رياضة

زيزي: العصبة تُهمّش حصيلة الموسم ونحتاج بيانات دقيقة لتفادي السطحية

زيزي: العصبة تُهمّش حصيلة الموسم ونحتاج بيانات دقيقة لتفادي السطحية

نهاية كل موسم كروي، يصطدم المحلِّلون الرياضيون، كما الصحافيون، بشح أو الغياب التام للإحصائيات والبيانات الرسمية التي من خلالها يمكن تقويم حصيلة الدوري المغربي الذي وصل محطته الأخيرة الجمع الماضي.

وأسدر ستار الموسم الكروي الجمعة الماضي بتتويج تاريخي للرجاء الرياضي، الذي خطف اللقب من بين أقدام الجيش الملكي في آخر دورتين، في موسم استثنائي بلا هزيمة.

وبعد مرور 13 سنة على تطبيق نظام الاحتراف بالمغرب، ما تزال “الهواية” التسييرية ممسكة بدفة قيادة الكرة المغربية، سيما على مستوى الدوري الاحترافي، الذي عرف مشاكل طيلة الموسم، على مستوى البرمجة والتحكيم وإغلاق الملاعب، ينضاف إلى ذلك تغييب تام لأي تقويم شامل للمستوى الذي وصلت إلى “كرتنا”.

تقصير العصبة وبيانات مغيبة!

ويرى المحلل الرياضي، أيمن زيزي، أن العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، مُقصِّرة بشكل كبير في ما يتعلق بحصيلة الموسم الرياضي، من ناحية المعطيات الرقمية ثم قراءتها من طرف ذوي الاختصاص الواجب توفر شرط الخبرة فيهم من أجل تقديم تحليل علمي موضوعي.

وأوضح زيزي في تصريح لجريدة “مدار21” أن “تقييم الموسم من اختصاص الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الاحترافية، ويجب أن تكون هناك خلية تحليل وبحث بالعصبة تمنحنا حصيلة وقراءة لها بمجرد انتهاء الموسم”، مضيفا “يجب أن تعطينا (الخلية) المباراة المعيار، التي يمكن اعتبارها أحسن مباراة في الموسم، وتوضح أسباب ذلك، وتعطينا أحسن فريق على مستوى الاستحواذ على الكرة، وعلى مستوى التنظيم الدفاعي.. لأننا نحتاج إلى كل هذه المعطيات، لكنها لا توجد، وبالتالي ما يزال تقويمنا عاطفيا وبعيدا عن الموضوعية العلمية”.

وشدّد المتحدث على أن الحديث عن حصيلة الموسم “عملية صعبة ومعقدة جدا لأنها تتطلب عملا قاعديا وبحثا ميدانا وتحليلا، وهذا من المفروض أن يكون اختصاص العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية التي تُعنَى بتطوير كرة القدم المغربية”، مطالبا إياها بـ”التتبع والبحث والتحاليل المعمقة من أجل منحنا حصيلة مرجعية للموسم”.

اجترار للأرقام وتحليلات سطحية!

وأكد أيمن زيزي للجريدة أن اللجوء إلى الأرقام والإحصائيات المعتادة كل الموسم لكل فريق على حدة، وعدد الانتصارات والتعادلات والهزائم داخل الميدان وخارجه وعدد الأهداف “أمر غير كافٍ” لإعطاء تقويم شامل للموسم الكروي، لافتا إلى أنه “حصيلة الموسم لا تتم بهذه الطريقة، لأن المفروض أن تكون وفق مقاربة علمية وبيانات رقمية، وتحليلٍ لطريقة اللعب وخصائص اللاعبين، وهذا كله مهم من أجل التقويم الذي يكون من طرف مختصين وخبراء تقنيين”.

وأضاف “نرى ونسمع اليوم تحليلات كثيرة بالإذاعات والبلاتوهات تتعاطى مع مثل هذه التحليلات، ولا تتضمن مؤشرات علمية ورقمية وتتبع”، مبرزا أنه “من السهل القول إن الرجاء فاز باللقب لأنه انتصر ولم ينهزم طيلة الموسم، لكنها تبقى قراءة سطحية وفضفاضة”.

واستطرد المحلل ذاته شارحا موقفه: “لكن، إذ أردنا تحليلا معمقا لطريقة لعب الرجاء طيلة الموسم، فعلينا النظر إلى النهج التكتيكي والمباريات المهمة المفتاح التي أعطته دفعة للفوز باللقب، وتدبيره للتركيبة البشرية واللاعبين الاحتياطيين، ومساهمة كل لاعب في كل مباراة”، مؤكدا أن هذا “يتطلب عملا كبيرا، وبالتالي فأنا غير مخوّل لي الآن أن أقوم بقراءة موضوعية بشكل علمي لأني لا أتوفر على البيانات الرقمية”.

ونبّه إلى أن جامعة الكرة “متعاقدة مع العديد من الشركات التي تقدم بيانات رقمية؛ هناك شركة مغربية وشركات عالمية، ولكن يبقى ذلك بلا معنى إذ لم يكن هناك خبراء وأخصائيون يعقدون لقاءات واجتماعات لتحليل وإعطائنا مؤشرات علمية”، لأنه يرى أن من خلال ذلك “يتم تقويم البطولة المغربية واللاعبين والفرق وعمل المدربين وحتى الشأن التدبيري”.

