مجتمع

بأثمنة “مقبولة”.. النقل السياحي يُخلِّص الطلبة من “جشع” شركات النقل

بأثمنة “مقبولة”.. النقل السياحي يُخلِّص الطلبة من “جشع” شركات النقل

بسبب الغلاء “الفاحش” الذي تعرفه أسعار تذاكر السفر بمحطات النقل الطرقي قبيل عيد الاضحى، وفرت شركات النقل السياحي عشرات الحافلات في مبادرة لنقل طلبة كل من مدن طاطا وزاكورة وتنغير إلى مدنهم الأصلية، وذلك بعدما رفضوا اقتناء التذاكر التي تضاعفت أسعارها بأكثر من ثلاث مرات عن سعرها العادي وطلبوا تدخل والي جهة سوس ماسة قصد تمكينهم من السفر إلى مدنهم بأثمنة مقبولة.

وقال رئيس الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي، محمد بامنصور، إن “هذه مبادرة تأتي من جانب والي جهة سوس ماسة نظرا لحاجيات الطلبة من حيث التنقل إلى مدنهم الأصلية لقضاء عطلة العيد وإحياء شعيرة عيد الأضحى مع أقاربهم وأهلهم”، مشيرا إلى أنه “لولا هذه المبادرة لما تمكن عدد منهم من السفر إلى مدينته بسبب الأثمنة الخيالية التي تحددها شركات النقل بالمحطات الطرقية بالتزامن مع قرب الاحتفال بهذه المناسبة”.

وأضاف بامنصور، في تصريحه لجريدة “مدار21″، أن “هؤلاء الطلبة توجهوا بشكل حضاري ومباشر إلى والي الجهة للاحتجاج على هذه التذاكر الباهضة الثمن”، مشددا إلى “أن الوالي لم يتأخر في الاستجابة لطلبهم وطلب مساعدة شركات النقل السياحي من أجل نقل هؤلاء الطلبة بأثمنة مقبولة”.

“لم نتردد في الاستجابة لدعوة السلطات المحلية بمساعدة هؤلاء الشباب”، يُلحُّ المتحدث ذاته، ويواصل مشددا على “أننا احتسبنا ثمن التذكرة بأقل من 50 في المئة من السعر الذي تطلبه شركات النقل الطرقي بالمحطات العادية”.

وعن تنظيم هذه العملية، أورد بامنصور أنه “تم في أحسن الأحوال بفضل سهر مصالح الأمن الوطني والسلطات المحلية على إنجاح هذه المبادرة الطيبة”، مذكرا بأن “عمليات نقل الطلبة لازالت مستمرة إلى حدود اليوم، أي ساعات قبل حلول يوم عيد الأضحى المبارك”.

وعن غايات المشاركة في هذه المبادرة، يسترسل المسؤول في فيدرالية النقل السياحي أنه “لم تُحرِّكنا الأغراض الربحية لإسداء هذه الخدمة وإنما غايتنا هي إنجاح هذه المبادرة الوطنية الحسنة ومساعدة الطلبة الذين استعصى عليهم أداء الأسعار المرتفعة لتذاكر النقل الطرقي قبل عيد الاضحى”، مشددا بلغة دارجة على “أننا مارابحين مخاسرين”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “السلطات المحلية ألحت على توفير هذه الحافلات بالقرب من الأحياء الجامعية والحرص على توفير الظروف والشروط اللازمة والكافية لضمان راحة الطلبة وذلك بثمن رمزي”.

وتابع أن “مصالح وزارة النقل تجندت هي الاخرى في عين المكان لتقديم الرخص لكل حافلة أكملت العدد المطلوب من الطلبة المسافرين”، موردا أن “الطلبة استحسنوا حافلات النقل السياحي لكونها مريحة أكثر من حافلات شركات النقل التي تطلب أثمنة تعجيزية لهؤلاء الشباب”.

وعلى مستوى الأسعار التي نقلت بواسطتها شركات النقل السياحي هؤلاء الطلبة إلى مدنهم مقارنة مع أسعار شركات النقل، فقد لفت بامنصور إلى “أننا حددنا 180 درهم للطلبة المتوجهين إلى مدينة زاكورة عوض 360 درهم المحددة في معظم شركات النقل في محطات النقل الطرقي و120 درهم إلى مدينة طاطا عوض 250 درهم، في حين اشتغلنا بثمن 200 درهم عوض 400 الدرهم بالنسبة للطلبة المتوجهين إلى مدينة تنغير”.

ولدى سؤال “مدار21” حول التنسيق مع السلطات المحلية والجهوية بخصوص رحلات العودة إلى مدن الدراسة بعد العيد، أبدى المحدث ذاته استعداد أرباب شركات النقل السياحي للتجاوب مع مبادرة إعادة الطلبة الذين لم ينهوا بعد موسمهم الجامعي، مشددا على “أننا نجدد تأكيدنا على أننا لا نسعى إلى تحقيق الأرباح بقدر ما نرغب في توفير النقل اللازم الذي يلبي حاجيات الطلبة في حدود قدرتهم الشرائية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News