دولي

شحّ الوقود وانقطاع الكهرباء واضطراب الإمدادات.. العالم يرزح تحت فوضى كورونا

شحّ الوقود وانقطاع الكهرباء واضطراب الإمدادات.. العالم يرزح تحت فوضى كورونا

انقطاع التيار الكهربائي في الصين وفوضى في محطات الوقود في بريطانيا ومصانع متوقفة عن العمل. يهدد نقص المحروقات والاضطرابات في سلاسل الخدمات اللوجستية بإعاقة انتعاش الاقتصاد العالمي بعد الركود الناجم عن أزمة “كوفيد-19.”

شهد الأسبوع الماضي نماذج جديدة من الصعوبات التي تعيق الإمدادات في العالم؛ فالصين تعاني من نقص كبير في الفحم الحجري لتشغيل محطاتها الكهربائية، أما المملكة المتحدة فليس لديها عدد كاف من السائقين لقيادة الشاحنات لتوصيل الوقود والمواد الغذائية وسلع أخرى، وفي كافة أنحاء أوروبا، تسجّل أسعار الغاز ارتفاعا حادا لأن العرض لا يكفي لتلبية الطلب.

يقول الباحث في معهد “بروغل “في بروكسل، نيكلاس بواتيي، إن “الخطر هو أن يتباطأ النمو رغم إعادة فتح الاقتصادات، لأننا لن نتمكن من إنتاج ما يطلبه الناس”.

وتُبيّن الإحصاءات الصعوبات الاقتصادية الحالية، قد شهدت الصين انكماشا في نشاطها الصناعي في شتنبر الماضي للمرة الأولى منذ مطلع العام.

وفي فرنسا ومنطقة شيكاغو، سجّل النشاط الصناعي الشهر الماضي حدّه الأدنى منذ أوائل العام 2021، كما أن الإنتاج الصناعي تراجع في اليابان في غشت للشهر الثاني على التوالي.

وترخي الصعوبات في التزوّد بالمواد الأولية بثقلها على القدرات الإنتاجية للشركات، وقد تأثرت صناعة السيارات بشكل خاص بسبب نقص بعض الرقائق. وخفّضت شركة “تويوتا” توقعاتها للإنتاج الشهر الماضي كما أن مجموعة “ستيلانتس” (بيجو وفيات…) ستغلق مصنعا لها في ألمانيا لصناعة سيارات “أوبل” مطلع العام 2022، مشيرة إلى وضع “استثنائي”.

قد يخسر القطاع 210 مليارات دولار من رقم أعماله هذا العام، أي قرابة ضعف توقعات مطلع العام، بحسب التوقعات الأخيرة لشركة “أليكسبارتنرز”.

ودق ناقوس الخطر أيضا في قطاع الملابس، إذ تحدثت شركة “إتش آند أم” السويدية العملاقة للملابس الجاهزة، الخميس الماضي، أثناء عرض نتائجها عن “اضطرابات وتأخيرات في توصيل المواد” في شتنبر المنصرم.

وتواجه مجموعة “إيكيا” السويدية العملاقة من جهتها، صعوبات بسبب نقص في عدد الموظفين في قطاع النقل وأسعار المواد الأولية.

ووسط ضغوط قوية مرتبطة بانتعاش الاقتصاد في مرحلة ما بعد “كوفيد”، ارتفعت تكلفة الشحن بمقدار خمسة أضعاف خلال عام للسفر من الصين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وفق مؤشر “فريتوس” في بورصة البلطيق.

ويوضح جايكوب كيركيغارد، الباحث في معهد “بيترسون” بواشنطن، أنه من الصعب بالنسبة لقطاع الحاويات التكيّف بسرعة مع الصدمات، إذ إن حاملات الحاويات تشهد أيضا نقصا خطيرا.

لكنّه يرى أنه ينبغي تحليل هذا الوضع “كخطر تأخر الانتعاش الاقتصادي.. لا أعتقد أن الصدمة ستكون قوية بما فيه الكفاية لتؤدي إلى عودة إلى الركود”.

من جانبه، يؤكد نيكلاس بواتيي أن “معظم هذه المشاكل يجب أن تُحل على المدى المتوسط”، متحدثا عن احتمال أن نشهد عدة فصول من الاضطرابات.

ويعتبر رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، جيروم بأول، أن هذه الصعوبات يمكن أن تكون “أكبر وأطول من تلك المتوقعة”.

حتى ذلك الوقت، من الممكن تخفيف الاكتظاظ في بعض المرافئ على غرار مرفأ لوس أنجلوس. وقد يتحسّن الوضع أيضا في مراكز إنتاج مهمة على غرار تلك المتواجدة في فيتنام، التي خرجت للتو من إغلاق استمر ثلاثة أشهر في مدينة هو شي مينه، الرئة الاقتصادية للبلاد.

لكن في الوقت الحالي، ما زال الوباء يتحكم بالأمور. تقول كاتبة مدوّنة “كوبولا كومنت” المالية، فرانسس كوبولا، إن “في المملكة المتحدة أو في أوروبا، يتصرّفون كما لو أن الوباء انتهى”. وتضيف أن “التجارة الدولية لا يمكن أن تعود إلى وضعها الطبيعي طالما ما زال في بعض الدول ناس يموتون جراء كوفيد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News