دولي

ماكرون: ستكون هناك توترات أخرى مع الجزائر وواجبي مواصلة ما بدأته

ماكرون: ستكون هناك توترات أخرى مع الجزائر وواجبي مواصلة ما بدأته

لا يبدو الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نادما على التصريحات التي شكك فيها في وجود “أمة جزائرية” قبل الاستعمار الفرنسي، عندما أكد أنه سيواصل العمل الذي بدأه دون اكتراث لما أحدثته تصريحاته الأخيرة من سخط لدى الجزائريين، متوقعا حدوث توترات مماثلة مستقبلا.

وقال ماكرون خلال حوار أجراه اليوم (الثلاثاء) مع إذاعة “فرانس إنترناسيونال”: “ستكون هناك حتما توترات أخرى. هذه مجرد قصص عن جرحى ومصابين (إبّان الحرب). المشكلة هي أن العديد لا يمكنهم التوفيق بينها. لكننا جميعا في البلد نفسه، وبالتالي يجب أن يكون لدينا مشروع وطني يدمجنا”.

وباشر ماكرون، أول رئيس فرنسي مولود بعد حرب الجزائر (1954-1962)، عملا غير مسبوق على ذاكرة الحرب التي ما زالت أليمة في نفوس ملايين الفرنسيين والجزائريين.

ومع اقتراب ذكرى بعض الأحداث المهمة، مثل القمع الدموي للمتظاهرين الجزائريين في باريس في 17 أكتوبر 1961 وتوقيع اتفاقيات “إيفيان” في 18 مارس 1962، كثّف ماكرون المبادرات المتصلة بالذاكرة.

فقد كلف المؤرخ بنجامان ستورا بوضع تقرير حول الحرب وسبل مصالحة ذاكرة البلدين، واعترف رسميا باغتيال فرنسا المحامي الجزائري، علي بومنجل، عام 1957 وأعاد رفات مقاومين جزائريين من القرن التاسع عشر وطلب “العفو” من الحركيين الجزائريين، الذين ساعدوا الجيش الفرنسي، عن الطريقة التي عاملتهم بها باريس بعد الحرب.

ويرى الرئيس الفرنسي أنه يقوم بـ”عمل معمّق مع الشباب الفرنسي والفرنسي الجزائري. وبالتالي، نقول لبعضنا أمورا ليست مرضية لنا أنفسنا”، وأضاف “لم أراع (الفرنسيين) في ما يتعلق بتاريخنا الخاص”.

وتابع “حين طرح علي السؤال حول كيفية تلقي تقرير بنجامان ستورا في الجزائر، اضطررت إلى قول الحقيقة للرئيس تبون، تباحثنا في المسألة وهو شخص أثق به. أدلى بكلام ودي ومتناسب”، لافتا إلى أنه في الجزائر “قام كثيرون بالإساءة إلى بنجامان ستورا وتهديده أحيانا إثر هذا التقرير. لن نتظاهر بأن ذلك لم يكن أمرا يذكر”.

واعتبر أن مسألة العمل على الذاكرة “هي في الأساس مشكلة فرنسية-فرنسية” مؤكدا “علينا مواصلة هذا العمل بكثير من التواضع وكثير من الاحترام”.

لكن ماكرون لم يعد في حواره اليوم الثلاثاء، بعد أربعة أيام من تصريحاته المثيرة للجدل لصحيفة “لوموند”، إلى أكثر تصريحاته التي خلفت استياء لدى الرأي العام الجزائري والتي شكك فيها في وجود “أمة جزائرية” قبل الاستعمار الفرنسي.

وجاء في قسمها الذي نقلته “لوموند”: “بناء الجزائر كأمة ظاهرة تستحق النظر. هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال. كان هناك استعمار سابق. أنا منبهر من قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماما الدور الذي أدته في الجزائر والهيمنة التي مارستها” زمن الامبراطورية العثمانية.

وتحدث ماكرون، بحسب الصحيفة، عن “تاريخ رسمي أعيدت كتابته بالكامل.. ولا يستند إلى حقائق” بل إلى “خطاب يقوم على كراهية فرنسا”.

لكن ماكرون تحدث في حواره مع “فرانس إنترناسيونال” عن أنه يتمنى “حصول تهدئة، لأنني أظن أنه من الأفضل التحاور والمضي قدما” داعيا إلى “الاعتراف بالذاكرات كلها والسماح لها بالتعايش”.

زكانت الجزائر قد استدعت سفيرها للتشاور بباريس بعد تصريحات الرئيس الفرنسي، قبل أن تحظر عبور الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل والصحراء فوق أجوائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News