دولي

توقعات بإمكانية إنجاز مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا قبل مونديال 2030

توقعات بإمكانية إنجاز مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا قبل مونديال 2030

عاد موضوع مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا عبر النفق البحري الأيام القليلة الماضية إلى الواجهة، بعدما تداولت وسائل إعلام دولية كثيرة إمكانية تجهيز هذا المشروع قبل التنظيم المشترك لمونديال 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.

ويسابق المغرب وإسبانيا الزمن من أجل تسريع دراسات إنجاز مشروع النفق البحري،الرابط بين البلدين عبر مضيق جبل طارق، ليكون جاهزا قبل استضافة المنافسات القارية التي ستكون حدثا استثنائيا يربط إفريقيا بأوروبا.

وحول ما يمكن أن يحدثه المشروع من ثورة حقيقية على مستوى البلدين، كشفت صحيفة “نيوزويك” الأمريكية، عن معطيات جديدة تتعلق بالمشروع الضخم، أهمها إمكانية تجهيزه قبل متم عام 2030 الذي سيشهد المنافسات الكروية لكأس العالم لكرة القدم.

وأضافت أن هذا المشروع الذي يعتبر من بين أكثر المشاريع طموحا في مجال الهندسة المدنية العالمية، والذي يبلغ طوله حوالي 27 كيلومترا، بين مدينتي بونتا بالوما في إسبانيا ومالاباتا في المغرب، سيسمح بنقل الركاب والبضائع بين المحطتين عبر القطارات المكوكية للمركبات والشاحنات وكذلك قطارات الركاب.

وتابعت أنه من المتوقع أن تتجاوز تكلفة هذا المشروع 6 مليارات يورو، مما يجعله واحداً من أكبر الاستثمارات في البنية التحتية في المنطقة.

وتعليقا على الموضوع، يرى الحسين أولودي، باحث في الجغرافيا السياسية، أن العلاقات الأخيرة بين المغرب وإسبانيا، كشفت عن الشراكة القوية بين البلدين خاصة في مجال الصيد البحري والتعاون الفلاحي وأهمية البحث الزراعي، بالإضافة إلى المبادلات التجارية وحجم نموها وتطورها سنة بعد سنة، إلى جانب الاستثمارات الاستبانية بالمغرب واستقرار بعض الشركات، والاستعانة باليد العاملة في عقود العمل بين البلدين.

وتابع ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذه الشراكات والاتفاقيات تبرهن عن مظهر من مظاهر توطيد العلاقات الإيجابية التي أضحت تربط الرباط بمدريد، مضيفا أن المغرب سيحصد ثمارها في النفق البحري الذي سيسجل نموا اقتصاديا تنتفع منه أروبا وأفريقيا.

ولفت أولودي، بأن العام الماضي ‘‘شهدنا تبادلا للرسائل بين الملك محمد السادس و رئيس الحكومة الاسبانية التي تلتها زيارات لكبار المسؤولين بالبلدين’’، وهذا ما يعكس حسبه حجم التطور الإيجابي للعلاقات المغربية الاسبانية خاصة من من جانب الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.

مسار تطور هذه العلاقات حسب الباحث في الجغرافيا السياسية، طبعه المشروع الجديد المتعلق بالنفق البحري الذي سيضمن ملامح استقرار العلاقات وتعبيد الطريق نحو تطوير الأنشطة الاقتصادية التنموية وبالتالي خلق مناخ جيد يليق بمجال الأعمال، وكذلك تشجيع الاستثمارات المرتبطة بالاستقرار السياسي والأمني.

وانطلاقا من التقارير والتحليلات الصادرة عن المراقبين الاقتصاديين، يضيف أولودي أن الكل ‘‘يؤكد على أهمية هذا المشروع الكبير من حيت انتعاش اقتصاد القارتين ودينامية المشاريع المرتبطة بها’’.

وحول التأثيرات الاقتصادية الكبيرة على المنطقتين وأهميتها، أبرز المتحدث ذاته، أن ثمار هذا المشروع الكبير لن يستفيد منها المغرب واسبانيا فقط، كشريكين متعاونين في المشروع الاستراتيجي الكبير، وإنما جل مشاريع التنمية الاقتصادية على مستوى دول القارتين الأوروبية بشكل عام والأفريقية بشكل خاص.

هذا وينضاف إلى ذلك أن التقييم الاقتصادي والاجتماعي لنتائج هذا النفق المهم حسب المصدر ذاته، سيسهم في اكتشاف المنطقة الجيولوجية البحرية القارية لضفتي المتوسط، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والكفاءات عبر التعاون والشراكة بين المدارس والمراكز لإنجاح هذا المشروع الضخم، يضيف المصدر ذاته.

وخلص إلى أن اللبنة الأساسية لمشروع الربط القاري عبر مضيق جبل طارق تعود إلى اللقاء بين المغفور له الحسن الثاني والملك الاسباني السابق خوان كارلوس سنة 1979، حيث ظهرت حسبه ملامح هذا المشروع، من خلال اللقاء الذي جمع الطرفين، وأبان عن رغبتهما في إخراج هذه الفكرة إلى الواقع لما فيها من مصلحة اقتصادية واجتماعية وتنموية للبلدين، وبرهان كذلك لعربون عمق العلاقات بينهما وتطوير الشراكة الاقتصادية والتجارية والسياسة وتعميق العلاقات التاريخية القديمة-الجديدة.

جدير بالذكر، أن صحيفة “لاراثون” أوضحت سابقا أن شركة دراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق “Secegsa”، هي المسؤولة عن دراسة المشروع من الجانب الإسباني، وأكدت أن مشروع الربط الثابت بين المغرب وإسبانيا عبر النفق البحري يمكن الانتهاء من أشغال بنائه في غضون 5 سنوات.

ويهدف المشروع إلى إنشاء نفق تحت البحر بين إسبانيا والمغرب سيربط بين البلدين عبر مضيق جبل طارق، ومن المتوقع أن يكون جاهزا قبل عام من انطلاقة كأس العالم سنة 2030، وفق الجريدة الإسبانية.

وسيكون إنهاء مشروع الربط الثابت بين المغرب وإسبانيا قبل كأس العالم المقررة سنة 2030 دفعة قوية للملف المغربي، سيما الجانب المتعلق بتنقل الجماهير الذي يوليه الاتحاد الدولي للعبة أهمية كبيرة في الملفات المشتركة، إذ سيوفر الربط السككي بين العاصمة الاقتصادية للمملكة ومدريد تدفقا سلسا لأنصار المنتخبات من وإلى المغرب لمشاهدة المباريات، سيما أن مدة الرحلة لن تتجاوز 5 ساعات وفق تقديرات أولية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News