تبون يمهد لعهدة ثانية.. وعود حالمة قديمة واختيار محسوم

كما كان متوقعا، وبمجرد انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات الجارة الجزائر، خرج عبد المجيد تبون محتميا بقبعة “العسكر” لإطلاق وعود اقتصادية وسياسية، الهدف منها محاولته إيهام الشعب الجزائري أن له برنامجا انتخابيا مكتملا، وأنه “تصدر” الانتخابات المرتقبة باختيار من الجزائريين أنفسهم.
وليد كبير، الإعلامي الجزائري المعارض، قال إن هذه الحملة أو “الهملة” الانتخابية “هي مجرد فلكلور يقوم به النظام من أجل الدخول في المرحلة القادمة الممتدة من 2024 إلى 2029”.
وشدد كبير، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، على أن الأمر محسوم لصالح المرشح عبد المجيد تبون، باعتباره مرشح الجيش، والأخير قرر أن “يمدد” ولايته خدمة لمصالحه.
وأفاد أن الوعود التي قدمها تبون، في 2019 لم يف بها لحدود الساعة، متسائلا “كيف سيفي بالوعود التي يقدمها حاليا في “الهملة” الانتخابية، مادامت الوعود السابقة في لائحة الانتظار”.
وأضاف كبير موضحا “ما ينطق به تبون مجرد كلام وهرطقات، أغلبه شعبوي، فكيف له أن يتحدث ويعد بتحقيق الاكتفاء الذاتي العام المقبل فيما يخص القمح، في حين أن الجزائر تستورد ما يفوق 9 ملايين طن من هذه المادة سنويا”.
واعتبر المعارض الجزائري في حديثه للجريدة أن ما ينطق به تبون “هراء وغير واقعي”، مسجلا أنه لم يف حتى بإيصال السكة الحديدية إلى تمراس مثل ما وعد في حملته السابقة في انتخابات 2019 التي أطلق خلالها العديد من الوعود.
ونبه إلى أن جل “الأهداف” المرتبطة بالجانب الاقتصادي للجزائر، أساسا مرتبطة بمداخيل النفط، “فإذا انخفضت مداخيل النفط، لن تتحقق هذه الوعود. وإذا ارتفعت يمكن أن يتحقق البعض منها، والتي غالبا لن تكون بالشكل المطالب به من طرف الشعب الجزائري”.
وختم حديثه: “هذا النظام كرس الرداءة ودأب على أن يمارس سياسة الترفيع وبالتالي لا يمكن الثقة فيه، وتبون مجرد مهرج ومجرد موظف لدى العسكر، اختاروه لكي يكون في الواجهة فهو ليس صاحب القرار والدولة الجزائرية تمت عسكرتها على جميع النواحي والأصعدة”.
وفي أول خرجة له في مستهل حملته الانتخابية، أكد المرشح تبون، من قسنطينة، أنه في حال انتخابه لعهدة ثانية سيواصل ما بدأه وستكون الانطلاقة الحقيقية للجزائر، خاصة وأن العهدة الأولى لم تكن سهلة فقد تزامنت مع جائحة كورونا.
وقال أيضا: “لأول مرة يتقدم رئيس انتخابات رئاسية بالتزامات مكتوبة في 2019، وقد فعلت ذلك حتى لا تصنف بأنها مجرد وعود تنسى”.
وتابع تبون: “أنتم تعرفون الآن جيدا كيف كانت وأصبحت قيمة بلادنا بين دول العالم”.
وأشار تبون إلى أنه حرص طوال عهدته الأولى ألا تكون الجزائر رهينة الديون ولا يمكن لأحد أن يذل الجزائريين، فكل الإنجازات والمشاريع التي قمنا بها من دون أن نتجه إلى الاستدانة الخارجية.
وذكر تبون بأن الإقتصاد الجزائري كان يتذيل الدول الإفريقية، والآن أصبح يحتل المرتبة الثالثة، مشيرا إلى أنه في السنة القادمة ستصل الجزائر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب خاصة القمح والشعير، وبعض الحبوب الأخرى.
وقال تبون: “الجزائر وصلت إلى 4.2% من النمو الاقتصادي وأؤكد أن هذه النسبة لم تصل إليها أي دولة في حوض البحر الابيض المتوسط بما فيها الأوروبية”.
وتعهد تبون بأن الجزائر ستصل إلى 400 مليار دولار من الإنتاج العام في السنوات القادمة.