جوزيف زينباور.. صانع أفراح الرجاويين ومهندس نجاحات “النسور”
لم يتوقع أكثر المتفائلين أن المدرب الألماني جوزيف زينباور الذي أعلن فريق الرجاء الرياضي عن تعاقده معه خلفا للتونسي منذر الكبير في يونيو 2023، سيجد مفاتيح قفص النسور الذي منعها من التحليق في سماء البطولة الاحترافية وأزاحها عن منصات التتويج لأربع سنوات، ليقود رفاق أنس الزنيتي نحو مجد تحقيق ثنائية البطولة وكأس العرش خلال موسم لم يكن سهلا على “القلعة الخضراء”.
ولعل “الغياب عن التدريبات” الذي كان السبب وراء إقالة إدارة فريق الرجاء الرياضي للمدرب التونسي منذر الكبير، شكل فأل خير للنادي بعدما استقدمت إدارته لمدرب ألماني سبق له وأن فرض التعادل على فريق بايرن ميونخ بقيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا، وتمكن من التفوق على تكتيك يورغن كلوب، مدرب بوروسيا دورتموند الألماني، حينما كان يترأس الطاقم الفني لفريق هامبورغ الألماني.
“أنا سعيد بحضوري هنا، لدي اضطلاع جيد بالنادي والمدينة والجماهير، وأمتلك تجربة سابقة مع الجماهير، حينما واجهتهم سابقا، أنا هنا لإعادة التوهج للنادي وتحقيق النجاحات والألقاب”، كانت العبارات الأولى التي وجهها زينباور إلى الجماهير الرجاوية بمجرد تعيينه مديرا فنيا للفريق، والتي أظهرت بجلاء تطلعه لإعادة النادي الأخضر إلى القمة التي لطالما تعود عليها عشاقه.
وبالرغم من خسارة صاحب الـ54 عاما مباراته الأولى مع الرجاء ضد فريق نهضة بركان في نهائي كأس العرش بهدف نظيف، إلا أن الجولة الاستعدادية التي واجه خلالها النسور كلا من فرق شباب بلوزداد، والكويت، والوحدة والنصر ضمن مسابقة كأس الملك سلمان للأندية الأبطال، أتت أكلها حينما دخل رفاق المهدي موهوب منافسات البطولة الاحترافية بقوة بعد تحقيقهم الفوز بثلاثية مقابل هدف وحيد أمام يوسفية برشيد، قبل خروجهم بتعادلين مهمين أمام الجيش الملكي والمغرب الفاسي.
مع مرور الدورات واحتدام المنافسة على مقدمة ترتيب البطولة الاحترافية، تبين أنه وبعد تجديد دماء “النسور” لم يكون سهلا على فريق الجيش الملكي الدفاع بأريحية على لقب الدوري، وذلك ما تحقق حينما استغل رجال زينباور تعادل “الزعيم” في مباراته ضد المغرب التطواني، لتصدر جدول الترتيب بعدما فازوا على الوداد الرياضي بمباراة الديربي بهدف للاشيء.
المسيرة التدريبية لابن مدينة شواندورف الألمانية، سبقها تمرس في عدة فرق ألمانية، والتي كان أبرزها فريق ماينز، قبل أن يستهل مساره التدريبي، بترأسه للأطق الفنية لعدة فرق قبل أن يتولى تدريب الفريق الثاني في هامبورغ، ومن ثم الفريق الأول في شتنبر من عام 2014.
ورغم تحقيق جوزيف زينباور لـ24 نقطة خلال 23 مباراة خاضها في البونديسليغا، إلا أن إدارة هامبورغ فسخت سريعا الاتفاق الذي يجمعها بالمدرب الألماني في مارس 2015 بعد حصوله على نقطتين فقط من ست مباريات.
رحلة أخرى لزينباور مع فريق سانت غالن السويسري بدأت في شتنبر 2015، حتى ماي من سنة 2017، لكنه لم ينجح وتم إنهاء عقده بعد سلسلة من الهزائم.
ولم تمنع نتائجه المتواضعة في أوروبا، من مواصلة زينباور لمساره التدريبي، ليختار هذه المرة القارة السمراء كوجهة له، وذلك بغرض تجديد الدماء والتعرف أكثر على الكرة الإفريقية، حينما دخل إليها من بوابة نادي أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي منذ دجنبر سنة 2019 إلى أبريل من عام 2021، محققا خلالها المركز الثالث مع فريقه مرتين، كما توج بمسابقة كأس MTN 8K في نسختها لسنة 2020.
كما تولى جوزيف زينباور تدريب فريق لوكوموتيف موسكو الروسي، إلا أن تحقيقه للفوز مع فريقه في مبارتين فقط من أصل اثنتي عشرة مباراة في الدوري الروسي، إلى جانب ثلاث تعادلات وسبع هزائم، وخسارته جميع المباريات الخمس الأخيرة، وآخرها بهزيمة 4-0 أمام فريق سوشي، حالت دون استمراره على رأس الطاقم التقني للفريق ليقال من منصبه في أكتوبر من عام 2022.
