مجتمع

المهن الموسمية بالبيضاء…”مُسَكنات” الشباب لمحاربة “شبح” البطالة

المهن الموسمية بالبيضاء…”مُسَكنات” الشباب لمحاربة “شبح” البطالة

على عادة فترة اقتراب الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في كل سنة، تنتعش التجارة المؤقتة والمهن الموسمية الصغيرة، وتعود إلى واجهة العديد من المدن المغربية أنشطة تجارية “شعبية” لتخلق دينامية اقتصادية حقيقية وأجواء احتفالية خاصة واستثنائية.

وعلى الرغم من أن هذه الأنشطة الصغيرة والمؤقتة تنتعش في رمضان وفي مناسبة عيد الأضحى فقط، إلا أنها تظل مشاريع ربحية للشباب الذين يعانون من البطالة وقلة الفرص.

بالدار البيضاء، وعلى غرار العديد من مدن المملكة، يتم الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى داخل البيوت وأيضا في الأحياء التي تتحول إلى فضاءات تعج بالمواطنين من أجل التبضع في أجواء من الفرحة والأخوة تعكس التشبث الراسخ بالتقاليد والعادات الأصيلة.

طه، بائع فحم بسوق طارق بالبيضاء، أوضح أن هذه المهنة تعد سنوية اعتاد على ممارستها والاشتغال بها منذ الصغر، ويعد “العيد الكبير”، حسبه، فرصة لتجديدها ولربح مداخيل خاصة ولو كانت قليلة.

وعن أنواع الفحم التي تلقى غقبالا خلال هذه الفترة، يرى طه في تصريح لجريدة “مدار 21” الإلكترونية، أن فحم “ميموزا” و “الكاليبتوس” من بين الأنواع الممتازة والسريعة الاشتعال، والتي يتناسب ثمنها مع القدرة الشرائية للمواطنين.

وأشار طه إلى وفرة الإقبال في هذه الأيام الأخيرة، التي تسبق مناسبة عيد الأضحى، عكس الأيام القليلة الماضية التي تبتدأ فيها رحلة البحث عن أكباش عيد الأضحى.

ولفت بأن هذه المهنة الموسمية تنعش جيب الشباب المغربي الذين يعاني البطالة، وذلك راجع حسبه إلى انعدام البديل.

وبالنسبة لمحمد، وهو شاب يمتهن صناعة وبيع الفخار ومستلزمات العيد بالمنطقة ذاتها، فإن بيع كل مايتعلق بعيد الأضحى، هو مناسبة سنوية اعتاد الشباب الذين يعانون البطالة على القيام بها.

وعلى الرغم من أنها تدخل ضمن “اقتصاد الظل” أو “أنشطة القطاع غير المهيكل” بحكم أنها تجارة مؤقتة، إلا أنها حسب محمد تظل مهن تحظى بحركة تجارية ينتعش معها الاقتصاد المغربي، وينسى من خلالها الشباب المغربي شبح البطالة ولو لأيام معدودة.

وأوضح المتحدث ذاته ضمن تصريح لجريدة “مدار 21” الإلكترونية، أن ساكنة المنطقة بكاملها تقتني بكثرة من الشباب عوض المحلات والأسواق التجارية الكبرى، تكريسا لمبدأ التضامن ومساعدة الشباب ماديا للتغلب على معاناة البحث عن عمل.

هذا الشاب العشريني الذي يقدم خدماته بالحي الشعبي، يضيف أن الزيادة في هذه المستلزمات التي تتعلق بعيد الأضحى حتى لو زادت عن درهمين أو ثلاثة، إلا أنها المواطن يتقبلها بصدر رحب.

ويأتي الهدف الثاني من هذا العمل الموسمي حسب الشاب العشريني في تقريب الخدمة إلى المواطن، خاصة أن هذه الأعمال تنشط وسط الأحياء الصغيرة.

وأشار أن هذه المناسبة تجبر الشباب المغاربة على بذل مجهودات كبيرة للتعويل على أنفسهم، وواصل قائلا أنها ‘‘ولو كانت مناسبة لإحياء شعيرة عيد الاضحى، إلا أنها تبرهن في المقابل على أن الشباب المغربي قادر ويحتاج إلى العمل’’.

وتابع أن هذه التجارة لا تتعلق ببيع المنتجات الاستهلاكية والفخار والمعدات واللوازم المرتبطة بفترة قبل العيد فقط، وإنما يتم الاشتغال يوم العيد وبعده في المهن الظرفية الأخرى التي تتعلق بشي رؤوس الأغنام على الخشب، في أماكن خاصة بذلك، مما يسهل عملية تنظيف وغسل رأس الأضحية.

وخلص إلى أن هذه المهن الموسمية التي تظهر خلال عيد الأضحى تدر دخلا إضافيا مهما، وتتيح من الجانب الآخر للشباب إمكانية الاعتماد على النفس لمسايرة الظرفية الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وبالإضافة إلى بائعي الفحم ومستلزماته وممتهني شحذ السكاكين، تزدهر في أحياء المدينة مهن أخرى، أبرزها نقل أضاحي العيد عبر عدة مركبات (سيارة “البيكوب”، دراجة ثلاثية العجلات، ..)، دون إغفال عملية إيواء الأغنام للزبناء بفضاء مخصص لذلك والاعتناء بها حتى يوم العيد. وهذه المهن الموسمية الصغيرة أضحت بالنسبة لعدد من الزبناء أساسية، إذ تسهل عملية الاستعداد لعيد الأضحى وتساهم في حسن سير هذه المناسبة الدينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News