“ليديك” البيضاء على صفيح ساخن والمستخدمون يصعدون ضد “الإقصاء”

ما يزال عمال ومستخدمو إضافة إلى متقاعدي شركة “ليدك”، المفوض لها تدبير خدمات الماء والكهرباء والتطهير السائل بالدار البيضاء والمحمدية، يرفضون المس بمكتسباتهم ويصعدون النضالات من أجل محاسبة “مبددي المال العام” بالشركة المذكورة وفق تعبيرهم.
تجاهل كل الأطراف المعنية جعل تنسيقية متقاعدي ومزاولي شركة “ليدك”، المكونة من جمعية الوفاء للكهرومائيين، جمعية الأعمال الاجتماعية الصحوة، جمعية سند المتقاعد، واللجنة المنظمة الإنتقالية التصحيحية لحراك المزاولين، تطرح جل الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها القطاع سواء في المجال الاجتماعي والتعاضدي والحقوق المسلوبة للمتقاعدين والمزاولين.
تنسيقية عمال ومستخدمي الشركة السالفة الذكر، عبروا ضمن بلاغ تتوفر “مدار 21” على نسخة منه، عن استعدادهم لخوض وقفة احتجاجية يوم الأربعاء 26 يونيو 2024 بالدار البيضاء، مطالبين في الوقت ذاته بمحاربة الفساد والمفسدين، والدفاع عن قضايا المتقاعدين والمزاولين.
صحيح حسن، مندوب العمال بشركة ليديك، أكد أن الهدف من تصعيد الاحتجاجات يتجلى في ربط المسؤولية بالمحاسبة، مبرزا أن عمال الشركة المذكورة يستنكرون ما آلت إليه مطالبهم وأوضاعهم “المزرية”.
وأوضح ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذه المحاسبة يجب أن تشمل “مبددي أموال شركة ليديك، منهم رئيس تعاضدية وكالات وشركات التوزيع الذي شدد على ضرورة مساءلته على ما آلت إليه تعاضدية عمال الشركة المذكورة.
وأشار إلى أن هاته المساءلة يجب أن تشمل أيضا رئيس جمعية المشاريع الاجتماعية لوكالات وشركات التوزيع، مبرزا أن مساهمات شركات التوزيع هاته تصل إلى 30 مليار سنويا، والعمال لا يستفيدون شيئا من الصندوق الذي تم الإعلان عن إفلاسه، يضيف المتحدث ذاته.
وقارن مندوب العمال التعويضات التي يتلقاها المستخدمون بالشركة شهريا بالدار البيضاء، بالتعويضات الأخرى التي يتلقاها العمال بفروع شركة “ليديك” بالمغرب، موضحا انعكاس هذه التعويضات “الهزيلة” حسبه على الوضع المعيشي للعمال والمستخدمين والمتقاعدين كذلك، ومطالبا بضرورة تعميمها على عمال الدار البيضاء أيضا.
ويرى الفاعل النقابي أن الشركة المذكورة الموجود مقرها بالدار البيضاء تعيش “الحيف والإقصاء”، ويطالب عمالها بـ”سحب الثقة عن المكتب النقابي الحالي الذي لا يمثل العمال والسبب في تدهور أوضاعهم المعيشية”.
وتابع أن بعض الجهات أجهزت على صناديق التعاضدية، وتم إفلاسها بشكل نهائي، معبرا عن رفضه في الوقت ذاته لمذكرة جاءت بها تعاضدية الشركة والتي تم تمريرها دون موافقة العمال والمتقاعدين، واصفا إياها بـ”المشؤومة”.
من جانبه، أوضح عبد اللطيف دين، متقاعد بشركة “ليديك”، أن بعض النقابيين الممثلين للشركة المذكورة “استحوذوا على جمعيات الشؤون الاجتماعية وكذا التعاضدية، ونتيجة لسوء تسييرهم تم الإجهاز على الجمعية وحقوق المتقاعدين بها”.
وشدد ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذا القطاع يعد من أغنى القطاعات، مبرزا في المقابل الاقتطاعات التي تنال من أجور المتقاعدين بالشركة.
وطالب المتحدث ذاته، برحيل النقابيين والمسؤولين عن تدهور أوضاع شغيلة “ليديك”، بالإضافة إلى التحقيق معهم ومحاسبتهم على الخروقات التي تسببوا بها للشركة وعمالها.
وأردف أن “إجهاض” النقابيين للعديد من المكتسبات التي تم منحها لعمال الشركة سنة 2011، منها زيادة مالية قدرها 600 درهم، لم يتم ضخها في وعاء صندوق التقاعد.
وطالب باسترجاع هذه الحقوق المهضومة حسبه، مستنكرا مذكرة وزارة الداخلية التي أجهضت جمعية الشؤون الاجتماعية وفوضت حسبه التسيير المالي لإدارة “ريضال” والتسيير المالي للشؤون الاجتماعية لإدارة “ليديك”.
وخلص إلى أن الاحتجاجات هي الحل، معلنا عن استمرارها إلى حين تحقيق المطالب ورحيل النقابيين واسترجاع الأموال المهضومة، يؤكد عبد اللطيف.
جدير بالذكر، أن عمال ومستخدمي الشركة السالفة الذكر، احتجوا الأيام القليلة الماضية أمام جمعية المشاريع الاجتماعية للمكاتب المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالدار البيضاء، تعبيرا عن استيائهم لما طال مكتسباتهم التي راكموها بسبب سوء التدبير.
وطالبوا خلال الوقفة الاحتجاجية ذاتها بتشديد محاسبة “نقابيين فاسدين” بتعاضدية وجمعية الأعمال الاجتماعية بالوكالة المستقلة.