“ماتقيش وظيفتي”.. “سُبات” الحكومة يَجرُّ قطاع الصحة لاحتقان غير مسبوق

للأسبوع الثاني على التوالي، ما يزال المسلسل النضالي للممرضين وتقنيي الصحة بجهة الدار البيضاء-سطات مستمرا، في ظل غياب أي بوادر للحوار بين النقابات ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
بشعارات “الله الله يابابا دارولينا الشطابة” احتج الممرضون أمس الثلاثاء 4 يونيو الجاري، أمام المديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالدار البيضاء، متوعدين بشل المستشفيات من جديد في الأيام المقبلة.
ويرى بوعبيد العباسي، الكاتب الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين بجهة الدار البيضاء، أن الأربعة أسابيع المقبلة من يونيو الجاري ستشهد تصعيدا في الإضرابات، ردا على تماطل الحكومة في تنفيذ الاتفاق بينها وبين النقابات الصحية والوزارة الوصية على القطاع.
وأوضح ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن كرونولوجيا هذه المفاوضات التي امتدت لسنتين توجت ببعض الاتفاقيات المبدأية التي تجاهلتها الحكومة، ولم يصدر فيها أي جديد إلى حد الآن.
من جانبه، ثمن عبدو محمد، عضو التنسيق النقابي الوطني، نجاح الوقفات الاحتجاجية التي أعلنها التنسيق الوطني للممرضين وتقنيي الصحة، مضيفا أن هذا الاحتجاج يعكس الوضع “المقلق” الذي تعيشه الشغيلة الصحية منذ أشهر طويلة مضت.
وأشار ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الاتفاق السابق مع الحكومة والنقابات الذي يهدف إلى الزيادة في الأجور بمبلغ قدره 3000 درهم، وتعتبر الاقتراحات المعروضة من طرف الحكومة نفسها التي حددت الزيادة في 1500 درهم، قليلة نوعا ما في مقابل المهام والمخاطر.
وتابع المتحدث ذاته في حديث مع الجريدة، أن هذه النقاط الخلافية التي كان من المفترض أن يتم الحسم فيها في مطلع شهر يناير الماضي، ما تزال إلى الآن تنتظر التوصل لحلول بديلة.
وشدد النقابي على أن “الصمت العقابي أو السكوت غير المفهوم الذي تمارسه السلطات الحكومية فاقم من حدة الاحتجاجات، التي تسير اليوم بأشكال غير مسبوقة”.
وتساءل النقابي ذاته: “كيف للحكومة التي تدعي الاجتماعية ألا تتواصل مع قطاع حيوي وتتركه عرضة لاحتجاجات الشارع’’، مضيفا، أن الأوراش الاجتماعية التي تقوم على تجويد قطاع متين، يحتج الآن بالشارع، وهذا يطرح علامة استفهام، حول ماذا يقع داخل قطاع الصحة’’.
وحمل المتحدث ذاته الوزارة الوصية على القطاع بالإضافة إلى رئيس الحكومة، مسؤولية ترك الممرضين والتقنيين للخدمات الطبية بالمسشفيات العمومية بمختلف جهات المملكة، معلنا عن تأسفه لما آل إليه واقع الصحة بالمغرب.
ولم يفت زكرياء الشعباني، عضو التنسيق النقابي للجامعة الوطنية للصحة، تجديد الحديث عن المطالب الرئيسية للأطر الصحية، والتي يأتي في مقدمتها الحفاظ على صفة الموظف العمومي والزيادة العامة في الأجور، إلى جانب التعويض عن الأخطار المهنية.
وشدد ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن التنسيق النقابي الذي يضم تمثيلية 8 نقابات صحية، سيخوض إضرابات قد تصل إلى 12 يوما بالشهر الواحد، في مقابل “سبات” الحكومة التي تضع صحة المواطن المغربي في أدنى المراتب.
وتساءل النقابي في السياق ذاته: ‘‘ما الذي تهدف إليه الحكومة وراء هذه المماطلات والتعنتات، التي تصب نحو استهداف موظفي القطاع الصحي بالمغرب؟’’.
وخلص الشعباني إلى أن أزيد عن شهرين والحكومة تتملص من التجاوب مع المعركة النضالية التي تخوضها شغيلة الصحة، معلنا في مقابل ذلك عن الالتزام بالتصعيد إلى حين تلبية المطالب.