سياسة

بعد إلغاءات متتالية.. ماكرون يلتقي تبون قبيل الانتخابات المبكرة

بعد إلغاءات متتالية.. ماكرون يلتقي تبون قبيل الانتخابات المبكرة

بعد إلغاءات متتالية، وتصريحات متبادلة، التقى الرئيس الجزائري الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بـ”أرض محايدة”.

المباحثات الثنائية التي تم توثيقها بالصور ومقاطع الفيديو، كانت على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا، وأصر فيها رئيس الجزائر ونظيره الفرنسي على الظهور بمشاهد ودية، لم يكشف عن طبيعة المواضيع والملفات التي تناولتها.

ونشرت الرئاسة الجزائرية على صفحتها بمنصة فيسبوك، مقطع فيديو يظهر استقبال الرئيس الجزائري نظيره الفرنسي بحديقة مقر إقامته، قبل أن يسيرا يدا بيد وهما يتبادلان الأحاديث والابتسامات حتى وصلا إلى قاعة الاجتماعات، حيث أجريا محادثات ثنائية.

يذكر أن تبون كان قد اتفق مع ماكرون في مارس الماضي على زيارة باريس أواخر شتنبر أو مطلع أكتوبر المقبلين، لكن ولحدود الساعة لم يتم الإعلان بعد ما إذا كانت الزيارة مازالت قائمة، أم أن التأجيل سيطالها مثل زيارة الرئيس الجزائري إلى فرنسا.

وأجل إيمانويل ماكرون زيارته للجزائر عدة مرات جراء خلافات، بسبب “ملف الذاكرة” المرتبط بالاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962)، والذي يُشكل تحديا كبيرا لعلاقات البلدين، إذ تطالب الجزائر باريس باعتراف رسمي بـ”الجرائم” التي ارتكبتها أثناء استعمار بلادها، وإعادة الأرشيف الجزائري وممتلكات أخرى نهبتها خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى جماجم لمقاومين جزائريين تحتفظ بها.

في المقابل، ترفض فرنسا الاعتذار بشكل صريح عن “جرائمها” خلال استعمار الجزائر، وتتحجج بقيود قانونية لمنع إعادة بعض ما نهبته من الجزائر.

ومنذ نحو عامين، تعمل لجنة جزائرية فرنسية مشكلة من مؤرخين على معالجة “ملف الذاكرة” بطريقة علمية ومجردة من الأيديولوجيات السياسية، وذلك بتكليف من تبون وماكرون.

الباحث الجزائري في العلاقات الدولية، أحمد بن مودن، استبعد أن تكون المباحثات الثنائية بين تبون وماكرون، والتي ذكرت وسائل إعلام فرنسية أنها دامت لأزيد من ثلاثة ساعات، أن تدور رحاها “حصرا” على ملف الذاكرة الشائك، معتبرا أن هناك ملفات أخرى تطغى على الساحة السياسية الدولية.

وأكد بن مودن، المقيم بباريس، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الزيارة تأتي قبيل أشهر من الانتخابات الرئاسية الجزائرية، “لذلك لا شك أنها كانت إحدى المواضيع التي تناولتها مباحثات الرئيسين، إضافة إلى ملف القضية الفلسطينية، والتي يحاول ماكرون أن يظهر أنه من بين المسؤولين الأوروبيين الأكثر اهتماما بها”.

وأشار الباحث في العلاقات الدولية، أن هذه المباحثات تأتي بعد أيام قليلة من الانتخابات الأوروبية، والتي شهدت تطورات عديدة”، مسجلا أنه لا يجب إغفال أن لقاء ماكرون وتبون يأتي كذلك بعد إعلان باريس والرباط فتح صفحة جديدة ورفع وتيرة زيارات المسؤولين المتبادلة.

وأضاف في هذا الصدد: “لا يمكن أن تغفل المباحثات عن ذلك، وبالتالي ستكون الجزائر مرغمة على العودة للتفاوض مع باريس حول الملفات العالقة وإعادة العلاقات لما كانت عليه، وإلا ستكون قد خسرت فاعلين أوروبيين مهمين وشريكين استراتيجيين، إسبانيا وفرنسا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News