مجتمع

ركود غير معهود.. مهنيون يشكون ضعف إقبال المسافرين على محطة أولاد زيان

ركود غير معهود.. مهنيون يشكون ضعف إقبال المسافرين على محطة أولاد زيان

على بعد أيام قليلة عن عيد الأضحى، لا تَبدُ محطة أولاد زيان بنفس الاكتظاظ وزخم الحافلات الذي كانت عليه في السنوات الماضية، وذلك لما كانت تعرفه هذه المناسبة من رواج راجع إلى عدد المسافرين الذي يقصدون المحطة لزيارة عائلاتهم والتوجه نحو مدن مختلفة.

الركود الاقتصادي وضعف الإقبال الذي أضحت تعيشه المحطة خلَّف استياء وسط المهنيين بقطاع النقل الطرقي، والذين رجحوا أسباب هذا الركود إلى الاختلالات على مستوى البنية التحتية “المهترئة” والتي أضحت تتسبب في نفور المسافرين في ظل غياب الإصلاحات.

وعزى نور الدين، مهني بالمحطة، السبب الأول والرئيسي في الركود الاقتصادي للمحطة، إلى غلاء أسعار الأضاحي الذي حال دون إمكانية انتقال المواطنين لقضاء عطلة العيد مع عائلاتهم، مردفا بقوله “الناس دبا ملاهيين مع العيد”.

وتابع ضمن تصريح لجريدة “مدار 21” إلى أنه “على الرغم من أن مناسبة عيد الأضحى تفصلنا عنها فقط بضعة أيام، إلا أن المحطة خالية صباحا، ولا تشهد إلا حركية قليلة في المساء، خاصة على مستوى الحافلات التي تقطع مسافات طويلة من وإلى مدن بعيدة، كمراكش وأكادير، ومدن أخرى’’.

واستدعى المهني أسباب أخرى لغياب المسافرين بالمحطة بالإشارة إلى إقبالهم على وسائل النقل الأخرى منها القطارات التي تم توفيرها بكثرة خلال هذه الأيام، بالإضافة إلى سيارات الأجرة الكبيرة والنقل عبر التطبيقات.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن الوضع المزري الذي باتت تشهده المحطة في الآونة الأخيرة وانعدام وسائل الأمان والراحة أضعف حسبه، حركية الإقبال على السفر بالحافلات.

وعلى الرغم من الأثمنة المناسبة للسفر سواء خلال النهار أو خلال الفترات الليلية، يضيف المهني، أن محطة أولاد زيان، تعاني العديد من الاختلالات وعلى رأسها غياب شبابيك جيدة لبيع التذاكر.

وبالحديث عن الاختلالات المطروحة على مستوى المحطة والإجراءات والتدابير التي ستقوم بها جماعة الدار البيضاء ومجلس العمالة من أجل الحد منها، أوضح أحمد بريجة، نائب رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء، أن ‘‘المحطة في وضعها الحالي متهالكة، ولا تعتزم أية شركة الدخول إليها والاستثمار فيها’’.

وأوضح في حديث مع جريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “هذا الفضاء يستدعي أن يكون في مستوى جيد، ويمكن أن يدخل بعض المستثمرين لتهيئته مستقبلا”، مشيرا إلى أن “المصاريف الكثيرة التي ستنفق من أجل صيانته، وتوفير بنيات جيدة، تتماشى وراحة المسافرين”.

وأشار إلى أن جماعة الدار البيضاء في إطار اتفاقيات الشراكة مع مجلس العمالة، ستعمل على تأهيل المحطة، ووضع مشاريع وبرامج متطورة وحديثة، منها الرقمنة خاصة على مستوى شبابيك التذاكر لاقتنائها عبر الأنترنيت وحجز مقاعد بالحافلات بسهولة.

وتابع بريجة أن الهدف من ذلك هو تسهيل العمليات لدى المرتفقين، وتوقيف نشاط السوق السوداء، والقطع مع الممارسات غير القانونية.

وشدد على وجود تمويلات إضافيية لتأهيل المحطة رغم الإكراهات التي تعاني منها، مشيرا إلى أن الجماعة قررت تأهيل المحطة الطرقية “أولاد زيان”، عبر تشييد محطتين للمسافرين في كل من جنوب وشمال المدينة.

ولفت نائب رئيس مجلس العمالة، بأن هذا الأخير ينفتح على مثل هذه المبادرات التنموية والمشاريع الاقتصادية التي تهدف إلى خدمة المواطن وتوفير الخدمات المناسبة له.

وفي إطار الاختصاصات المخولة لمجلس العمالة بشراكة مع مجلس الجهة ومجلس المدينة بخصوص نقطة تأهيل محطة أولاد زيان، أوضح بريجة أن ‘‘القانون يمنح لنا عقد شراكات مع هذه الجهات والقطاعات الحكومية لإنجاز مشاريع تتوافق فيها كل هذه الهيئات في إطار التنمية الاقتصادية’’.

جدير بالذكر، أن مجلس جماعة الدار البيضاء، برمج في دورته العادية لشهر ماي الماضي، نقطة تتعلق بالمصادقة على اتفاقية شراكة مع مديرية الجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية، إلى جانب شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للنقل”، من أجل تأهيل وتدبير محطة أولاد زيان.

ويستلزم هذا التأهيل، حسب معطيات التي وفرها برنامج عمل الجماعة، توفير مبلغ مالي قدر بحوالي 68 مليون درهم، وينتظر  أن يتم تشييد محطتين بكل من عمالة سيدي البرنوصي وعمالة الحي الحسني.

وتعرف محطة أولاد زيان بالدار البيضاء، خلال عطلة المناسبات الدينية، كعيد الأضحى وعيد الفطر، فوضى عارمة على مستوى التسيير، مايسبب مشاكل كبيرة تزعج المسافرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News