تربية وتعليم

انتقادات لركوب “وزارة بنموسى” على ميداليات التلاميذ لتلميع المنظومة التربوية

انتقادات لركوب “وزارة بنموسى” على ميداليات التلاميذ لتلميع المنظومة التربوية

بعدما احتل المغرب المرتبة الأولى في الأولمبياد الإفريقية في الرياضيات لسنة 2024، رفضت فعاليات تربوية تسويق وزارة التربية الوطنية على أن هذا النجاح الإفريقي دليل على جودة المنظومة التربوية المغربية، معتبرين أن دور الوزارة في هذا الإنجاز يظل مكملا لمجهود التلاميذ وأوليائهم وبعض أساتذتهم وليس دورا أساسيا.

وتمكن الفريق الوطني المشارك في هذه الأولمبياد، التي احتضنتها فضاءات جامعة ويتواترسراند بمدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 20 غشت 2024، من الحصول على 201 نقطة، وذلك عقب مداولات اللجنة العلمية المنظمة، إذ يعتبر مجموع النقط المحصل عليه رقما قياسيا لم يسبق لأي بلد أن حصل عليه في تاريخ الأولمبياد، حيث حصد المتبارون المغاربة 03 ميداليات ذهبية و03 ميداليات فضية موزعة بين أعضاء الفريق.

نجاح لا يعكس جودة المنظومة

وفي هذا الصدد، نوه الخبير في مجال التربية، عبد الناصر الناجي، بـ”النتائج التي حققها الفريق المغربي في هذا الإنجاز القاري الذي يؤكد تميز التلامذة المغاربة على الصعيد الإفريقي كما كان عليه الحال في الدورة السابقة”، معتبرا أن “هذه النتيجة المتميزة تنسينا نوعا ما المرارة التي شعر بها الجميع حينما لم يتمكن الفريق المغربي من المشاركة لأسباب إدارية في الأولمبياد الدولي للرياضيات الذي جرى مؤخرا في بريطانيا”.

وأكد المتحدث ذاته أن “هذا النجاح الإفريقي لا علاقة له بمستوى منظومتنا التربوية ولا يمكن أن يُسوَّق على أنه دليل على جودتها”، مسجلا أن “جميع الدراسات الوطنية والدولية تؤكد ضعف المستوى العام لتلامذتنا وعدم قدرة أكثر من الثلثين منهم على التحكم في المهارات الأساسية في جميع المواد الدراسية بما في ذلك الرياضيات”.

وعن دوافع رفضه قياس نجاح التلاميذ المغاربة في الأولمبياد الإفريقية في الرياضيات بنجاح المنظومة التربوية المغربية، أشار الناجي إلى أن “خصوصية الأولمبياد تتجلى في انتقاء أفضل التلامذة وتنظيم عدة تربصات إعدادية لتقوية مستواهم بتأطير أساتذة متميزين ولهم خبرة في هذا النوع من المسابقات”.

وأرجع الخبير التربوي فضل هذا التتويج “للمؤسسات التي يدرس فيها التلامذة النبغاء الذين يتم انتقاؤهم للمشاركة ولآبائهم وأمهاتهم”، مستدركا أنه “للوزارة أيضا دور لا يقل أهمية باهتمامها بهؤلاء المواهب وتنظيمها دورات تدريبية لفائدتهم”.

وواصل مفسرا أن “دور الوزارة يظل مكملا للأدوار الأساسية التي تقوم بها الأسر والمؤسسات التعليمية”، منتقدا “غياب آليات لتشجيع المواهب وتطوير مؤهلاتها وانشغال الوزارة بتمكين التلامذة من التعلمات الأساس وبمحاربة الهدر المدرسي والذي قد يتم على حساب التلامذة المتميزين”.

وأورد المهتم بالشأن التعليمي والتربوي أن “المشكل لم يكن أبدا في التلميذ وإنما في المنظومة التربوية التي لم تتمكن من بلورة الآليات الضرورية التي تمكن من تفجير الطاقات الكامنة في كل متعلم وجعله يوظف جميع إمكاناته من أجل التمكن من الكفايات التي يحددها المنهاج الدراسي”.

إنجاز بمجهود فردي

من جانبه، اعتبر أستاذ التعليم العالي خبير في السياسات التربوية العمومية، الحسين زاهدي، أنه “يمكن تشبيه هذا الفوز بما يحققه بعض الرياضيين في مجال الرياضات الفردية في الألعاب الأولمبية”، موردا مثالا في هذا الباب أنه “حينما تتحقق ذهبية أولمبية فهذا لا يعني الجامعة الملكية لألعاب القوى هي التي كانت وراء ذلك”.

وأبرز الخبير في مجال التربية والتعليم أن “المواهب متوافرة والاستعدادات الفطرية موجودة وعناصر النجاح موجودة كذلك وهذا كله رأسمال ثمين وغال لا يحتاج من وزارة التربية الوطنية سوى المواكبة والتتبع وإقرار نموذج دراسي راقي ومتطور”.

وتابع زاهدي في تحليل هذا الإنجاز أن “ما تحقق من نجاح لن يكون أبدا الشجرة التي يراد لها أن تخفي غابة فشل المنظومة التربوية”، مشددا على أن “نجاح المنظومة ينبغي البحث عنه في نسب التمدرس وفي نسب الحد من الانقطاع الدراسي والتعثر المدرسي وفي نسبة اندماج المتخرجين في سوق الشغل وفي الحياة الاجتماعية”.

وأورد المتحدث ذاته أن “نجاح المنظومة والتعليم المغربي يجب أن نجد له انعكاسا في التقويمات الدولية والوطنية الخاصة باللغات والعلوم والرياضيات”، مسجلا أن “النجاحات المعزولة هنا وهناك رغم إيجابياتها فلا يمكن اعتمادها للحكم على حالة ووضعية المنظومة ككل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News