البرمجة ساعدت الرجاء

وجوابا عن سؤال بخصوص رأيه وملاحظاته عن الموسم الكروي المُنتهي، شدد زيزي على أنه “كان موسما صعبا، وبمستوى متوسط جدا، وقد أقول إنه كان ضعيفا أحيانا، كما أن مشكل البرمجة كان حاضرا،نظرا لغياب رؤية واضحة حول البرمجة”، موضحا “في شهري فبراير ومارس؛ بعد كأس إفريقيا، الأندية خاضت 6 أو 7 مباريات في ظرف شهر واحد، يعني أن البرمجة لم ترتكز على مخطط، ولكنها كانت تتوخى تصريف المباريات وإنهاء الموسم في الوقت المحدد”.

وربط المحلل الرياضي ذاته تتويج الرجاء بإشكالية البرمجة عندما أكد أن “هناك عامل مؤثر في فوز فريق الرجاء البطولة ونزول مولودية وجدة ويوسفية برشيد إلى القسم الثاني، هو البرمجة التي لم تكن بطريقة صحيحة وموضوعية، ولم تراع مجموعة من المؤشرات”، مسجلا أن “اليوم هناك فرق تعاني بلا ملعب، وفرق تقطع مسافات كبيرة ولم يكن لها الوقت لالتقاط أنفاسها واستعادة طراوتها البدنية بين المباريات”.

ورغم ذلك، أَقَرَّ بأن الرجاء فاز بلقبه الـ13 في الدوري المغربي لأنه “كان الفريق الأكثر توازنا من حيث تركيبته البشرية، لأنه يتوفر على لاعبين متألقين في جميع الخطوط، ومردودهم في الموسم كان ثابتا، وكان لدى الفريق استراتيجية لعب قوية خارج الملعب، والتي جعلته يحصد العديد من النقط”، مستدركا “هناك أيضا عامل اللعب على الواجهة الداخلية فقط، إذ لم يشارك الرجاء في أي مسابقة خارجية بعد انطلاقة الموسم، ما أعطى لاعبيه امتياز الطراوة البدنية وسط الموسم لتطوير مستواهم”.

وشدّد زيزي على أنه “لو فاز الرجاء أو الجيش فالتتويج سيكون مستحقا (لكليهما).. لكن الرجاء لعب الموسم بهدوء وكان الأكثر تركيزا وحافظ على سرعته النهائية حتى الوقت المناسب، كما أن تجربة اللاعبين كانت شكلت الفارق، خصوصا التقنيات الفردية للاعبين”.

موسم استثنائي لمولودية وجدة

وخلافا لجلد الذات الذي قامت به جماهير مولودية وجدة بعد مغادرة القسم الوطني الأول، أكد المحلّل الرياضي أن “سندباد الشرق” قدما موسما جيدا استنادا إلى الظروف الصعبة التي تخبط فيها منذ انطلاق الدوري.

وأوضح زيزي أن مولودية وجدة “خلق المفاجأة” رغم أنه “بدأ متأخرا ولم يجر الاستعدادات اللازمة للموسم، وعاش مشاكل تسييرية إثر غياب المكتب المسير طيلة الموسم، قبل انتخابه مؤخرا بعد إعادة الجمع العام 3 مرات”، مسترسلا “رغم كل ذلك، الفريق عاد ونافس وقدم مستوى جيدا مع نهاية شطر الذهاب، وبعدها انخفض المستوى، وكان هذا طبيعيا ومنتظرا لأن الفريق يتوفر على 13 لاعبا فقط، بعد مغادرة لاعبين أو ثلاثة في مرحلة الإياب، إضافة إلى انعدام الخيارات مع الإصابات والإنذارات”.

وشدّد على أن تشبث المولودية بأمل البقاء بقسم الأضواء حتى الدورة الأخيرة “يعد إنجازا في حد ذاته للطاقم التقني بقيادة فوزي جمال والمدرب المساعد مروان خرباش، اللذين قاما بعمل كبير، في وقت الكثيرون تنبؤوا بأن المولودية سيُفسد البطولة ولن يكون فريقا تنافسيا، ولكن العكس الذي حدث”.

وتابع “غابت الإمكانيات والدعم، لكن أقول ‘برافو’ للطاقم التقني واللاعبين الذي قاتلوا حتى آخر دورة، علما أن السقوط كان تحصيل حاصل”، مردفا “وفق المعطيات، أعتبر وصوله المولودية إلى النقطة الـ25 وبقاءه حتى آخر دورة مؤمنا بحظوظ البقاء رغم المشاكل والإكراهات الكبيرة، إنجازا للطاقم التقني واللاعبين”.

“قضاة الملاعب” يراوغون جدل آخر الجولات

ولم تشهد الجولات الأخيرة من الدوري الاحترافي جدلا تحكيميا “كما جرت به العادة” عند نهاية كل موسم، رغم الغضب الذي أثار “قضاة الملاعب” بأخطائهم خلال الثلثين الأوليين من الموسم.

وشرح أيمن زيزي خروج التحكيم المغربي بأقل الأضرار في آخر الجولات، التي تُجرى في أجواء مشحونة بين أندية تتنافس على اللقب وأخرى تصارع من أجل البقاء، بأن “ذلك أتى بسبب تباين نتائج المباريات وفوز الطرف القوي دائما، باستثناء مباراة الجيش والمغرب التطواني التي كان فيها جدل في حالة أو حالتان”.

وأوضح أن المواجهات التي تشهد جدلا تحكيميا دائما ما يكون مستوى طرفاها متقاربا والتنافس على أشده، مبرزا أن غياب الجدل عن المباريات الأخيرة من الموسم جاء أيضا بسبب عدم تأثير نتائجها في مصير النزول إلى القسم الوطني الثاني أو اللقب، باستثناء مباراة “الزعيم و”الماط” عن الجولة الـ29 والتي حولت اللقب من الرباط إلى الدار البيضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News