مجتمع

سيكولوجي: “بارانويا الغيرة” أحد أسباب ارتفاع الجريمة بين الأزواج

سيكولوجي: “بارانويا الغيرة” أحد أسباب ارتفاع الجريمة بين الأزواج

كثيرا ما يفتح النقاش حول التغيرات التي شهدتها مؤسسة الزواج بين الماضي والحاضر، هذه التغيرات باتت تطرح أسئلة عديدة حول العلاقات التي طبعت الحياة الزوجية قديما، هل كانت تتسم بارتفاع معدلات العنف وجرائم القتل نفس اليوم؟ أم كانت تتبنى ثقافة الرحمة والتسامح والاعتذار؟

وقائع كثيرة باتت تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي تاركة فراغا وتخوفات من عزوف الشباب عن الزواج، آخرها واقعة المعلمة  بمدينة الصويرة التي لم يمر على زواجها سوى شهر حتى وضع زوجها الأستاذ بالتعليم الابتدائي حدا لحياتها، حيث أقدم على قتلها باستعمال آلة حديدية.

هاته الواقعة لن تنسي خلفيات وفاة زوج عثر على جثته مدفونة بجدار منزله بمنطقة طنجة البالية، الأسبوع الماضي بعد اكتشاف جثته بشكل عرضي أثناء مجريات البحث التمهيدي مع زوجته وأربع من أبنائه، الذين تم توقيفهم في قضية تتعلق بحيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث تم تحصيل شكوك قوية حول اختفاء الزوج في ظروف مشبوهة وبخلفيات إجرامية.

كلها وقائع تنضاف إلى أخرى، وتنصب نحو أسباب إقدام الأزواج على جرائم القتل، في وضع يخالف قواعد أخلاقيات ميثاق تبوث الزوجية الذي يحث على المودة والرحمة والتعاطف بين الأزواج.

“بارانويا الغيرة”

وفي تفسير للأسباب، أوضح جواد مبروكي، دكتور متخصص في الطب النفسي، أن هناك أمراضا نفسانية معروفة تدفع الزوج أو الزوجة إلى ارتكاب جرائم القتل منها “بارانويا الغيرة”، “la paranoia de jalouzie”، هذه الأخيرة تكون غيرة مرضية غير طبيعة، تنتج عن شك ليس كباقي الشكوك وإنما شك يقيني، مثلا “أن تثبت الزوجة أو الزوج قيام الطرف الآخر بالخيانة”.

وأضاف ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذه الحالات يكون فيها الزوج أو الزوجة قد وصلا إلى درجة الشك المرضي  الذي يمكن أن يصل المريض به إلى اليقين داخليا، على أن الفعل؛ حتى ولم يقم به الطرف الآخر، إلا أنه قد يكون شكا يقينيا يفضي بالشخص إلى الانتقام عبر ارتكاب جريمة قتل.

وشدد المتحدث ذاته، أنه بات من الصعب اليوم القول بأن هناك انتشارا للجرائم بين الأزواج وإنما يمكن القول إن الإعلام أصبح يهتم بهاته الجرائم، التي يبرهن الواقع عن وجودها وامتدادها إلى الآن.

وتابع أنه لا يمكن أن ‘‘نعتبر الأزواج المتساوين والمتوازنين نفسانيا سيصلون إلى جرائم القتل، إلا في حالات غير مباشرة وغير عمدية كسقوط الزوج أو الزوجة بسبب دفع أحدهما للآخر على أداة حادة، بشكل يسبب لهم الوفاة في الحال’’.

هذه الحوادث، حسب البسيكولوجي، لا تعتبر أمرا غير طبيعيا وإنما هي حوادث عادية شأنها شأن كل الحوادث، ما يفسر بالأساس شيوع الجرائم داخل مؤسسة الزواج، يضيف مبروكي.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن الجرائم المبرمجة مسبقا أو تلك الاندفاعية، تجد نفسها عندما يصل الإنسان إلى درجة قتل شريك حياته، ما يجعله في هذه الحالة مريضا نفسانيا.

حاضر بقوة بين الرجال

وشدد الطبيب النفسي، في حالات أخرى على القتل الاندفاعي، الذي يكون فيه الشخص مصابا بأحد الأمراض النفسية المعروفة، التي تجعله غير متحكم في مزاجه الذي يضطرب بسرعة كبيرة دون أن يترك الوقت لنفسه للتفكير.

وسجل الخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي، أن هذا الاضطراب الاندفاعي يكون حاضرا بقوة عند الرجال أكثر من النساء.

وأردف أن الأوساط المغربية تعرف صراعات كبيرة بسبب تهديدات القتل في الشوارع، هذه الصراعات الاندفاعية يكون فيها الشخص المصاب غير محضرا للجريمة، عكس الجرائم المبرمجة بسبب اضطرابات كبيرة في العلاقات الزوجية المتوترة.

وأشار إلى أن هذا المرض يساهم في ترتيب المصاب لأفكاره وتنظيمها قبل الشروع في جريمة القتل، وهذه الاضطرابات تكون في الغالب حسبه صادرة من إنسان غير سوي.

وليس من البسيط التفكير في جريمة القتل بسهولة حسب الطبيب النفساني، فالإنسان السوي لا يتقبل ذلك بشكل سلس عكس الإنسان المريض نفسانيا وغير السوي.

وخلص مبروكي إلى وجود أكثر من 20 في المئة من الأمراض النفسية المنتشرة في المجتمع، الشيء الذي يجعل حظوظ ارتكاب الجرائم كبيرة جدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News