ثقب في الميزانية.. الجامعات الرياضية المغربية تلتهم الملايين دون نتيجة

مع كل فشل رياضي جديد، تتجه الأنظار إلى الجامعات الرياضية المسؤولة، والتي تتلقى دعما سنويا ضخما من ميزانية الدولة دون تقديم الحد الأدنى من النتائج المرجوة، وهو ما تأكد بجلاء من خلال النتائج “الهزيلة والمخيبة” التي حصدتها المشاركة المغربية في أولمبياد باريس 2024.
وبينما شارك المغرب بما يناهز 60 رياضيا في 19 رياضة، لم يحقق سوى “ميداليتين يتيمتين” من خلال حصد البطل سفيان البقالي لذهبية 3000 موانع، إضافة إلى بروزنزية المنتخب الأولمبي المغربي، بين عادت باقي الرياضات بدون نتيجة.
وتأتي هذه النتائج المخيبة في وقت تخصص الدولة المغربية ميزانيات كبيرة لدعم الرياضة من خلال وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية، مع تكليف كل جامعة رياضية بتنظيم وتطوير الرياضة التي تشرف عليها وطنيا.
وتنص المادة 26 من الدستور المغربي على تخصيص دعم لمختلف الرياضات، إذ تشير إلى أن “السلطات العمومية تعمل على تقديم الدعم اللازم لتنمية الأنشطة الثقافية والفنية، والبحث العلمي والتقني، وتعمل على تطوير الرياضة وتشجيعها. كما تعمل على تأطير هذه المجالات في إطار استقلالية تامة، وعلى أساس ديمقراطي ومهني منضبط”.
وبالنظر إلى قوانين المالية الأخيرة، فإن الوزارة الوصية وجهت 2.9 مليار درهم من المنح بين عامي 2020 و2022 للجامعات الرياضية الوطنية البالغ عددها 55 جامعة.
وشملت هذه المنح ما يناهز 846.13 مليون درهم في عام 2020 و727.19 مليون درهم في عام 2021 و1.32 مليار درهم في عام 2022.
ومن جهة أخرى، تحصل الجامعات الرياضية على منح من صندوق التنمية الوطنية للرياضة (FNDS)، الممول من طرف المغربية للألعاب والرياضة بقيمة 800 مليون درهم في عام 2024. هذا بالإضافة إلى مختلف المساهمات من الرعاية والإعلانات وبيع التذاكر.
وبالرغم من الميزانيات والتمويل المرصود إلا أن النتائج الأولمبية للمغرب توصف بالهزالة على مدى عدد من المشاركات السابقة، ذلك أن المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، لم يحقق المغرب سوى ميدالية ذهبية واحدة بفضل سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع. وفي الألعاب الأولمبية بباريس 2024، لم يحقق المغرب سوى ميداليتين.
هذه الحصيلة المتراجعة أثارت جدلا واسعا، ودفعت فرقا برلمانية إلى استدعاء شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وفيصل العرايشي، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، إضافة إلى رؤساء الجامعات الرياضية المغربية، لبحث أسباب الفشل المسجل.
وانتشرت مطالب عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو رؤساء الجامعات إلى الاستقالة من مناصبهم، لا سيما وأن كثيرا منهم عمروا لسنوات طويلة في غياب المحاسبة نظير النتائج المحققة.