تذمر الأسر وتبريرات مهنيين.. أسعار اللحوم تواصل الارتفاع بالمغرب

أكد أحمد جبلي، رئيس الفدرالية المغربية لقطاع المواشي، الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء خلال الفترة الأخيرة، حيث تضاعف سعر الكيلوغرام ليصل إلى 130 درهمًا، وهو ما أثار قلق العديد من المواطنين والمربين على حد سواء، في ظل تفاقم التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار جبلي إلى أن الأسباب وراء هذه الأزمة راجع لعدة عوامل، أبرزها الجفاف وقلة التساقطات المطرية، والتي أدت إلى انخفاض الإنتاج الزراعي بشكل عام.
كما ارتفعت، وفق المتحدث، أسعار الأعلاف، لتتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة دراهم للكيلوغرام الواحد، مما زاد من كلفة تربية المواشي.
إلى جانب ذلك، أشار جبلي إلى زيادة أسعار الماشية التي يشتريها المربون “فالعجل الواحد اصبح يساوي 22 ألف درهم، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الماء والكهرباء، مما زاد من الأعباء المالية على الفلاحين و المربون”.
وشدد رئيس الفدرالية المغربية لقطاع المواشي، في تصريح لجريدة “مدار21″ الإلكترونية، على ضرورة تدخل الوزارة المعنية بالقطاع لإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة، مشيرًا إلى أن الاستمرار في تجاهل هذه العوامل سيؤدي إلى مزيد من الضرر لقطاع المواشي والمستهلكين على حد سواء.
كما لفت أيضا المتحدث نفسه إلى تراجع أنشطة مربي المواشي نتيجة الصعوبات في الاستيراد، فتعد الشحنات البحرية غير كافية لتلبية الاحتياجات، كما كان في السابق عبر الشاحنات، مما زاد من ندرة اللحوم في الأسواق المحلية. وقد انعكس ذلك في انخفاض نسبة الذبح في مجازر مدينة الدار البيضاء مقارنة بالفترات السابقة.
على الجانب الآخر، عبر مواطنون عن استيائهم الشديد من ارتفاع الأسعار وغياب مراقبة الأسعار في الأسواق، وأمام استغنائهم عن اللحوم الحمراء أصبحت الدواجن سبيلهم الوحيد ليوازنوا نظامهم الغذائي، لكن لهيب الأسعار لم يقتصر على اللحوم الحمراء فقط، بل طال أيضًا الدواجن والأسماك.
وقفزت أسعار الدجاج قفزت إلى 30 درهمًا للكيلوغرام، بينما شهدت أسعار الأسماك زيادات غير مسبوقة، وفقًا لما أفاد به المهنيون في هذه القطاعات. ويعود هذا الارتفاع، بحسبهم، إلى تعدد الوسطاء و”الشناقة” في السوق، بالإضافة إلى زيادة وتيرة التصدير التي ساهمت في رفع الأسعار.
مع هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار بدأت العائلات المغربية تعاني من تآكل مداخيلها، مما دفع البعض إلى الاستغناء عن هذه المواد الغذائية الأساسية كحل لمواجهة لهيب الأسعار. وفي ظل استمرار الأزمة، دعت شريحة واسعة من المواطنين مقاطعة اللحوم الحمراء حتى تعود الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية، مطالبين الجهات المسؤولة بالتحرك السريع لتقديم حلول فعّالة تخفف من حدة الأزمة وتساهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي.