت بهذه الأقاليم خلال السنوات الماضية وضمان الأمن المائي للساكنة ومقاومة انعكاسات الجفاف.

جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، قال إنه “لا يجب أن نعتبر أن هذه التساقطات هي نقطة نهاية لأزمة الجفاف التي حلت بعدد من دواوير وجماعات الجنوب الشرقي”، داعيا إلى “تدبير هذه الاحتياطات المائية بشكل عقلاني باستثمارها في ضمان الأمن المائي في مستوى أول وتوفير مياه السقي للزراعات الاستراتيجية كالنخيل وإحياء الواحات”.

وأضاف أقشباب، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه “يجب التعجيل بإنجاز المنشآت المائية وتسريع تشييد سدود تمكن من تعبئة موارد مائية تضمن الأمن المائي للمواطنين بالجنوب الشرقي”، مشددا على أن “هناك تأخر كبير وغير مقبول في ما يتعلق بإنجاز المنشآت المائية على الرغم من إتمام الدراسات الخاصة بها قبل سنوات”.

وأورد المتحدث ذاته أن “التساقطات التي عرفتها دواوير وجماعات إقليم زاكورة، على وجه الخصوص، وأقاليم الجنوب الشرقي بشكل عام، كانت مهمة ومرتفعة جدا”، مبرزا أن “هذه التساقطات التي عرفها إقليم زاكورة لم نشهد لها مثيلا منذ عشرات السنوات”.

وسجل المهتم بالشأن البيئي أن “أهمية هذه التساقطات تكمن في كمياتها الهائلة وفي الظرف القياسي الذي لم يتجاوز 48 ساعة”، مشددا على أن “يومين من التساقطات المتفرقة على مستوى جماعات الإقليم أحيت العديد من الوديان والأنهار”.

ولدى سؤال “مدار21” عن التأثيرات الإيجابية لهذه التساقطات المطرية القياسية، أشار المتحدث ذاته إلى “رفعها لحقينة السدود في جميع مناطق الجنوب الشرقي والتي كان يهددها الجفاف بتراجع نسبة ملئها إلى مستويات خطيرة”، مؤكدا “الحديث عن انتعاش السدود هو حديث عن تعزيز الأمن المائي”.

وعن أهمية التساقطات الأخيرة، اعتبر الباحث في الشأن البيئي بأقاليم الجنوب الشرقي أن “هذه الكميات المهمة من التساقطات التي تهاطلت خلال نهاية الأسبوع الماضي ستعزز الاحتياطات المائية الموجهة للشرب وحتى للسقي بالنسبة للزراعات والفلاحة الاستراتيجية بالمنطقة”.

وعلى الرغم من أهمية هذه التساقطات على مستوى إنعاش الفرشة المائية، سجل المتحدث ذاته أنه “في مقابل الجوانب المشرقة فإن ملايين الأمتار المكعبة من هذه الموارد المائية ضاعت في رمال الصحراء المجاورة لهذه الأقاليم”، مسجلا أن “ضياع هذه الموارد المالية المهمة راجع إلى غياب استراتيجية بناء سدود في الأماكن التي يمكن أن تجمع مياه التساقطات”.

وانتقد الفاعل المدني في الشأن البيئي “ضعف البينات والمنشآت المائية في أقاليم الجنوب الشرقي على الرغم من الظروف المناخية الصعبة وأزمة الجفاف الحادة خلال السنوات الأخيرة”، مؤكدا أن “هذا الوضع يفوت على الساكنة احتياطات مائية مهمة”.

وعلى سبيل المثال، يتابع المصدر ذاته، أن “الحمولة الكبيرة لوادي درعة الذي يمر على عدد من دواوير أقاليم الجنوب الشرقي سينتهي بها الأمر في رمال الصحراء دون أن نستفيد منها لا على مستوى السقي ولا على مستوى الشرب”، مؤكداً أنه “لو أننا استطعنا أن نحافظ على هذه الكميات الهائلة من الموارد المائية التي أتت بها تساقطات اليومين السابقين لوصلنا إلى قدرة على تأمين ما نحتاجه في الشرب وفي الفلاحة لمدة 10 سنوات”.

ولتفادي تكرار سيناريو السنوات السابقة والاستفادة مما أتاحته هذه التساقطات من احتياطات مائية لتجنب السقوط في أزمة جفاف مماثلة للتي حلت بإقليم زاكورة خلال السنوات القليلة الماضية، أشار أقشباب إلى أنه “سنة 2014 شهدت أقاليم الجنوب الشرقي تساقطات قريبة من حيث الكمية التي شهدتها خلال الأيام الماضية دون أن يتم تدبيرها بالشكل اللازم لضمان استدامتها وبالتالي ضياع جزء كبير منها بعدم ترشيد استعمالها وفسح المجال أمام الزراعات المستنزفة وعلى رأسها زراعة البطيخ الأحمر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News