الهزائم القارية المتكررة للجيش الملكي.. هل يستعيد “العساكر” بوصلة المجد الإفريقي؟
لم يكن مشوار فريق الجيش الملكي على المستوى القاري خلال السنوات الأخيرة مكللًا بالنجاح، ومع الهزيمة الأخيرة التي تلقاها الفريق أمام ريمو ستارز النيجيري بهدفين مقابل هدف واحد في ذهاب الدور التمهيدي لمنافسات عصبة أبطال إفريقيا، يتزايد القلق حول مستقبل الفريق في هذه المسابقة.
الهزيمة القارية الجديدة تطرح عدة تساؤلات حول الأسباب والعوامل التي تقف وراء تراجع الفريق العسكري على الصعيد الخارجي، بعد أن كان يُعد من بين أقوى الفرق الإفريقية في سنوات مضت.
غياب الاستقرار الفني
وأثر عدم الاستقرار الفني سلبًا على أداء “الزعيم” في المنافسات القارية، وذلك في ظل تعاقب المدربين على قيادة الفريق في السنوات الأخيرة، وعدم قدرة الإدارة على الحفاظ على جهاز فني مستقر، أدى إلى تراجع المستوى الفني للفريق، فكل مدرب يأتي بأسلوبه وخططه، ما يعوق بناء فريق متجانس قادر على المنافسة بفعالية.
ضعف التخطيط والاستعدادات
الاستعداد الجيد للبطولات القارية يتطلب تخطيطًا طويل الأمد وتحضيرًا مكثفًا، وهو ما لم يظهر بشكل كافٍ في استعدادات الجيش الملكي.
ضعف التعاقدات وتعزيز الصفوف بلاعبين ذوي خبرة قارية قد يكون أحد العوامل التي ساهمت في ضعف الفريق، وذلك بعدم تمكنه من مواكبة التطور الذي تشهده الفرق الإفريقية الأخرى.
العوامل الذهنية والضغوط النفسية
الضغط النفسي الكبير الذي يواجهه اللاعبون في المباريات القارية، خاصة خارج الديار، يُعتبر أحد الأسباب التي تؤدي إلى تراجع الأداء.
ويتطلب مواجهة فرق قوية في أجواء صعبة إعدادًا نفسيًا وذهنيًا متميزًا، وهو ما يبدو أن النادي العسكري لم يتمكن من تحقيقه بشكل فعال، مما يؤدي إلى ارتكاب الأخطاء وفقدان التركيز في لحظات حاسمة.
ضعف التجربة والخبرة القارية
فريق الجيش الملكي، وبالرغم من تاريخه العريق، يفتقد في الفترة الحالية للاعبين ذوي خبرة كافية في المنافسات القارية.
هذه الخبرة تُعد عاملًا حاسمًا في مواجهة التحديات التي تفرضها الفرق الإفريقية المنافسة، كما أن الاعتماد على لاعبين شباب دون تعزيزهم بعناصر ذات خبرة قارية قد يفسر الصعوبات التي يواجهها الفريق في تجاوز الأدوار التمهيدية.
الإخفاقات المتتالية لفريق الجيش الملكي على المستوى القاري تستدعي وقفة تأملية وتحليلية من قبل إدارة الفريق والجهاز الفني.
ومن خلال عمل النادي على معالجة هذه العوامل بتعزيز الاستقرار الفني، والتخطيط الجيد، وتوفير الدعم النفسي للاعبين، بالإضافة إلى تحسين جودة التعاقدات لجلب لاعبين ذوي خبرة قارية، سيتيح للفريق العودة إلى مكانته الطبيعية على الساحة الإفريقية وتحقيق الطموحات التي تتطلع إليها جماهيره.
